آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
حوارات

في لقاء مع (عدن الغد).. وزير الكهرباء: محطة الرئيس لن تكون جاهزة بشكل كامل للصيف وهذا ما قمنا به لتعزيز المنظومة

الخميس - 11 مارس 2021 - 01:15 ص بتوقيت عدن
في لقاء مع (عدن الغد).. وزير الكهرباء: محطة الرئيس لن تكون جاهزة بشكل كامل للصيف وهذا ما قمنا به لتعزيز المنظومة
عدن (عدن الغد) خاص:

أوضاع مأساوية يشهدها قطاع الكهرباء في العاصمة عدن وكذا المحافظات المحررة الأخرى على الرغم من الوعود التي خرج بها بعض المسؤولين بحدوث تحسن في خدمة الكهرباء.

انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تشهدها عدن في عز فصل الشتاء الذي يشهد انخفاضا للاحمال مما يعني أن أوضاع الكهرباء تزداد سوءا يوما بعد يوم.

ولأن الكهرباء تعد أهم الخدمات التي يعتمد عليها المواطن في حياته وأعمالها فإن الانهيار الكبير فيها أسهم بتعطيل العديد من الأعمال وتسبب بتراجع للحياة العامة.

ومع تدهور الكهرباء في الشتاء فإن المواطنين باتوا يتخوفون من صيف كارثي قادم وقد بدأت ملامحه بالبروز في أيامنا الحالية.

وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها ولكي نحصل على معلومات مؤكدة من مصادر صحيحة، التقينا معالي وزير الكهرباء والطاقة في الحكومة اليمنية الجديدة الدكتور انور كلشات الذي كان صريحا وتحدث بكل شفافية فخرجنا معه بالحوار التالي:

 

التقاه: جعفر عاتق

 

- نرحب بك معالي الوزير ضيفا عزيزا على صحيفة "عدن الغد"؟

= أهلا وسهلا بكم وبصحيفة "عدن الغد" ونحن سعداء بزيارتكم لنا.

 

- ندخل مباشرة في الحوار فكما تعلمون فان الكهرباء تشهد أوضاع مزرية لا تسر أحد ونحن هنا للاستيضاح أكثر من معاليكم؟

= ما يحصل في الكهرباء لا يسرنا ولكن هناك عوامل عدة ساهمت بذلك ونحن تحملنا المسؤولية في ظروف صعبة وورثنا تركة ثقيلة جدا.

الكهرباء تنقسم إلى عدة أقسام "توليد ونقل وتصريف" وللاسف فان كافة الأقسام لم تشهد أي تحديث منذ سنوات طويلة فيما عدن شهدت انفجارا سكانيا وعمرانيا كبيرا خلال السنوات الماضية وبات التوليد الموجود لا يغطي المطلوب.

هناك أيضا تهالك كبير في المنظومة من حيث التوزيع والنقل وهذا يتسبب بفقد التيار وخروج متكرر للمنظومة.

 

- مشكلة نقص الوقود الخاص بمحطات التوليد كان سببا رئيسيا لانقطاع التيار الكهربائي خلال الأشهر الماضية وخصوصا في فصل الشتاء؟

= واجهتنا مشكلة نقص الوقود بسبب الأعباء المالية لشراء الوقود حيث يكلف الحكومة مليون دولار يوميا في فصل الصيف وحوالي 600 ألف دولار يوميا في فصل الشتاء.

هذه الكلفة المرتفعة للوقود قابلها ضعف كبير في تسديد فواتير الاستخدام من قبل المواطنين وللاسف الشديد فإن ما يتم تحصيله من قبل كهرباء عدن لا يكفي لسداد قيمة وقود لمدة يومين.

وللعلم فإن المؤسسة العامة للكهرباء تبيع الكيلو وات ساعة للشريحة السكنية بتعرفة 10ريالات فقط مع العلم أن الكيلو وات ساعة يكلف الدولة أكثر من 235 ريال مع الوقود (55 ريال بدون وقود) أي أن المواطن يتلقى دعما من الدولة مقداره 46 ريال مع كل كيلو وات ساعة يستهلكه وهذه نعمة لا يحظى بها حتى المواطن في دول الخليج الغنية بالنفط.

 

-محطة الرئيس هادي متى ستدخل الخدمة؟

= يجري حاليا العمل في إنشاء محطة الرئيس هادي 264 ميجاوات في عدن وبسبب الظروف التي شهدتها عدن مؤخرا تأخر إنجاز العمل في المحطة.

المحطة حاليا تعد جاهزة من ناحية التوليد حيث تم تركيب 2 توربينات ولكن لم ينجز العمل في خطوط نقل الطاقة التي يجري إكمالها من قبل الفرق الهندسية التابعة لشركة بترومسيلة المنفذة للمحطة.

وضعنا خطة مستعجلة لإدخال 1 توربين حاليا في محطة الرئيس وربطه بمفتاح تشغيل التوربين الصيني بمحطة الحسوة ليتم رفد المنظومة بحوالي 100 ميجاوات لمواجهة الصيف القادم فيما سيتم ادخال الباقي عقب ذلك.

 

- ماذا عن باقي محطات التوليد في عدن؟

= بخصوص باقي محطات التوليد في عدن يوجد لدينا محطة المنصورة التي تنتج (١٥) ميجاوات حاليا ولكنها أهم المحطات لكونها محطة مركزية تحمل جميع احمال الشبكة في عدن وتمثل مركز التحكم للمنظومة وتحتوي على (٧) مولدات منها 2 مولدات (7 2) يعملان حاليا أما بقية المولدات بحاجة إلى صيانة وتم اعتماد مبالغ للصيانة العمرية لعدد ٢ مولدات (1 6) وبسبب تأخر التمويل تأخرت الصيانة وتم مؤخرا فتح الاعتماد المستندي وتم التواصل مع الشركة من أجل سرعة توريد قطع الغيار لكي يتم صيانة وإدخال المولدين للخدمة.

أما بالنسبة لمحطتي شهيناز وحجيف تصل طاقتمها الى مايقارب (٣٠) ميجا وتم عمل صيانة لهما وسيتم إدخالهما في الصيف القادم بطاقة (٣٠) ميجاوات بإذن الله.

كما أن هناك المحطة القطرية بطاقة (٥٠) ميجاوات وهذه المحطة توقفت عن العمل بسبب عطل وضرر كبير لحق بالتوربينات وهناك قرار من رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ معين عبدالملك لإعادة تأهيلها وعمل صيانة لها ويتم حالياً التواصل مع الشركة الأمريكية (جنرال إلكتريك) لعمل الصيانة اللازمة للمحطة وهي شركة متخصصة وسيتم الإشراف على تنفيذ مشروع الصيانة من قبل شركة بترومسيلة.

 

- ماهي خططكم في الوزارة لمواجهة ضعف التوليد؟

= نعمل على إنشاء عدد من المحطات في بعض المحافظات لمواجهة عجز التوليد.

كذلك سنتجه للطاقة البديلة في إنشاء محطات توليد الكهرباء لخفض تكاليف الوقود التي تهلك ميزانية الدولة حيث استكملنا المراحل الأولى لبناء محطات بالطاقة الشمسية في بعض المحافظات.

 

- كهرباء عدن تعاني من فاقد للطاقة بشكل كبير .. ما هو توضيحكم لها؟

= أولا الفاقد يتكون من قسمين فاقد فني وفاقد غير فني، الفاقد الفني بسبب تهالك خطوط الطاقة وإهتراء الشبكات.

الفاقد غير الفني وللأسف ظاهرة دخيلة على أهالي عدن وذلك بسبب الربط العشوائي من خطوط الطاقة بطريقة مخالفة واجمالا يصل الفاقد إلى حوالي 50% وهذا رقم كبير جدا.

 

- هل من الممكن أن نشهد تحسنا في الكهرباء قريبا؟

= ذلك ممكن ولكن يتطلب تكاتف الجميع وتغليب المصلحة العليا والحفاظ على المكتسبات التي تحققت وأبعاد المرافق الخدمية الهامة عن الصراعات التي لا تخلف الا الدمار والتخريب.

ونذكر الجميع أن الكهرباء هي خدمة للمواطنين يجب ابعادها من المناكفات السياسية ونذكر الجميع أن الكهرباء خدمة مدفوعة الثمن, يعني لا بد من دفع رسوم الخدمة كي تستطيع الاستمرار بالخدمة ولا تتوقف.

تعرفة بيع الطاقة الكهربائية للمواطن لا تغطي تكلفة انتاجها ولا حتى تغطي قيمة الوقود ولن ينهض القطاع إلا اذا اعتبرت الكهرباء "سلعة" وعلى من يريد استخدامها دفع قيمتها.

 

- كلمة أخيرة معالي الوزير؟

= نشكر جهودكم لنقل معلومة صحيحة للمواطن ونوجه شكرا لكافة العاملين في قطاع الكهرباء على ما يبذلونه من جهود رغم الظروف التي تعاني منها البلاد.

نطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم للنهوض بالكهرباء وندعو المواطنين للالتزام بتسديد ما عليهم من ديون وكذا تسديد قيمة استخدامهم للتيار الكهربائي حتى تستمر المؤسسة في تقدم الخدمة بشكل ممتاز وبصورة مستمرة.

نطالب المواطن بالامتناع عن الربط العشوائي وان يستشعر أن هذه المؤسسة ملك له وعملية سرقة التيار ليست حل بل تدمير للجميع واستمرار خدمة التيار مرهون بالامتناع عن الربط المباشر وسداد فواتير الاستهلاك بانتظام.