لهم حوالي شهرين يتعاصدوا في الرياض على المحاصصة للتعديل الوزاري الذي ينوون إجرائه، هل الأمر مغري ومهم إلى هذه الدرجة !!
في اعتقادي أن الوضع سيء جداً، وأن المسؤولية في الوقت الراهن ليست مغرية إلى هذه الدرجة حتى تتسبب في الصراع المحموم، وأن أي إنسان عاقل يحترم سجله الوظيفي وخدمته، ويحرص على بقاء صفحته بيضاء ونظيفة، لن يسعى او يخوض في هذا التنافس الشرس على الوظيفة العامة، وحتى إذا عرضت عليه فلن يقبل إلا بشروط تمكنه من تأدية عمله ودوره الوظيفي وتجنبه أي فشل ينهي تاريخه الوظيفي.
أما من يتسابقون في هذا الوضع على المحاصصة، في حكومة لا تمتلك موازنة، ولا تمتلك هيبة او نفوذ، ولا تستطيع تنفيذ القوانين ولا حماية الموارد المالية، حكومة عاجزة عن حماية نفسها وعاجزة عن توفير الخدمات، حكومة لا تستطيع توفير المرتبات لموظفيها، فهؤلاء مجرد لصوص ولا يفكرون في سمعتهم الوظيفية هذا اذا لهم سجل وماضي نظيف وغير مشوه او ملطخ بالفساد.
على العموم من خلال متابعتنا لما يدور أمر مخجل، في حق جميع النخب السياسية والقيادات، التي تشاهد ما يحصل بصمت وتفضل السكوت للحفاظ على مصالحها ولو كان على حساب الوطن، والهروب من المسؤولية التاريخية والأخلاقية، وهذا لا يعفيهم وسيلعنهم التاريخ ومن يتخلا عن وطنه في هذه الظروف والوطن ينزف ويعاني من التمزق والحرب والفساد والفقر والجوع والخوف، لا حاجة للوطن بهم ولا لأحزابهم عند التعافي.
بإمكانهم أن يجعلوا من هذا التعديل الوزاري بارقة أمل ونقطة تحول نحو التغيير وإصلاح ما فسد وخطوة لإستعادة مؤسسات الدولة اذا أحسنوا الإختيار وطبقوا معيار الكفاءة والنزاهة، بدلاً من معيار المحاصصة والولاءات الشخصية والحزبية، او الإستمرار في نفس الطريق ولن يطول الأمر أكثر وفي نظري أنها الفرصة الأخيرة لأن الوضع بلغ ذروته من التردي.