آخر تحديث :الجمعة-21 فبراير 2025-09:33م

شكراً مركز الملك سلمان

الأربعاء - 19 فبراير 2025 - الساعة 08:03 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


يوم الاثنين الماضي تلقيت دعوة كريمة من الاخوة في إدارة مؤسسة طيبة للتنمية لحضور حفل افتتاح مشروع حفر وتطوير آبار المياه في منطقة (حصيحصة) بمديرية بروم وميفع بمحافظة حضرموت، وكم تمنيت لو لم أكن خارج البلاد لكنت في مقدمة الحاضرين لتدشين هذه الفعالية الإنسانية التي موّلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبإشراف مؤسسة طيبة للتنمية وقد شمل المشروع حفر 7 آبار ارتوازية وبئر سطحي وإعادة تأهيل 9 آبار أخرى وذلك من خلال تشغيلها بأكبر منظومة لتوليد الطاقة الشمسية إضافة الى بناء وتشييد خزانين (برجي وسطحي) وتأهيل 34 فرداً من اللجان المجتمعية لإدارة مشاريع المياه،


وقد تم تنفيذ المشروع في ثمان مديريات في ثلاث محافظات (حضرموت وشبوة والحديده) وحسب تأكيد رئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتور عبد الرحمن خرد أن المشروع استهدف أكثر من عشرين ألف أسرة أي ما يعادل مائة وخمسة واربعون ألف فرد،


وأنّ جوهر المشروع هو الوصول المستدام للمياه الآمنة،


ومن شاهد تقرير الخبر على قناة حضرموت ومن خلال النماذج المحدودة لبعض المواطنين وقد غمرتهم فرحة غامرة لا توصف بعد أن أصبح المشروع حقيقة ملموسة حسياً ومعنوياً،


وبعد عقود طويلة عاشها الآباء والأجداد لا يجدون مياه نقية وليس امامهم سوى المياه الملوثة والغير صحية ناهيك عن جلبها من أماكن بعيدة على ظهور الحمير وهذا الحال هو امتداد لقرون طويلة عاشها الأجداد وأجداد الأجداد،


وفعلاً ما أجملها من فرحة وما أروعها مشاعر الفرح تلك والتي كانت باديةً على وجوههم، ولن يستطيع وصفها أو الإحساس بها إلاّ من قد عاش هذه المعاناة بكل تفاصيلها الدقيقة،


وأنا فعلاً قد عشتها حقيقة في طفولتي وممن كان في سنّي فقد كنا نخرج من بيوتنا في قريتنا الجبلية منذ الصباح الباكر على ظهور الحمير الى اسفل الوادي حيث البئر في طريق جبلي متعرج تبلغ مسافته عدة كيلومترات نسحب المياه من البئر العميقة ثم نعود بالماء ونصعد الى الجبل مشياً على الأقدام في مهمة يومية شاقة تتكرّر عدة مرّات في اليوم الواحد وفقاً للحاجة، ولكننا نشعر بالسعادة رغم العناء وقد كانت سعادتنا أكبر وفرحتنا غامرة بعد أن منّ الله علينا ورُبِطَت قريتنا بشبكة المياه الخاصة بالمشروع الكبير الذي تم تنفيذه على نفقة الشيخ سالم احمد بن محفوظ رحمه الله،


وقد ارتفعت حينها أكف الصغار والكبار متضرعة الى الله سبحانه وتعالى بأن يجعلها في ميزان حسناته،


فهنيئاً لصنّاع الفرحة الحياتية بمشاعر الحب الفيّاضة التي ستتدفق تجاههم من المستفيدين من هذا المشروع وهنيئاً لهم الأجر العظيم من رب العزة والجلال على ما قدموه لأنفسهم قبل غيرهم،


والماء في الأصل وكما هو معروف هو شريان الحياة فبدونه لا حياة على الاطلاق وقد قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾


ولأنه كذلك فقد حثّ نبي الإنسانية والمبعوث رحمة للعالمين على تبنّي صدقة الماء فقد قال عليه الصلاة والسلام (أفضل الصدقة سُقي الماء)


وقال أيضاً (ليس صدقة أعظم أجراً من ماء)


وتمثل مثل هذه المشاريع تعزيزاً للبنية التحتية في المنطقة والتي تكاد تكون مفقودة او منهارة في المدن الرئيسية ومن باب أولى المناطق الريفية التي تعاني من عدم وجود أبسط الاحتياجات الضروري من صحة وتعليم وكهرباء ومياه وغير ذلك،


ولله الأمر من قبل وبعد والحمد لله على كل حال،


ومازال الأمل باقياً بأن يفتح الله على البلاد والعباد من واسع فضله وييسر لها الأكفاء الأمناء ليقودوها الى مستقبل مشرق بإذن الله تعالى،


ونعيد ونكرر مرة أخرى ونقول شكراً لمملكة الإنسانية وشكراً لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فقد تابعت وقرأت عن كثير من المشاريع المتعددة وفي كافة المجالات وفي كل مناطق الاحتياج لن أستطيع حصرها كلها في هذه المساحة المحدودة،


ومازلت أتذكر في الفترة القريبة ذلك الصرح الصحي (مستشفى الهجرين) الذي اعيد بنائه وتأهيله من قبل المركز وتم افتتاحه في الأشهر الماضية ولي فيه كما لغيري تاريخ وجهود بُذِلَت منذ ما يقارب الثلاثين عاماً


وهكذا هي أعمال الخير تؤتي ثمارها وتبقى علامة مميزة وتظل محفورة في ذاكرة الأجيال.