آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-02:29ص

يا صاحبي.. معقول هذا حالنا؟

الإثنين - 10 فبراير 2025 - الساعة 05:47 م
زايد بارشيد

بقلم: زايد بارشيد
- ارشيف الكاتب


اليوم حصل معي موقف ما كنت أتوقعه ولا كنت مستعد أشوفه بعيني. جاء واحد من أقاربي تغدى عندي، وبعد الغداء أصر إنّي أرافقه لسوق القات.. حاولت بكل الطرق أتهرب بس مع الإلحاح والضغط انتهى بي الحال هناك، وأول ما دخلت، كأنّي دخلت عالم ثاني!

يا صاحبي السوق مليان ناس، أغلبهم من الطبقة المتوسطة وما دون، وكلهم يشتروا القات بأسعار خيالية! أقل واحد يشتري بـ20 ألف ريال يمني! بالله عليك، هذا مش نصف راتب موظف حكومي؟ يعني معلم أو موظف يشتغل طول الشهر يتعب ويكدح، ونصف راتبه يروح في هذه الشجرة؟!

البلد تمر بأسوأ الأوضاع، الناس تعاني، الغلاء فاحش، المواد الغذائية أسعارها نار، والعملة تتهاوى، ورغم هذا، سوق القات شغال وكأنّنا في رخاء ونعيم! والله ما يشتري القات بهذه الأسعار في هكذا وضع إلا واحد من اثنين: يا مسؤول فاسد ما يهمه غير بطنه وجيبه، أو تاجر ينهب من ظهر الناس!

وأنا راجع من السوق، شفت منظر تقطع له القلب. معلمين – أي نعم، معلمين، بناة الأجيال يركبوا فوق غمارة سيارة مثلهم مثل العمال، لأنهم ما قدروا يدفعوا قيمة المواصلات العامة، اللي ما تتجاوز 200 ريال يمني! بالله عليكم، هذا حال بلد تحترم التعليم وأهل العلم؟

يا صاحبي وين رايحين؟ كيف وصلنا لهذا الحال؟! الناس تموت جوع، وأولوياتهم مختلة، والمسؤولين في وادٍ والشعب في وادٍ ثاني!

الله المستعان، نسأل الله الفرج، وأن لا يأخذنا بذنوب غيرنا!