الخزي شعور ذاتي ضرره عائد على الفاعل لما يستوجب الخجل . بينما تأنيب الضمير شعور لا يقتصر على الشخص ، وإنَّما يتعداه إلى عائلته وأقاربه وأصدقائه وكل من له صلة به .
في هذه البلاد مسؤولين لا يراودهم أي شعور بالخزي أو تأنيب الضمير ، فعلى أفعالهم المخزية المُنكرة ، وعلى تصرفاتهم العبثية باقون في مناصبهم وبلا إحترام لذواتهم ، وبلا أي تعاطف ناحية معاناة النَّاس . كأنَّ حياتنا ليس فيها ما يستدعي الخجل أو طلب العفو والمغفرة .
يقصون ويهمشون ويقتلون من لا يروق لهم فكرًا وسلوكًا وبلا خجل أو ندم ، يسرقون المال والعقار ، ويستولون على الوظيفة وكل ما هو تحت أيديهم ، يعبثون بحياة الخلق ، ويفسدونها دونما أي شعور بالخزي أو تأنيب ضمير ..
أفعال مخزية يأنف منها الشيطان . وأدق توصيف لها أنها جرائم ، وضررها وأذاها طال الصديق والرفيق ، الولد والحفيد ، البعيد والقريب .
وبرغم أعتبارها مخزية وضارة فلم يحدث أن استقال مسؤول من وزارة أو إدارة ، أو أن هنالك من قال لا ، إنَّي أخاف الله أو القانون والنَّاس أجمعين ، فلو أن ثمة شعور بالخجل أو تأنيب الضمير ؛ لما بقي قائد أو وزير أو محافظ أو رئيس في منصبه ...
محمد علي محسن