من أين سأبدأ مرثاتي ولي شفة
تعلو من النثر ما يوحى به الألم ، لا الحزن يرجع من ماتوا ، ولا البكاء و النحيب ولا القلم ٠
من يطالع الأوضاع المعيشية لشعبنا هذه الأيام ، سيقف حبر قلمه عند أي سطرا يكتبه ،
فلم يبق في وطني شيء نرى فيه الدولة بثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وسابدأ بالتعليم الذي قال عنه مهاتير محمد هو الصبغة السحرية لنهضة ماليزيا ، وفي بلادي لا تعليم إلا لابناء الكبار من المسؤولين ، ومن التجار والقيادات في مدارس خاصة بالعملة الصعبة ، أما الفقراء فلا تعليم لهم ٠
حدثوني عن الكهرباء التي عرفتها عدن قبل مئة عام ، واليوم بلادي تأن بانين المرضى لأيام وساعات في الانطفاء ، حدثوني عن المياة العذبة الصالحة للشرب ، أحدثكم عن بلادي التي كانت لا تعرف دينمات ولا خزانات ولا مركبات الوايت ( بوز الماء) ، واليوم بلادي فيها المواطن يبحث عن شربة ماء ٠
حدثوني عن الصحة ، أحدثكم عن وطن لا نعرف فيه حجز سيارتك أوسلاحك أو ذهبك مقابل عملية تعملها في أحد المستفيات ٠, واليوم الناس تموت في بيوتها عاجزة عن العلاج ٠
حدثوني عن الطرقات في بلادي ، أحدثكم عن الطرق الترابية التي لا تعرف الاسفلت منذ حقبة من الزمن ، وفي عواصم المحافظات ٠
حدثوني عن الصرف الصحي ، أحدثكم عن منازل في العاصمة عدن غرقت بمخالفات الصرف الصحي ، ومنطقة العريش خير شاهد ، ناهيك عن كثير من المناطق التي لا تعرف من الصرف الصحي الا البيارات اليدوية ٠
حدثوني حتى عن القبور ، أحدثكم عن زمن أهلنا ، بقبور لا تثمن ، واليوم لا تستطيع أن تدفن من مات في بعض المحافظات الا بدفع مبلغ مالي ، ناهيك عن أوراق رخصة لبلك القبر. وما خفي أعظم ٠
حدثوني عن الصرف للعملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية ، أحدثكم إن لا سيادة لعملتنا في بلادنا ، فالعملات الأجنبية تدخل بلادي من خارج البنك ، ولا أي قيمة مادية لعملتنا ، لا ايجارات ولا مشتروات و لا سفريات حتى المهور في الاعراس بالسعودي و الدولار
ماذا بقي في وطني ؟!
لا أمل في التحالف ولا أمل في حكام بلادي
ولم يبق لنا الا بأملنا بالله سبحانه
فلا تحالف صدق معنا ، ولا قيادات شرفتنا
فلا زلنا ننتظر جولاني لهذا البلد
أسوة بسوريا الشقيقة ٠
عساه يتحقق حلمنا