حاوره / عبدالعزيز بامحسون
يعد الأمن حاجة أساسية للمجتمع الإنساني، ومؤشراً على الاستقرار والازدهار والتقدم في الوطن، فالأمن الاجتماعي يعني ببساطة سلامة الأفراد والجماعات من الأخطار الداخلية والخارجية، متمثلة في التهديدات العسكرية أو البلطجة داخل المجتمع من قبل أفراد أو جماعات تمارس القتل والاختطاف والتخريب والسرقات مما يعد مؤشراً خطيراً لافتقاد الأمن الاجتماعي، وبقدر حاجة المجتمع للأمن الاجتماعي تكون حاجته لمقوماته وركائزه الأساسية التي تسهم في توفير الأمن، وبناء المجتمعات الحديثة وعاملاً مهماً في تقديم الأمم ورقيها، فالمجتمع الذي يتوافر فيه الأمن والأمان ينعكس ذلك على سلوكياته ومنجزاته ودرجة تقدمه ورقيه حيث إن ذلك يبعث الطمأنينة في النفوس ويشكل حافزاً للعمل والابداع والاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية.
وعلى ضوء ذلك حاورنا مدير أمن مديرية مدينة المكلا العقيد صلاح سالم المشجري ، فتعالوا معنا أعزاءي القراء إلى هذا الحوار:
• ممكن أعطائنا أولاً صورة عن عمل أمن مديرية مدينة المكلا؟
في البدء نشكركم على نزولكم إلى مبنى إدارة أمن المديرية للتعرف على أهم المناشط والأعمال الذي نقوم بها والذي دائماً ما نسعى إلى تحقيق الأهداف التي ننشدها جميعاً من خلال رفع مستوى الجاهزية الكاملة لرجال الأمن واليقظة العالية والسهر على راحة المواطن لتحقيق أعلى درجات الانضباط للحفاظ على استقرار السكينة العامة، ونحن حقيقة نشيد بزملائي كافة من رجالات الأمن من خلال تثبيت دعائم الأمن والاستقرار من خلال عملهم الجاد والدؤوب، وندعوهم أيضاً إلى بذل أقصى الجهود وزيادة الحرص على الأمن والأمان في الأحياء والوحدات السكنية في عموم مديرية مدينة المكلا من منطقة حلة غرباً وحتى مطار الريان شرقاً.
ويتكون حالياً أمن المديرية من ثلاثة مراكز وهي (فوه، روكب، والمكلا) وإن شاء الله سيتم خلال الأيام القريبة القادمة افتتاح وتدشين العمل في مركزي باعبود وديس المكلا الذي تمّ إعادة تأهيلهما وتأثيثهما من جديد، ليكون لدينا ها العام خمسة مراكز شرطوية تابعة لأمن المديرية، إضافة إلى إنه توجد في قيادة أمن المديرية عدة أقسام منها البحث الجنائي، القيادة والسيطرة، الأمداد والتموين، القوى البشرية، الشرطة النسائية وغيرها من الأقسام.
• حدثونا عن أبرز النجاحات والإنجازات الذي حققها أمن المديرية؟
حقيقة إننا بعد استلامنا إدارة الأمن في المديرية في أكتوبر من العام الماضي قمنا بإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية واعداد خطة أمنية جديدة سيتم العمل بها من بداية هذا العام بدعم من قيادة المحافظة ممثلة في محافظ محافظة حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني وقيادة أمن المحافظة ممثلة في المدير العام العميد سعيد أحمد بن دويس العوبثاني وبدعم واسناد من قوات التحالف العربي الذي نتمنى أن يكون هذا العام عام خير على البلاد والعباد، وانجازاتنا ونجاحاتنا الأمنية كثيرة من خلال تنفيذ المهام الأمنية الموكلة لنا سواء من قبل السلطة المحلية بالمحافظة أو المديرية أو قيادة أمن المحافظة على أكمل وجه، ومن خلال مشاركتنا في مجمل العمليات النوعية التي أسهمت في تثبيت دعائم الأمن، ولم يقتصر دور رجالات الأمن على العمل الأمني بل تزامن مع اليقظة الأمنية والانضباط، والتنسيق الدائم مع غرفة القيادة والسيطرة لإدارة أمن المحافظة وتنفيذ كافة المهام وفقاً لمقتضيات الحالة الأمنية في عموم الأحياء السكنية ومناطق المديرية، وفض النزاعات حول قضايا الأراضي وإحالة قضايا المتنازعين إلى الجهات الحكومية ذات العلاقة وتأمين عدد من المؤسسات والمرافق الحيوية، إضافة إلى تأسيس الشرطة القضائية بالمجمع القضائي بالمكلا والذي سيكون بداية لتأسيس عمل لمنظومة للقضاء من اجل الاسهام في معالجة وتنفيذ الأحكام وسرعة تنفيذ الأوامر القضائية.
• كيف يمكن للأجهزة الأمنية ضبط الجريمة قبل حدوثها؟
طبعاً يلعب رجال الأمن في المديرية دوراً مهماً في منع الجريمة قبل حدوثها أو مكافحتها وذلك من خلال الانتشار الأمني ونشر عناصر التحري ورجال الدوريات والمخابرات بالإضافة إلى دور المواطن وهو الأهم والرئيس من خلال منعه للجريمة أو القضاء عليها أو ابلاغ احد مراكز الشرطة، وهذه نعتبرها منظومة أو حلقة متكاملة والتي تساهم بشكل أساسي في منع الجريمة قبل حدوثها أو مكافحتها، وإذا لم تكتمل هذه الحلقة المتكاملة سوف تقع الجريمة بكل سهولة وستظل موجودة، ولكن نحن نحاول بكل ما أوتينا من قوة وامكانيات مادية وبشرية إلى منع وقوع الجريمة أو الحد منها.
• كم تقدرون نسبة الجريمة خلال العام الفائت؟
بالنسبة لضبط الجريمة لا نقول في مستوى عالٍ، لأن الأرقام والإحصائيات غير دقيقة، ولكن ممكن نقول إن نسبة ضبط الجريمة التي ضبطت في العام الماضي بلغت ما نسبته (50)% تقريباً، لأنه طبعاً في حوادث وجرائم تحصل ولا يتم الإبلاغ عنها، لأن العلاقة بين إدارة الأمن والمواطن تعرضت للاهتزاز والتشويه، وكما قلت لكم إننا استلمنا قيادة الأمن في المديرية منذ ما يقارب من أربعة أشهر إلا إننا استطعنا شهر ديسمبر من العام الماضي من تلقي (100) بلاغ من مجموع (500) بلاغ تم استلامها في بقية أشهر العام الماضي الذي يتم رفعها إلى قيادة أمن المحافظة لتدارسها واتخاذ الإجراءات إزائها بالتنسيق مع قيادة أمن المديرية.
• كيف تقرأون المشهد الأمني بالمديرية بوصف المكلا عاصمة وحاضرة حضرموت؟
صراحة المشهد الأمني خلال العامين الماضيين حصل له ما حصل من ترحل وانكسار وغير مستقر، وهذه حقيقة واضحة وصادقة لوجود بعض الاختلالات الأمنية وهي قد تكون ليس بالمنظور العام الذي نتصوره ولكن قد يكون هناك مصدر قلق وهاجس وتخوف أن نشهد يوماً ما انفلات أمني، إذا لم تحسم بعض المسائل والمواضيع بحزم، وأيضاً يجب على المواطن أن يعي ويفهم ويدرك أهمية دور الأجهزة والمنظومة الأمنية التي وجدت لحمايته واستقرار أمنه وسكينته العامة.
ولهذا نحن في قيادة أمن المديرية نسعى دوماً من أجل هدف وغاية واحدة وهي الحفاظ على أمن واستقرار وسلمية عاصمة المحافظة (المكلا) بوصفها كما ذكرت حاضرة حضرموت.
• ماذا عن جانب التدريب والتأهيل لأفراد الأقسام الأمنية؟
أكيد؛ نحن ضمن خططنا واستراتيجياتنا مهتمين كثيراً بجانب التدريب والتأهيل للضباط والأفراد، حيث نظمنا خلال العام الماضي دورتين أمنية إنعاشيه بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وتمّ تأهيل أفراد الأمن على مستوى عالٍ من قبل ضباط ومدرسين متخصصين في مجال الأمن إلى في كل الأقسام الأمنية وخصوصاً في مجال التحقيق والتحري ومسرح الجريمة، والتي ستنقل الأمن إلى مستويات عليا لمواكبة التأهيل والتدريب للكوادر الأمنية على أيادي وكفاءات أمنية إماراتية عالية المستوى، وأيضاً نحن رفعنا خطاباً إلى الأخ المدير العام للمديرية لأجل مخاطبة منظمات المجتمع المدني المهتمة بالأمن من أجل تدريب كوادر البحث الجنائي والتحريات والاداريين والعنصر النسائي.
• على ذكر دولة الامارات العربية المتحدة، ماذا قدمت لكم من دعم واسناد؟
منذ بدء عاصفة الحزم أخذت دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة على عاتقها تأمين المحافظات المحررة وخصوصاً منها الجنوبية ومحاربة الجماعات الإرهابية ونجحت في دعم النخبة الحضرمية من أبناء حضرموت، وعقب تحرير مدينة المكلا من عناصر تنظيم القاعدة في إبريل 2016م واصلت دولة الامارات دعم وتأهيل قوات الأمن فيها والتي اثمرت جهودها ودعمها بشكل كبير في تعزيز الأمن وكسرت شوكة الإرهاب وأنهت تواجده للأبد، وذلك من خلال الدعم والاسناد في تدريب وتأهيل أكثر من (1100) من منتسبي القطاع الأمني في حضرموت وبناء وتأهيل المقرات الأمنية ورفدها بالمركبات والدراجات النارية والتجهيزات الفنية التي نحتاجها، فضلاً عن تزويدنا بالأسلحة والمستلزمات والمعدات وأجهزة الاتصالات الحديثة المتطورة، وتوفير وسائل الدفاع المدني ودعم أفراد الأمن بحوافز مالية وتأثيث مكاتب التسليم والمهمات.
حقيقة كل هذا يعد حراكاً أمنياً تقدمه دولة الامارات العربية المتحدة في إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية على مستوى الوسائل والمركبات والأسلحة وتحفيز الضباط والجنود الذي نقدم لها شكرنا وتقديرنا على ما قدمته ولازالت من دعم لوجستي لنا في أمن المديرية وبقية الإدارات الأمنية في مديريات محافظة حضرموت.
• ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمواطنين في عاصمة المحافظة (المكلا)؟
كلنا نعلم إن مدينة المكلا تعد ريحانة البحر العربي، وكلنا نشاهد إن المدينة في قمة الاستقرار وتتحلى بالأمن والأمان والسلام وهي أنموذج، لهذا نوجه رسالة ذو شجون لكافة مواطنو العاصمة في حضرموت إلى التعاون والتكاتف مع رجالات الأمن في تثبيت دعائم الأمن حتى يتم خلق نوع من الاستقرار والسكينة العامة، ولكن كما تعلم ــ أخي الكريم ــ لو حدثت أي اختلالات أمنية من بعض الخارجون عن القانون أكانت صغيرة أم كبيرة فعلى المواطن اللجوء إلى إحدى مراكز أو أقسام الشرطة للإبلاغ عن ذلك الاختلال، ونحن نعرف جيداً إن هناك سلبيون وهم قلة لا يتعاونون مع الأمن سواء بقصد أو غير قصد.
لهذا نناشد المواطنين الأعزاء من خلال هذا المنبر الإعلامي أن قلوبنا مفتوحة للجميع من خلال الإبلاغ عن كل ما يعكر صفو الحياة والسكينة العامة الاتصال على عمليات إحدى مراكز الشرطة لأمن مديرية مدينة المكلا؛ مركز شرطة المكلا (354610)، مركز فوه (361330)، ومركز روكب (326122) أو عبر عمليات انت المحافظة على الرقم المجاني (199).
• هل هناك احتياجات تنقصكم أو صعوبات تواجهكم؟
حقيقة نحن بحاجة إلى المزيد من المساعدات والعون خصوصاً في مجال التدريب والتأهيل للطاقم البشري كون كثير من جنودنا مستواهم العلمي متوسط وما دون ذلك وهذا ما يخلق نوعاً ما عدم الفهم والوعي والادراك والاحساس بالمسئولية لديهم، وهذا ما نأمله من قيادة أمن المحافظة في تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية للأفراد في كافة الأقسام الشرطوية.