آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-02:29ص

محمية الريال السعودي

الأحد - 09 فبراير 2025 - الساعة 09:36 ص
فهد البرشاء

بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب



لم أجد توصيفاً أكثر قرباً من واقعنا الذي نعيشه اليوم إلا هذا العنوان أعلاه، ولعله الحقيقة التي يعيشها المترفون وأصحاب الأكتاف في ظل الواقع المرير الذي ألقى بظلاله على كل شيء.


أصبح الريال السعودي هو شغلنا الشاغل وحديث المجالس ولغة الناس في حلّهم وترحالهم، فلا تجد مجلساً ولا طريقاً إلا ولسيادة الريال السعودي حضورٌ قويّ لم يصل إليه أحد، عدا الدولار الذي بيننا وبينه ما بين المشرق والمغرب.


وحينما نتحدث عن الريال السعودي ومحميته، فإننا نقصد بهم الهوامير واللصوص ومن يندرجون تحت لوائهم ممن ابتسم لهم الحظ، فباتت لغة التعامل فيما بينهم ومع محيطهم بالريال السعودي، وهم الأكثر انتفاعاً من تدهور العملة وارتفاع منسوب جنونها.


وهذه المحمية باتت صعبة المنال والمرام، فلا يدخلها إلا ذو كتف وحصانة وقوة وقرابة من صُنّاع قرار الفساد والإفساد المالي والإداري، ممن يعبثون بمصالح الناس وحياتهم.


طبعاً، كل من في هذه المحمية في المناطق المحررة، ممن يتقاضون بالريال السعودي، لديهم حصانة من أي انهيارات مالية، ولن تطالهم جائحة الغلاء وجنون الأسعار وتوقف المرتبات وتدهور الأوضاع، بعكس الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة، ممن لا يجد الواحد منهم قوت يومه.


اقتصرت هذه المحمية على ثُلّة معينة محددة، ولها شروط وقوانين ولوائح ونُظم، لا يستطيع البسيط منا أن يدخلها إلا بجواز عبور عابر للقارات مع تزكية وتوصية من "كتف" لا يُرَدّ له طلب أو يُرفَض له أمر، في حين يقف الفقير على تخوم هذه المحمية، يلوّح بيده ويرجو وصلاً بها، وأنّى له ذلك!


هذه المحمية ومن فيها، سواء أكانوا مسؤولين أم مواطنين، هم السبب الرئيس في الحال المتردي للوضع المعيشي والاقتصادي الذي نعيشه، فكلما ارتفع سقف الريال السعودي زاد طمع هؤلاء ولسان حالهم يقول: "هل من مزيد؟ هل من مزيد؟"


أعيدوا للريال اليمني هيبته وقيمته ومكانته، واتركوا التعامل بالريال السعودي، تعاملوا بعملتكم، واخرجوا خارج أسوار محمية الريال السعودي، وستدركون فداحة ما تفعلون مع بسطاء شعبكم المقهور.