آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-12:27م

الهِند فيها البَلاء

الأربعاء - 12 فبراير 2025 - الساعة 10:14 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


الهند فيها الهَناء

الهند فيها المُنى  

والجو في الهند غائم

تحسب إنّه ربيع.

هذه الأبيات كانت مطلع لأغنية عذبة وجميلة صَدَحَت بها حنجرة الفنان الحضرمي الراحل كرامه مرسال   من كلمات الشاعر الراحل حسين المحضار رحمهم الله أطربت السامعين قبل أربعين سنة تقريباً وربما مازالت بعض كلماتها يتم الاستدلال بها حتى الآن أو استخدام بعض مفرداتها بما يناسب المقام،

ورغم الابداع والتصوير الشعري للجمال الذي شاهده المحضار وهو ضمن وفد رئاسي رسمي رفقة الرئيس علي ناصر محمد عندما زار الهند، وقطعاً سيرى كل جميل فقط،

ورغم ذلك فقد أعطى المحضار رسالة في حب الوطن قائلاً:

 ما أجمل الهند لكن أرضي أجمل

يشتاق قلبي لها من حين يرحل

يذكر زمان الصِّبا وأيام عاده رضيع

عيني امتلأت منها لكن فؤادي

ما فيه شي غير حُبّك يا بلادي

ما عاد با يشتري فوقه ولا با يبيع.

هنا انتهت الحكاية كلها عند أبو محضار،

تذكرت تلك الأبيات الجميلة التي قيلت في الهند،

 ولكن الهند بعدد سكانها الكبير فهم كبقية الشعوب فيهم الصالح وفيهم الطالح والأخير كُثُر وهذا نتاج ثقافات وديانات لا تمت للديانات السماوية بصله،

ومما شدّني لحالة التذكر هذه ما نسمعه بين الحين والآخر لما يجري لبعض اليمنيين الذين يذهبون للعلاج في الهند أو بعض الطلاب الذين يذهبون للدراسة وما يتعرضون له من حوادث أقل ما يوصف أعمال بلطجة منظمة تستهدفهم دون رادع أو عقاب كل ذلك يأتي استغلالاً لجهلهم باللغة الهندية وكذلك عدم أمانة السماسرة والمعرفين ممن امتهنوا هذه المهنة فيجعلونهم ضحايا يصل في أسوأ الأحوال ضحايا لمن يتاجرون بالأعضاء البشرية،

وكل هذا يأتي ضمن المصائب والكوارث التي حلّت على المواطن اليمني داخل البلاد وخارجها،

قبل أيام أرسل لي أحد الأخوة من قبيلة عبيده في محافظة مارب تعرفت عليه ذات يوم في مطار القاهرة ومتجهاً الى مطار سيوون، فقرأت رسالته التي سرد لي فيها قصة ثلاثة من افراد قبيلته سافروا ذات يوم الى الهند من أجل العلاج وتواصلوا مع شخصٍ يعرفونه فاستقبلهم في مطار مومباي وذهب بهم الى احد الفنادق التي سبق له التعامل معهم، وقال لهم انتظروا حتى أرتب لكم المستشفى المناسب لحالتكم الصحية، ولكن يبدو أنه كان مشغولاً فتأخر عليهم واثناء تجوالهم تعرفوا على صاحب سيارة أجرة ولما علِمَ بحالهم بعد أحاديث التعارف الروتينية قال لهم أنا بوديكم أفضل مستشفى وعند أفضل الدكاترة

فأخذهم لإجراء الفحوصات الطبية لأنهم جميعهم يحتاجون عمليات جراحية مختلفة،

وبعد ذلك أحضر لهم سيارة اسعاف وانطلقت بهم واذا بها تذهب بهم الى خارج المدينة وقطعت مسافة سفرٍ طويلة تزيد على مائة وخمسين كيلو متر ودلفت بهم الى حوش مبنى لا يظهر عليه ما يدل على أنه مستشفى وتم إدخالهم المبنى وأغلقت الأبواب فقال أحدهم لِمَ تغلقوا الأبواب فكان الرد الهندي هذا نظام المستشفى وتم وضع كل شخص في غرفة، أحدهم شخص نبيه بدأ القلق يسيطر عليه فذهب الى غرف أصحابه وقال لهم يا جماعة  شكلنا جئنا للتشليح وليس للعلاج، فتحرك الجميع الى الصالة فوجدوا مجموعة لا توجد في ملامحهم ما يطلق على العاملين في الحقل الطبي أنهم (ملائكة الرحمة) فقالوا عودوا الى غرفكم واستعدوا للعمليات وبعد أخذٍ ورد حاولنا اقناعهم بأن نذهب ونعود في الغد،

 فقالوا لا يمكن الخروج إلا بعد العملية وبشق الأنفس أقنعناهم أن تكون العمليات صباح اليوم التالي وهم في حقيقة الأمر يبدو أنهم كانوا منتظرين كبيرهم فوافقوا على هذا المقترح، فقال النبيه منهم لا يمكن أن نموت على أيدي هؤلاء المجرمين،

 إمّا حياة تسرُّ الصديق وإمّا ممات يغيظ العداء

فانطلقنا وكسرنا الباب وخرجنا الى الحوش واعترضنا حارس مفتول العضلات ورفض خروجنا حاولنا اغراءه بمبلغ من المال فرفض فما كان منا إلاّ أن ضربناه وألقيناه أرضاً حتى فقد وعيه وسحبنا المفاتيح منه ومشينا مسافة طويلة لا نعرف لغة ولا نعرف أين نحن حتى جاءت سيارة ومن حسن الحظ يوجد لدينا كرت الفندق فوصلنا اليه قبيل الفجر،

هؤلاء سَلِموا بفضل الله فكم آخرون وقعوا في شباك هكذا عصابات، فاحذروا يا ابناء اليمن.