آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
أدب وثقافة

الأيديولوجيا السياسية وتأثيرها على الاستقرار "اليمن انموذجًا" كتاب جديد للدكتور علي البكالي

الجمعة - 16 ديسمبر 2022 - 05:06 م بتوقيت عدن
الأيديولوجيا السياسية وتأثيرها على الاستقرار "اليمن انموذجًا" كتاب جديد للدكتور علي البكالي
(( عدن الغد)) خاص.

صدر مؤخرا للكاتب والباحث السياسي د. علي البكالي كتاب هام يناقش إشكالية الأيديولوجيا كمحرض للصراع والعنف واللا استقرار في اليمن على مدى ألف عام، وكيف تسببت الافكار الأيديولوجية الوافدة في تكريس الخرافة وسلوك التخلف والفوضى وغياب الدولة.

الكتاب يقع في جزئين كل جزء ٤٥٠ صفحة، ينتظم الجزء الأول في فصلين وعدد من المباحث تناولت فكرة الأيديولوجيا وصيرورتها التاريخية كأداة مرافقة للسلطة السياسية تستند عليها في انتاج المشروعية وتطبيع الاستبداد، وتحورات الأيديولوجيا في العصر الحديث إلى منظومات كلية شكلت مسوغات وأنساق الصراع الدولي متخذة صيغة متعدية تتجاوز البيئات والثقافات والأمم، وتأثير ذلك على البيئة العربية واليمن تحديدا بشكيل الوعي الزائف باتجاه الاحيائية التقليدية والاغترابية المتنكرة للذات.

وانتظم الجزء الثاني من الكتاب  فصلين هما الثالث والرابع، ناقش الفصل الثالث أيديولوجيا الموروث السلالي الوافد في اليمن وتأثير نظرية الإمامة السلالية وثقافتها المذهبية وخرافة الآل على الشخصية التاريخية والذات الحضارية للأمة اليمنية، وكيف عملت كاستراتيجيا استعمارية لإنتاج التخلف والاستلاب الحضاري، قوضت مفهوم الوطن والدولة والاستقرار وأدخلت الأمة اليمنية في صراعات لا أدرية تتبنى سياسة الهدم من الداخل لكل ما يتصل باليمن وجودا وهوية وحضارة وانتماء واستقلالا، وأثر ذلك على غياب الدولة والاستقرار وتدوير العنف والفوضى.

وفي المبحث الثاني تناول أيديولوجيا الميليشيا الحوثية كصورة معاصرة من صور الإمامة الكهنوتية الوافدة، مندمجة مع المشروع الإيراني وأيديولوجيته الخمينية.

ويأتي الفصل الرابع من الكتاب لدراسة تحولات اليمن الحديث ما بعد سبتمبر واكتوبر ودور الأيديولوجيا الوافدة في اختزال مضامين الثورة وأبعادها الحضارية ونقل المحتمع إلى الوعي الزائف والتلقي الاستلابي، وثقافة القطيع، وتغييب الذات الوطنية والأبعاد التاريخية والحضارية، واستبعاد المشروع الوطني كدولة ونهضة لصالح المشاريع الوافدة التي حولت اليمن لساحة صراع اقليمي ودولي، وهو ما أتاح للإمامة العودة من جديد في صورة الميليشيا الحوثية التي أعادت اليمن للعصور الوسطى.

وخلص الكتاب في جزأيه إلى استنتاج هام مفاده أن بناء الدولة وتحقيق الاستقرار والنهوض للأمة اليمنية مرهون بشرطين أساسيين هما:

١- التخلص من الإمامة الكهنوتية وتراثها الفكري الاستلابي وميليشياتها الإرهابية الحوثية، وتنقيح الثقافة والمكتبة اليمنية من كل ما يتصل بلوثته، وتجريم كل الأفكار والسلوكيات والألقاب العنصرية المتصلة به.

٢- بناء الذات القومية اليمنية الواعية المستقلة، واعادة بعث الروح اليمنية 

 كأمة وحضارة وشعب له وجود نظري ومادي عبر تاريخ البشرية.