يعيش كمال قاسم وهو مواطن عدني في الـعقد السادس من عمره بمنزله البسيط بحي المعلا احد اعرق احياء مدينة عدن .
بدأ الرجل حياته موظفا بشركة الطيران الجنوبية العريقة والمعروفة باليمدا والتي تعرضت منذ العام 1994 لأعمال تصفية وطرد لعمالها وبات المئات منهم يعيش على الهامش .
بعكس الآلاف من العمال الجنوبيين الذين طردتهم الحكومة اليمنية بعد حرب صيف 1994 التي هزم فيها الجنوبيين اصر "كمال" بعد طرده من من عمله وتحويله إلى عمالة فائضة على ان يكون نموذج أخر لانسان قاوم أعمال اضطهاد .
بعد سنوات طويلة من تركه لعمله في طيران اليمدا تحول "كمال" إلى مجال أخر وهو مجال إنتاج افلام الكرتون التي انتج عدد منها حتى اليوم رغم غياب إي دعم أو اهتمام حكومي حتى اليوم .
"كمال" الذي يعيش مع اسرته البسيطة باحد احياء مديرية المعلا هو نموذج بسيط للكثير من الكفاءات التي تم تسريحها قسرا في الجنوب بعد العام 1994.
تسلط صحيفة "عدن الغد" الضوء على تجربة رائدة يقدمها كمال وربما آخرون كثر لم يتسنى لنا معرفتهم أو تسليط الضوء عليهم .
يقول كمال متحدثا عن تجربته لـ صحيفة "عدن الغد" بعد حرب صيف 1994م. ثم إلحاقي قسرا بمجاميع خليك في البيت حتى عام 2006م. حيث أحلت إلى التقاعد.
- خلال الفترة من 94-2007م. عملت على البحث عن الذات هروبا ربما من الشعور بالظلم و الألم , ووجدت نفسي أكثر ميلا للاهتمام بثقافة الطفل و تعليمه ورفاهيته من خلال أفلام الكرتون.
ويضيف بالقول :" بفضل من الله و جهد أبنائي ومنهم مهندسة علوم حاسوب تمكنت من بثقة من التعامل مع برامج التصاميم المختلفة .. من الفوتوشوب إلى الميكروميديا فلاش ..إلى برامج الإبعاد الثلاثية .
- تلقيت تشجيع طيب من أول شخصية ألتقيتها في تلفزيون عدن وهو الأخ صالح الوحيشي , كما تلقيت دعم فني من قبل زملاء محترفين في الإخراج الفني في تلفزيون عدن منهم المخرج يسلم مطر مدير القطاع التلفزيوني سابقا .. و المدير الحالي لإذاعة عدن , المهندس محمد غانم مدير الإنتاج الفني في تلفزيون عدن سابقا و المدير الحالي لقناة عدن , إيناس بحصو مخرجة في تلفزيون عدن و ناظم سرحان مخرج في تلفزيون عدن.
ويتابع بالقول :"عدد من المواقع الالكترونية تداولت عن نشاطي في هذا المجال يمكنكم البحث في محرك جوجل عن عبارة فنان يمني يطلق موقعا للرسوم المتحركة.
- قامت إذاعة مونت كارلو بعمل لقاء ..معي بإعتباري أول يمني ينفد مشروع يهتم بثقافة الطفل و المجتمع و يصمم و ينتج أفلام كرتون.
كمال ظل لسنوات يعاني من الاقصاء والتهميش وحتى اليوم لايزال يعاني من ذلك والسؤال الذي يفرض نفسه متى سيجد مبدعونا مكانهم من الاهتمام أم ان اقدارهم تقول انه يجب ان يظلوا خلف الستار حتى رحيلهم .
