آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-04:51م

الغزِيون ..الحج إلى الوطن

الثلاثاء - 28 يناير 2025 - الساعة 08:34 ص
عبد الخالق عطشان

بقلم: عبد الخالق عطشان
- ارشيف الكاتب


منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر2023م وحتى لحظات العودة الكبرى ( الزحف الأعظم – طوفان العودة ) في 27/1/2025م وشعب غزة ينالون من الأذى مالاقاه الأنبياء فهم اليوم الأمثل الأتم للأنبياء في تحمل البلاء واجتراح التضحيات وهم كذلك المتصدرون لقوائم الصبر والثبات.


عن أي رجولة نتحدث اليوم وعن أي زعامات يفتديها البعض ب(الروح والدم )ونحن اليوم نقف أمام هامات طاولت الشهب ولمعت كالنجوم وأضاءت كالشمس وماجت كالبحار، لن أتحدث عن الشهيد (السنوار يحيى )الذي سيظل يحيا وينمو في قلوبنا ويتوارث هذه الحياة الأجيال جيلا بعد جيل فطوبى له فقد نال ماتمناه فاصطفاه الله شهيدا وأوفى بعهده الذي قطعه على نفسه أمام العالم: ( إن اطلاق المعتقلبن عهد في رقبتي .. وضرب براحة كفه صفحة عنقه)


وهاهو العهد قد أنفذه وأتمه وخرج المعتقلون وحاديهم ( خرجنا من السجن شم الأنوف) .. نكتب ونتحدث اليوم بل ويتحدث الزمان والمكان أنّ من بين حشود الطوفان (عجوز) غزية في وجهها ألفُ ألفُ حكاية من الصبر والثبات والشموخ والفداء والإباء كأنها فلسطين وبين جنبيها غزة الفداء والتضحية وعلى الرغم من أن عار خذلانها وقضيتها من الإخوة والأصدقاء والجيران قد بدى في محياها إلا أن ناصيتها تشرق بالعزة ومن بين شفتيها ينفلق الأمل و الفجر أشعةً تهتك استار العار والخذلان تقمصت أدوار الرجولة العربية المتوارية في جلابيب الخوف والتطبيع صادعة : ( الحمد لله كل أولادي شهداء ولم يبقى إلا أنا لم الق نصيبي فاستشهد معهم ).


إنه شعور يتدفق أملا في لحظة ألم تتجاوزها ( روح الروح ) فرحا بعودتها لمهبطها ومهدها في شمال القطاع الذي انحسر عنه طغيان الكيان يجر أذيال الخزي والعار وعاد إليه آل الطوفان عليهم الصلاة والسلام.

أنها غزة أيتها السيدات والسادة قد أذّنت قيادتها بحج العودة ، فأتى أهلها من كل فجٍ فيها قد أدّوا مناسك المقاومة فوقفوا على صعيدها الطيب الطاهر وكلها موقف وباتوا على ترابها وتحت ركامها وفي أعماق أرضها وجعلوا من كل أرجائها عقبةً لم يرموا ( إبليسا واحدا ) وأنما رموا أباليس كُثُر بـ (شواض والتاندوم وقذائف الياسين التي بي جي 105 وطوربيد العاصف .. ..)


ولم يكن الرمي في ثلاث ليال أو أيام ولم يتعجلوا في يومين وإنما في 467 يوما ، اليوم الغزيون يؤدون طواف الوداع لآلامهم وأوجاعهم مستقبلين أرضهم التي تهاوت عند أقدامها ( خطط الجنرالات ) و التي لم يبق إلا اسمها ورسمها بيد أن فرحة النصر تُبلسم جراحهم وتُرمم أوجاعهم وتغيض عدوهم .


الغزيون اليوم يموج بهم شارع الرشيد أمواجا متدفقة بالكرامة والعزة يعودون لوطنهم قد أدوا مناسك والنضال ولسان حالهم ( ياجبل مايهزك ريح ) ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )