آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-04:29م

رسالة إلى أهل عدن .. لن تنالوا حقوقكم بقطع الطرقات

الخميس - 06 فبراير 2025 - الساعة 02:54 م
محمـد العماري

بقلم: محمـد العماري
- ارشيف الكاتب


تعيش محافظة عدن في هذه الأيام وضعًا مأساويًا في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بها. انقطاع الكهرباء المستمر، ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، وتدهور قيمة العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية، كلها مشاكل جعلت المواطن العدني يعيش في حالة من الاضطراب والقلق على مستقبله ومستقبل أسرته.


لكن في خضم هذه الأزمات، ظهرت ظاهرة سلبية جديدة على الشوارع في عدن، وهي قطع الطرقات وإشعال النيران في بعض الأماكن. هذه الظاهرة التي أصبحت متكررة في الآونة الأخيرة هي تعبير عن الغضب والاستياء من الأوضاع الحالية، لكن للأسف، فإن هذه الطريقة في الاحتجاج لا تؤدي إلى أي حل جذري للمشاكل التي نواجهها.


الواقع المؤلم هو أن قطع الطرقات لا يضر الحكومة التي تقف بعيدًا عن معاناة المواطن، بل يضر المواطن نفسه أولاً وآخرًا. ففي الوقت الذي يحتج فيه البعض بقطع الطرقات، يعاني الجميع من شلل حركة التنقل، ويضيع الوقت والجهد في وسط الفوضى التي تسببها هذه الأعمال. إضافة إلى ذلك، فإن الإضرار بمرافق المحافظه يعطل أعمال العديد من المواطنين الذين قد يضطرون لاستخدام الطرق للتنقل أو لأداء أعمالهم.

إذا كان هناك من يعتقد أن قطع الطرقات هو السبيل الوحيد للتعبير عن الرفض للواقع الحالي، فإننا نوجه رسالة هامة: إن الاحتجاج الفعّال يجب أن يكون بمكانه الصحيح وبطريقة سليمة. فبدلاً من إغلاق الطرقات والتسبب في إعاقة حياة الآخرين، يجب أن تتوجه الاحتجاجات إلى الأماكن المؤثرة مثل المعاشيق والمصافي والميناء وغيرها من الأماكن الحيوية التي يمكن أن تؤثر مباشرة في القرارات الحكومية. فالتوجه إلى هذه الأماكن يعكس رسالة أكثر قوة ويؤكد على استياء الناس بطريقة لا تضرهم بأنفسهم ولا بالأبرياء.


وفي هذا السياق، نناشد الجهات المعنية، أيا كانت، أن تتعامل مع هذه الأزمات بكل جدية وبسرعة. إن الوضع في عدن، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يزداد صعوبة وألمًا. لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه، ونطلب من جميع المسؤولين أن يتقوا الله في هذا الشعب المظلوم. فقد تحمل المواطنون ما لا طاقة لهم به، ويحتاجون إلى حلول عملية وواقعية تُسهم في تحسين حياتهم، بدلاً من استمرار المعاناة التي يعيشونها يوميًا.


وفي هذه اللحظة الحساسة، نوجه دعوة إلى خطباء المساجد في عدن وكل أنحاء اليمن، بأن يخصصوا دعواتهم في خطبهم لأبناء الشعب، وأن يدعوا الله بأن يرفع هذا البلاء، وأن يفرج عنهم همومهم. كما ندعو الله أن يفضح من كان سببًا في هذه الأزمة، وأن يخلص الشعب من هذا الوضع الذي طال أمده.

ختامًا، إن الأمل في العدالة والخير لا يزال موجودًا، ولكن يتطلب منا جميعًا التكاتف والعمل معًا من أجل إيجاد حلول تُحسن من الواقع المرير الذي نعيشه اليوم في عدن.