آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-02:29ص

الشرف والأمانة ومقدرات الشعب ثروات سيادية لا تمس

الإثنين - 10 فبراير 2025 - الساعة 11:13 ص
حسن علوي الكاف

بقلم: حسن علوي الكاف
- ارشيف الكاتب


بقلم / حسن علوي الكاف :

=================

استوقفتني الحملة التي أطلقها مجلس القيادة الرئاسي وأجتماعته المتعددة قبل فترة قصيرة عن الفساد وإحالة بعضا من ملفات الفاسدين للتحقيق وهي خطوة مهمة تصب بالاتجاة الصحيح لوقف العبث المستشري في مؤسسات الدولة في ظل ما يعانية الشعب من معاناة كبيرة وتدهور غير مسبوق بجميع الخدمات وارتفاع الأسعار والمشتقات النفطية وإنهيار غير مسبوق للعملة الوطنية هذه الحملة لاقت ارتياحا شعبيا واسعا لوقف العبث والعابثين كون الفساد السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من حالة اقتصادية مزرية مستغلين ما تمر به البلاد من حرب و ازمات وغياب الأجهزة الرقابية تجاه ما يحصل ، هذه الحملة يجب أن تستمر وتكشف العابثين بمقدرات الوطن أين كان منصبه ومركزه القبلي أو الحزبي ويجب تفعيل دور الأجهزة الرقابية وهيئة مكافحة الفساد وكذا بت القضاء في الأحكام دون مماطلة ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه العبث بمؤسسات الدولة وسيادتها ،

شهدت البلاد كثير من الشرفاء ويجب أن نتذكرهم ونتذكر مواقفهم المشرفة وسأخوض الحديث عن قامة وطنية ارتبطت بالشرف والأمانة هذه الشخصية تولت العديد من المناصب القيادية والإدارية منذُ بداية الاستقلال الوطني حيث تولى حقيبة وزارة النقل والمواصلات في أول حكومة في الجنوب بعد الاستقلال ال 30 من نوفمبر 1967م الفقيد المهندس فيصل عثمان بن شملان أحد الكوادر الوطنية الحضرمية المشهود لها بالعمل الدؤوب وبالمواقف الطيبة المشرفة وبالنزاهة وبالتواضع ودماثة الأخلاق مع الجميع فقد تولى دورتين متتاليتين بمجلس النواب منذُ عام 1993م .

بعد حرب صيف عام 1994م تم تعيينه وزيرا للنفط والمعادن لما يملك من خبرة في المجال النفطي حيث عمل في مصافي عدن وشركات نفطية بضنهم بأن يكون مسير تملىء عليه التوصيات والجرعات لكنه وقف بالمرصاد لكأفة الاختلالات التي تمس الشعب وتلحق به الضرر رافضا العبث بمقدرات الوطن ورفض الاملاءات والاغراءات وكلنا نعرف المنصب الذي يتبوأه وزير النفط والمعادن حيث المغريات من الأموال الطائلة بالعملات المحلية والأجنبية وغيرها وكونه أقسم اليمين وعاهد الله بأن لا يخون الوطن وأن يصون مقدراته ويحافظ على ثروات الوطن السيادية مدركا بأن ملذات الدنيا زائله ويبقى العمل الطيب الذي يمكث في الأرض رافضا الأموال المدنسة و أكل أموال السحت و أبى أن لا يلوث سمعته و تاريخه وسمعة وتاريخ حضرموت المشرف الذي عرف به الحضارم في أصقاع المعمورة و وقف ضد كل الممارسات الغير قانونية والعبثية من صفقات و توظيف عشوائي في مؤسسات وشركات النفط ،

فقد حدثني مسوؤل العلاقات العامة بمكتب وزير النفط في تلك الحقبة عن المهندس فيصل بن شملان وعمله الجاد و عدم التلاعب بالقوانين واللوائح وعدم تجاوزها مهما كانت التوجيهات مواصلا حديثه بعدما ضاق به الحال و راى بأن لا هناك إستجابة لمقترحاته ولن يحدث هناك تغيرا إيجابيا بالعمل ففي أحد الأيام وهو بالدوام الرسمي خرج من الوزارة مشيا على الأقدام إلى شارع الزبيري بصنعاء وأخذ سيارة إجرة إلى منزله تاركا سيارة الدولة و رافضا الثراء الفاحش وقدم إستقالته بكل شرف وفخر ودخل التاريخ من أوسع الأبواب رحمة الله تغشاه .

اليوم هل يوجد اليوم مثل الراحل فيصل بن شملان شرفاء يخافون الله و يقفون مع الشعب و يحافظون على ثروات البلاد السيادية و ممتلكاته و على شرفهم وتاريخهم ؟

اليوم أبناء الشهداء والجرحى في حالة يرثى لها و أحواش كثير من المسوؤلين والمدراء مكتضة بأنواع السيارات الفارهة والفلل والعمائر داخل البلاد وخارجها والأرصدة بالبنوك وجميع الأقارب بالمرافق حيث أصبحت المرافق الحكومية ملكية خاصة بهم وبأسرهم وبإحزابهم يتلاعبون بها كيفما يشاؤون بالوظائف وبالتعيينات المخالفة للقوانين في ظل غياب الأجهزة الرقابية وإنعدام الضمير الحي وهذا في غالب الوزارات ومؤسسات الدولة ، لن تفيدكم الاموال المدنسة والتلذذ بمعاناة الشعب وبمقدرات الوطن لكم الخزي والعار في دنيا قبل الأخرة إن فسادكم فاحت رائحته المقززة الكريهة التي تزكم منها الانوف وضرت بالاقتصاد الوطني و وقف الفساد حجر عثرة أمام عجلة التنمية و دورانها ،

يا مجلس القيادة الرئاسة و يا رئيس الوزراء هل ستستمرون بملاحقة وكشف الفاسدين في مؤسسات الدولة ؟ الشعب معكم إذا عندكم نية حقيقية صادقة جادة واذا كان بهرجة إعلامية وتغدغة عواطف فقط فقد جاء في الحديث عن سيدتنا عائشة -رضى الله عنها- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به رواه مسلم و ربنا يمهل ولا يهمل ...