نشرت الإندبندنت أونلاين مقالا لأحد محرريها، وهو شون أوغريدي، بعنوان "من الفائز الحقيقي بكأس العالم في قطر؟ ملحوظة ليست الأرجنتين".
يقول أوغريدي إن قطر بعد إنفاقها أكثر من 200 مليار دولار على البنية التحتية، ومشروعات لازمة لاستضافة كأس العالم، كان لا بد لها من جائزة سريعة، وجاء ذلك عن طريق مقولة "أعظم كأس عالم على الإطلاق".
ويوضح أوغريدي أن الفنادق الباذخة، وأنظمة التكييف عالية الكلفة في ملاعب الكرة، وحتى نظام مترو الأنفاق، كل هذه المنشآت لم يكن ينقصها سوى بعض مباريات كرة القدم المبهجة، وبعض اللاعبين العظام، على مدار التاريخ، للقيام بدورهم، مثل مبابي وميسي ونيمار، وبقية النجوم، حتى تكتمل الصورة.
ويضيف أن المغرب قدمت مشاركة مميزة، وصنعت تاريخا لها، وكذلك كرواتيا، واليابان، والمملكة العربية السعودية، الفريق الوحيد الذي فاز على الأرجنتين في البطولة، قبل أن يشق الأرجنتينيون طريقهم إلى المباراة النهائية التي فازوا فيها على فرنسا بركلات الترجيح.
ويعرج أوغريدي على فكرة أن "البطولة كانت مثيرة، وحماسية، وقدمت لنا وليمة يومية من كرة القدم الرائعة، التي وصلت أحيانا إلى 3 وجبات على مدار اليوم"، ما دعى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا إلى القول إنها "أفضل نسخة من كأس العالم" على الإطلاق، "وهو ما ساعد في تجميل صورة الفيفا بالطبع، وصرف الانتباه عن بعض تصريحاته الشخصية المثيرة للجدل في بداية البطولة".
ويتساءل أوغريدي: من الفائز الحقيقي في هذه البطولة، مجيبا "إنه النظام الحاكم في قطر بالطبع، فبعد إنفاق 200 مليار دولار بشكل صحيح، لم يعد أحد يتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان هناك، واضطهاد المثليين، ومعاملة النساء كمواطنين من الدرجة الثانية، والمضايقات التي يتعرض لها العمال".
ويضيف "لا يجب علينا أن ننسى أن القطريين تعاونوا مع نظام الملالي الإيراني، في تتبع وتحديد هوية المشجعين الإيرانيين المعارضين، الذين جاؤوا لتشجيع منتخب بلادهم المقموع، والذي لعب بشجاعة، تحت الإكراه".
ويواصل "هناك بعض الأخبار المقلقة عن قيام قطر برشوة نواب في البرلمان الأوروبي، لدعم قضيتهم، وهو ما يجعلنا نفهم أين تكمن القوة القطرية في أوروبا، كما لا يجب أن ننسى عدد العمال المهاجرين الذين ماتوا قيد العمل، من بنغلاديش، ونيبال، وباكستان، وتايلاند، والذين كانوا يعملون في بناء وتأسيس، منشآت البطولة، طيلة 10 سنوات، عمال من أسيا، وشرق أفريقيا، ويتم معاملتهم على أنهم عبيد العصر، من قبل العديد من أرباب العمل في قطر".
ويخلص أوغريدي إلى القول "بالنسبة للمتابعين، فالبطولة دعمت حب كرة القدم في بعض مناطق العالم، التي لم تعرف ذلك بعد، لكن لا يجب علينا أن نسمح أبدا بإقامتها في أماكن مثل قطر، مرة أخرى، وهذا هو الهدف العالمي الحقيقي لكرة القدم".
"الهروب من إيران"

اندلعت المظاهرات في إيران عقب وفاة مهسا أميني قيد اعتقال شرطة الأخلاق لها قبل نحو 3 أشهر
الغارديان نشرت تقريرا لمارتن شولوف، ومراسلها في أربيل، نيشروان ماندو، بعنوان "الهروب من إيران: المتظاهرون يعيدون التجمع في العراق بعد رحلة محفوفة بالمخاطر".
يقول التقرير إنه قبل نحو شهرين، كان بايمان، المتظاهر الذي يقيم في مدينة مهاباد الإيرانية المضطربة، يقبع في إحدى المستشفيات، تحت حراسة عناصر الشرطة، الذين أطلقوا عليه الرصاص، خلال مشاركته في مظاهرة مناهضة للنظام.
ويضيف أن الطلقات "اخترقت قدمه وجذعه، كما تلقى ضربات بالعصي الخشبية، على رأسه، فسقط على الأرض يعاني آلاما شديدة، وكان بحاجة لرعاية طبية، لم يكن ليحصل عليها في ظل نظام، بلا رحمة، منذ بداية الانتفاضة المناهضة له قبل نحو 3 أشهر، والتي تشكل تهديدا عميقا للنظام الحاكم، المتشدد في إيران".
ويقول "بايمان وأقاربه كانوا بين عدد قليل من المتظاهرين، الذي تمكنوا من القيام برحلة مشوبة بالمخاطر، نحو الأمان في العراق، حيث يحاول بعض الناجين، أن يقوموا بإعادة تجميع أنفسهم".
ويشير التقرير إلى أن المسؤولين الأكراد يقدرون عدد الفارين من إيران مؤخرا بالعشرات، بينما يقدر المتظاهرون أنفسهم بأنهم مئات قليلة.
وينقل التقرير عن بايمان، الذي كان يرقد على الأرض، ويغطي نفسه ببطانية بينما يتنفس بصعوبة، قوله إن العنف، المتزايد الذي يواجه النظام به المتظاهرين، في مهاباد، ذات الغالبية الكردية والواقعة شمال شرقي إيران، يأتي بسبب أنها تشكل أخطر تهديد لنظام الملالي، منذ نشأته قبل نحو 43 عاما.
ويقول بايمان، الطبيب البيطري، إن "مهسا أميني كانت كردية، صحيح، لكن الثورة خيار شعبي، اتخذه الشعب بأسره، عبر أنحاء البلاد المختلفة، وبينهم البلوش، والآذريين، والفرس، والأعراق الأخرى، لأننا جميعا اكتفينا منهم ومن قمعهم".
ويواصل التقرير نقله عن بايمان قوله "لا تخطئوا الأمر، إنها ثورة من يومها الأول، وليست مجرد انتفاضة، والتيار الثوري الذي بدأها سيستمر حتى ينهيها، فهم ضعفاء، ويشعرون بالرعب منا"، ولذلك يعتقد أن المسؤولين يواجهون المتظاهرين الذين يتزايد عددهم يوميا بالعنف.
ويضيف التقرير أن الفارين يشعرون بالخشية على أنفسهم في الوقت نفسه، رغم فرارهم إلى أربيل، لأن المسؤولين الإيرانيين يستطيعون الوصول إليهم، مضيفا أن بايمان يعيش في مسكن صغير مع اثنين من أبناء عمومته، ويحرصون جميعا على الاتصال بأسرهم في مهاباد بشكل يومي، والذين يؤكدون لهم أن المظاهرات تتوسع كل يوم، عبر مختلف مدن البلاد، بنفس النسق الذي كانت عليه قبل 3 أشهر، حيث لقي ما يقرب من 600 شخص مصرعهم، وأصيب نحو 10 آلاف آخرين بسبب قمع العناصر الأمنية.
ويقول التقرير إن بعض المتظاهرين يطالبون بدعم دولي، بما في ذلك الدعم بالسلاح، لأن الثورة "يمكن أن تصبح مسلحة" كما يقول بايمان، مضيفا "أن كل شخص في أسرة فقدت أحد أبنائها، سيقدم كل ما يملك ليحصل على ثأره، وهذا قد يعني حمل السلاح، الذي لا يسمح به في إيران، منذ 40 عاما، كما يصعب الحصول عليه أيضا".
ويقول التقرير إن حسين يزدنبنه، زعيم الميليشيا الكردية الإيرانية، أكد لهم، قرب أربيل، أن الشهية لدى الأطراف الدولية، والإقليمية، لدعم الحركة المناهضة للنظام الإيراني ليست كبيرة.
ويقول حسين "لقد طالبنا في السابق العالم الحر والدول الديمقراطية بدعمهم بالسلاح الحديث ضد الإرهاب والديكتاتورية ليتمكنوا من محاربة القوات الإيرانية الإرهابية والجماعات الإرهابية، المنضوية تحت لواء فيلق القدس. ورغم ذلك لم نتلق أي رد إيجابي، حتى الآن، لا شيء إطلاقا".