بعد تفاقم معاناة عدن واهلها جاءت مبادرة دولة قطر لإنشاء محطة كهرباء في عدن لتخفيف معاناتهم من ويلات الانقطاعات الطويلة للكهرباء..
في مايو 2017 افتتحت دولة قطر المحطة المركزية في عدن كجزء من جهودها لحل أزمة نقص الكهرباء. كانت المحطة تحتوي على 2 توربينات متعددة الوقود من نوع TM2500 من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 60 ميجا وات. تم تشغيلها في البداية باستخدام وقود الديزل كخيار مؤقت بسبب عدم توفر المنشآت التي توفر الوقود الغازي الرخيص الذي كان من المقرر أن يُوفر لاحقا..
نجحت شركة شاليك إنيرجي التركية في تنفيذ المشروع بالتعاون مع المؤسسة العامة للكهرباء، وتم تركيب المولدات وتجريبها في الأيام الأولى من التشغيل. ولكن لم تستمر المحطة في العمل سوى حتى صيف 2019 حيث توقفت بشكل مفاجئ تاركة تساؤلات عميقة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك. رغم محاولات تبرير التوقف مثل مشاكل في الفلاتر أو أعطال مصنعية أو حتى استخدام الوقود غير المطابق للمواصفات..تبقى الأسباب غامضة خاصة أن محطات الطاقة المشتراة تعمل بنفس الوقود الذي استخدمته التوربينات القطرية.
على الصعيد السياسي، بعد أن قطعت قطر علاقاتها مع اليمن في يونيو 2017، كانت العلاقات السياسية بين البلدين في حالة من التوتر لفترة طويلة ولكن بعد ثلاث سنوات وبالتحديد في مارس 2021. وبعد تولي الدكتور أحمد بن مبارك منصب وزير الخارجية تم إعادة العلاقات بين البلدين.حيث تم رفع علم الجمهورية اليمنية على مبنى السفارة في الدوحة، معلنا عهد جديد من التعاون.
بن مبارك لم ينسى المحطة القطرية فقد كان همه الأول أهالي عدن الذين تحملوا معاناة الكهرباء لسنوات. فكان اللقاء مع المدير العام لصندوق قطر للتنمية فرصة للحديث عن آليات التعاون المشترك وتعزيز استئناف دعم المشروعات التنموية في اليمن. واتفق معهم على صيانة وإعادة تشغيل المحطة القطرية الكهربائية في عدن.
فلا
وفي مايو 2023، أُرسلت توربينات "المحطة القطرية" إلى مدينة أمستردام بهولندا لإخضاع محركات التوربينات لعملية تأهيل شاملة بعد توقفها لسنوات وفي وقبل ثلاث ايام تم التأكيد مع الجانب القطري على تسريع إدخال محطة توليد الكهرباء المقدمة من قطر إلى الخدمة في عدن وذلك قبل دخول هذا الصيف.
و بالاخير لا أنسى الدور الكبير الذي قام به الدكتور أنور كلشات ، وزير الكهرباء السابق، والأخ سالم الوليدي مدير كهرباء عدن في متابعة موضوع المحطة والتواصل مع جميع الجهات.
فلا تزال روح الوفاء تسري في عروق الوطنيين وان اختلفت التوجهات يتحد المخلصون صفا واحدا حين تئن هذه المدينة من الألم...
رسالتي إلى السياسيين..افصلوا ملف الكهرباء عن خلافاتكم فمن يحرم عدن من النور اليوم سيلعنه التاريخ غدا ..