آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-11:41ص

الجرس على رقبة "بن مبارك

الأربعاء - 22 يناير 2025 - الساعة 07:45 م
ياسر الأعسم

بقلم: ياسر الأعسم
- ارشيف الكاتب



رفعنا سقف آمالنا، وظننا أن ترشيحه يمثل فتحًا جديدًا ومدعومًا خارجيًا، لكننا وصلنا إلى قناعة بأنه الحلقة الأضعف، وعندما التقينا بمعالي دولة رئيس الوزراء، الدكتور "بن مبارك"، قبل أشهر، قال شاكياً: "الفساد وقح ومخيف، والمتورطون فيه رؤوس كبيرة. نحن من الذين خرجوا لإسقاط النظام، لكن فساد اليوم أفظع ألف مرة، وأشبه بعش دبابير، وليس لدينا حزب، ولا قوة، ولا قبيلة لمواجهتهم، ولكننا لن نتوقف، وبحاجة إلى دعم الناس"، وحينها خرجنا من عنده نجر أسفنا وتعاطفنا.


سألنا مسؤولًا غادر السلطة، وكان ضحية لانتقاده العلني للفساد، عن أداء "بن مبارك"، قال: "أحمد صاحبي، ولكن تعاطفنا معه ليس كافيًا، فهو ما زال يحتفظ بشلة فشله، ولا يستطيع حتى تغيير مدير مكتبه، فماذا سيغيّر؟ سلطته أصغر من محافظ، وإذا كان يشعر بأنه محاصر وعاجز، فأشرف له أن يقدم استقالته".


كثيرون يعتقدون أن "بن مبارك" زرع في السلطة، وينتمي إلى نفس فصيلة توكل كرمان، الذين ركبوا موجة الربيع، ويرونه جزءًا من الفساد، لسنا معنيين بتبرئته، لكن قبل أن نطالب برأسه، علينا أن نتذكر أنهم أطاحوا بـ"معين"، بينما ما زال وزراء حكومته أنفسهم في مواقعهم، وما زال الثمانية يحكمون، ولم يتغير حالنا.


يقود السلطة اليوم ثمانية، وكلهم "غضنفر"، رائحة بولهم تحدد نطاق سيطرتهم، ونعتقد أن منصب رئيس الحكومة شرفي، جعلوا "جرة قلمه" توافقية، أي عليه أن يأخذ موافقة الثمانية على كل قرار يصدره، وإذا تعكر مزاج أحدهم، يبل ورقته ويشرب ماءها.


الشرعيون كلهم، بأحزابهم وتوجهاتهم الانفصالية والوحدوية، يكادون يتكالبون على "بن مبارك"، وهذا أمر يكاد يحدث لأول مرة مع رئيس حكومة، إذا علقنا جرسًا على رقبة "بن مبارك"، علينا أن نعلق عشرة أجراس على رقبة كل واحد من البقية.