فتحنا أربع مدارس يمنية واستخرجنا 100 منحة دراسية وشكلنا مجلس أعمال يمني ونسعى تعميق التبادل التجارى بين بلادنا وجمهورية مصر
كشف سعادة السفير الدكتور محمد مارم في حواره مع (عدن الغد) عن أهم الملفات (الصحية والتعليمية والاقتصادية)، وكيف عالجت وذللت السفارة اليمنية في مصر تلك الملفات.. مؤكدًا أن اليمن تتعرض لضغوطات كبيرة منذ سبع سنوات جراء الانقلاب الحوثي على الدولة وإزاء هذه المشكلة أصبحت جمهورية مصر قبلة المواطنين والتجار اليمنيين نظرا للتسهيلات التي تقدمها مصر.. مشيدا بالعلاقات اليمنية المصرية التاريخية المتميزة في شتى المجالات.
كما فتح السفير مارم ملف الابتعاث وفصل فيه.. ذاكرا آليات العمل في المنح الدراسية سواء للبكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه.
وبين السفير مارم أنه تم تشكيل مجلس إدارة الأعمال لتطور العلاقات اليمنية المصرية في الجانب التجاري ولتعزيز من طبيعة التبادل التجاري بين اليمن ومصر.
وحذر مارم المواطنين القادمين من اليمن للعلاج في مصر الذهاب مباشرة للأطباء أو المستشفيات، فعليهم يأخذوا معلومات من السفارة عن الأطباء أو المستشفيات. مؤكدا أن السفارة أخذت نسبة تخفيض من المستشفيات وبإمكان المواطن اليمني الاستفادة من ذلك.. كل هذا وغيره من المعلومات التي كشفها السفير مارم ستجدونها في قادم الأسطر فإلى نص الحوار..
حاوره / د. الخضر عبدالله - محمد حسين الدباء:
* أهلا بك سعادة السفير د. محمد مارم ضيفا عزيزا في صحيفة (عدن الغد).
- أهلا بصحيفة (عدن الغد) في السفارة اليمنية بالقاهرة.
* بلغ عدد اليمنيين في مصر حسب احصائية غير رسمية تزيد عن مليوني يمني.. هذا العدد المهول كيف استطاعت السفارة التعامل معه؟
- نحن منذ سبع سنوات إلى الآن نتعرض لضغوط كبيرة من ضغوطات البلاد وكل المواطنين اليمنيين جراء الانقلاب الحوثي على الدولة، وإزاء هذه المشكلة أصبحت جمهورية مصر قبلة المواطن والتجار اليمنيين نظرا للتسهيلات ونظرا للتقدير المتبادل ونظرا للعلاقات المديدة في مصر العربية، والأمر لا يقتصر على الجهات الرسمية المصرية بل أن قبول المواطن المصري لأخيه المواطن جعل مصر قبلة لليمنيين.
وكل هذا جعل أعداد اليمنيين تتزايد سواء للعيش في مصر أو للزيارة أو للعلاج أو للدراسة مما جعل السفارة تحت ضغط عمل كبير، فقد ساعدنا على فتح المدارس وأصبحت اليوم تستقبل عدد كبير من الطلاب، حلينا قضايا الطلاب في التعليم الجامعي ورحلنا بعض الطلاب التي انتهت فتراتهم ويحتاجون لتذاكر حلينا الموضوع مع الدولة، وفتحنا فرع لاستخلاص الجوازات للمواطنين اليمنيين الذي يستقبل أكثر من 450 في اليوم حل القضايا لكل القضايا التي تحدث للمواطنين في مصر.
* تحدثتم سعاد السفير عن افتتاح مدارس وقمتم بتسهيلات كثيرة.. هل نسقتم مع وزارة التربية والتعليم وكم عدد الطلاب؟
- حقيقة وجدنا أن أبناءنا الطلاب في الجالية يزداد في المدارس المصرية وآخرون لا يدرسون فتقدمت بمقترح فتح مدارس للجانب المصري، وبالفعل افتتحنا المدرسة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة تم فروع لهن، وهناك عروض كثيرة قدمت لبناء مدارس ولكنني رفضت لكي لا يكون هناك امتداد لتتحول لشبه استثمار محض، وعملنا من اليوم الأول على إبرام اتفاقية بين هذه المدارس وبين ملاكها، بأن تشرف السفارة إشراف كامل على الأمر، وأن تدرس المنهج اليمني المعتمد من وزارة التربية والتعليم قبل 2014م، وأن تكون الرسوم منطقية معقولة التي تساعد المواطن اليمني في مصر، وأن يكون علم الجمهورية اليمنية هو العلم الصباحي في كل المدارس، وتستقبل هذه المدارس حاليا أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة.
* هذا سعادة السفير في التربية والتعليم.. حدثنا عن دوركم في التعليم العالي؟
- وزارة التعليم العالي المصرية قدمت للجمهورية اليمنية 50 مقعدا للبكلاريوس و35 مقعدا لدراسات العليا في العام 2015م كانت اللجنة الوزارية المشتركة وكان وزير التخطيط محمد الميثمي وتم التوقيع عليها بحوالي 85 مقعدا، والسفارة اليمنية حينها وجدوا أن هناك أعدادا من النازحين ومن ضمنهم الدبلوماسيين الذين لا يستطيعون أن يدخلوا للجامعات المصرية ولا يستطيعون إعادتهم للداخل نتيجة للحرب فأضافنا 10 مقاعد لهم وأدخلت ضمن الاتفاقية الرسمية للدولة فأصبحت 60 مقعدا بـ 35 مقعدا.
وزارة التعليم العالي اليمنية تأتينا بكشف كامل بكل المقاعد نأخذه من عندنا ونسلمه لوزارة التعليم العالي المصرية وزارة التعليم العالي لديها تواريخ محددة تقول مثلا في تاريخ 28 أغسطس يجب أن يكون الكشف جاهز لديهم ما بعد ذلك لا يقبلوه فتحت نستقبل الكشف الذي يأتي ونرفع فيه بناء على وصول الطلاب.
أحيانا يصلنا 55 طالبا أو 50 طالبا بعدها نرفع الكشف وأحيانا بعض طلاب هم للأوائل وربما لظروف معينة لهم مثلا لا يملكون قيمة التذكرة أو تأخر في الطيران والكشف قد ترحل لذلك بعض الطلاب ندخلهم عبر الدولة او العمل الثنائي وقد تحدث مشاكل بسبب هذه الأشياء وواجهنا كثير من الإشكاليات بسبب سوء الفهم.
لكن الأمور عالية وممتازة وتواصلنا بعلاقتنا مع الشيخ الأزهر واعطانا 50 مقعدا قبل عامين وعملنا عليها هنا وشكلنا لجنة وزعناها على المحافظات وعلى الدرجات العليا على هاذين المعيارين.
قبل عامين أيضا كنا نحن ومعالي الوزير محمد عيضة شبيبه مع فضيلة شيخ الأزهر وكان هنالك من الأزهر من يشكونا أن لدينا مجموعة طلاب نجلبهم عبرنا للطب والهندسة ووضحنا له الأمر وقلنا له يا فضيلة الشيخ الـ50 مقعدا لا تأتي أمام العدد الكبير لليمنيين هنا بمعنى كنا نريد ان نزيد العدد وتفهم الموضوع وأضاف لنا 50 مقعدا آخر لتصبح 100 مقعد، وشكلنا لجنة لهذه المنحة.
وهذا العام تقدمت أيضا لفخامة الرئيس رشاد العليمي قلت له أن لدينا طلاب في الأزهر هم مثل طلابنا الاخرين في القاهرة نريد لهم راتب ووافق على الموضوع وأحاله للحكومة ووزارة المالية، وبإذن الله سيتحصل هؤلاء الطلاب على راتب لأنهم في السابق كانوا يتحصلون على راتب من الأزهر وسكن.. أمورنا بشكل عام في التعليم الأساسي والثانوية والبكلاريوس والدراسات العليا طيبة.
* سمعنا أنكم شكلتم مجلس إدارة أعمال.. ممكن تعطينا فكرة عنه وما سيقوم به؟!
- شكلنا مجلس إدارة الأعمال قبل أكثر من عام، وفكرته الرئيسية الأولى أن فئة من النازحين من اليمن صاحبة رأس مال ويتجهون لماليزيا وتركيا وبعض الدول الأخرى للاستثمار، فرأينا أن مصر تستحق استثمارهم أكثر من غيرها كونها وقفت مع اليمن مواقف جبارة دوليا أمام الأمم المتحدة وداخل الجامعة العربية، وهي أيضا تمر أيضا بمرحلة تطور اقتصادي في داخل الدولة وأحد شعاراتها هو الدولة الجديدة والاهتمام بالإنتاج الاقتصادي والزراعي.
وفعلا شكلنا هذا المجلس بداية قالوا لنا إنه مجلس مطاعم وكلام آخر لكننا نجحنا أصبح تواصلنا مع التجار بدرجة عالية وعملنا زيارات متعددة للسويس والمدينة الصناعية وحققنا عدد من الاتفاقيات مع رؤوس المال.
لدينا رغبة في تطور العلاقات اليمنية المصرية وأن نعزز من طبيعة التبادل التجاري بين اليمن ومصر، طالما نستورد من الدول أخرى لا تربطنا بها علاقات وتبادل مصالح فمصر أولى منها، وخاصة أن مصر تستطيع توفير السلة الغذائية التي يستهلكها المواطن في اليمن، وقد ناقشت مع رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك أنه لابد أن نفتح الخط الملاحي البحري بين اليمن ومصر، لأن التكلفة ستنخفض على المواطن، لقرب مصر من اليمن.
ومن جانب آخر نود أن نخلق علاقة بين البنك الأهلي المصري والبنك الأهلي اليمني التحويلات للمبالغ التي تخرج غير محسوبة أو غير مرئية تستطيع تسهيل الأمر لو كان لدينا مؤسسات مالية تشتغل أن يصبح رجال الأعمال والمواطنين البسطاء أن يحول مبالغ وتحسب له في اليمن وفي الدول الأخرى وهذا يعيد تنظيم الأمور لدرجة عالية إذا نحن مجلس إدارة الأعمال يخدم مصر ويخدمنا ويخدم الجالية ويخدم اليمن أيضا، ولدبنا طموح كبير بأن نتجه في هذه القطاعات وهناك أصحاب مال لديهم مشاريع في الزراعة وفي قطاعات أخرى يريدون فتحها ولكن لظروف معينة أجلنا الموعد ولدينا في أكثر من مكان.
* رسالة أخيرة للجالية في مصر وكلمة تود قولها؟
- كل دولة لها قوانينها ولها نظمها ولها سلوكها فرغم العلاقة المجتمعية الطويلة ما بين مصر واليمن والتراث المتقارب لكن يظل هناك عادات وتقاليد لابد أن تحترم داخل الدول، ونحن كيمنيين يجب أن نحترم التقاليد المصرية وبنفس الوقت يجب أن نحترم نظم وقوانين الدولة في عدد من القضايا والتي عملت فيها حدود معينة منها الضوابط المالية الصرف في أماكن لا يحق لك الصرف فيها وبالتالي سوف تتعرض لإجراءات وعقوبات.
الجزئية الثانية أن أعداد كبيرة يمنية تأتي للعلاج عملنا برشورات وفيديوهات بأن يأخذوا معلومات من السفارة الدكتور الذي ستحتاجه لأي علاج والمستشفيات المختصة لكن اتجاهك بشكل مباشر قد يسبب لك مشاكل.
عملنا على إجراءات معينة في التعامل مع المستشفيات الحكومية والخاصة هنا في مصر بعد التكاليف الباهضة وخاصة الأمراض الخطيرة عملنا الذي نقدر عليه بالتواصل مع فاعلي الخير ولدينا طموح لازلنا نسعى فيه.
لكن الدور الأول هو للملحقية الطبية ودور السفارة في اتفاقيات مع دكاترة ومستشفيات وسنستمر في العمل ونوجه لرجال الأعمال وفاعلي الخير كل الشكر والتقدير وأيضا من البعثة لأنه لم يزيد عددها وهم نفس الموظفين مقارنة بالعدد الكبير من المواطنين اليمنيين هنا الذي كان يستقبل مواطن أو اثنين اليوم يستقبل 200 وبالتالي ضغط كبير.
نحن أوقفنا أي عمل سياسي في هذا البلد ونشكر الجالية بدرجة عالية هي تتمتع بأخلاق اليمن المحترمة والملحقية تعمل بشكل محترم صعوبات كثيرة وتحديات كثيرة لكن نسأل الله أن يساعدنا ويساعد رئاسة الدولة ممثلة بالمجلس الرئاسي وفخامة الرئيس رشاد العليمي.

