نشرت الفايننشال تايمز مقالا بعنوان (قللوا جهود مكافحة الإرهاب على مسؤوليتكم)، للكاتب رافيلو بانتوشي، والذي حذر من تراجع الاهتمام بخطر الإرهاب رغم أن المتطرفين يشكلون خطرا مميتا للغاية ولا يمكن تجاهله.
وقال الكاتب إن هناك إجماع متزايد داخل مؤسسة الأمن القومي في بريطانيا على أن الإرهاب لم يعد التهديد الأكبر، في الوقت الذي تتصدر فيه الهجرة والحرب الروسية في أوكرانيا والتوسع العسكري الصيني قائمة الاهتمامات بشكل متزايد داخل الحكومة البريطانية.
ويرى بانتوشي أن هذا إيجابي إلى حد ما. لقد شوهت هجمات القاعدة على أمريكا في 11 سبتمبر/أيلول جهاز الأمن العالمي، كما أن الرد المبالغ فيه على الهجمات وغزو أفغانستان والعراق خلق مشاكل أمنية خاصة. لكن من المثير للقلق مدى السرعة التي تم بها خفض مستوى التهديد الإرهابي.
وأشار الكاتب إلى أنه يجري حاليا إعادة توجيه الإمكانيات والموارد نحو التهديدات التي تمثلها دول. بالنسبة للأجهزة الأمنية، تأتي الصين وروسيا وإيران على رأس الأولويات، وهناك اهتمام كبير بها. بشكل عام، تعتمد الأجهزة إلى إعادة توجيه الموارد من مكافحة إلى الإرهاب إلى التهديدات الجديدة بدلا من إنشاء موارد جديدة.
ويوضح الكاتب أن الإرهاب سمة من سمات المجتمع البشري عبر أجيال. وفي مطلع القرن العشرين طرح الباحث ديفيد رابوبورت فكرة أن هذا التهديد (الإرهابي) يأتي على موجات كل 40 عاما.
والبداية كانت "موجة الفوضى" الأناركية من (1880 إلى 1920) ، و "موجة مناهضة الاستعمار" (من عشرينيات إلى أوائل ستينيات القرن الماضي)، و "الموجة اليسارية الجديدة" (من منتصف ستينيات إلى تسعينيات القرن الماضي)، وأخيرا "الموجة الدينية" الحالية التي بدأت مع اقتحام المسجد الحرام في مكة في السعودية وسقوط شاه إيران والغزو الروسي لأفغانستان عام 1979.
وفقا للحسابات فإن الموجة الدينية تنحسر الآن. وخفضت كل من بريطانيا وأستراليا مؤخرا مستويات التهديد الإرهابي. ويبقى السؤال الآن أين ومتى ستظهر الموجة التالية.
وهناك مخاطر محتملة من سياسات الاستقطاب والمجتمعات الطبقية، وتزايد المشاعر المناهضة للمؤسسة، والقلق العام بشأن تغير المناخ أو غيره من المظالم واسعة النطاق والصراعات العالمية العديدة.
وهناك حاجة لوضع آلية مراقبة لتتبع المخاطر الجديدة المحتملة مع مراقبة المخاطر الحالية.
ويشير الكاتب إلى وجود علامات إنذار تأتي من تنظيم القاعدة الذي طالما أفصح عن نيته شن هجمات في أفريقيا واليمن والولايات المتحدة. كانت هناك إشارة واضحة على ظهور التمرد المرتبط بالقاعدة في العراق وما تبعه من توسع في التهديدات الإرهابية على مستوى العالم، وذلك في تقارير سبقت الغزو. كما أن ردود الفعل المبكرة المفرطة في التفاؤل إزاء الربيع العربي حجبت تنامي التهديدات في أفريقيا حيث تم استنزاف مخزونات الأسلحة الليبية.
كما لم يكن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق مفاجأة لأولئك الذين كانوا يشاهدون تنامي تنظيمات سابقة في العراق، في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة عام 2009.
في أماكن أخرى، كان نمو اليمين المتطرف في أوروبا متوقعا نسبيا نظرا للقلق المتزايد بشأن الهجرة والتطرف الإسلامي. كان هجوم 2011 في النرويج من قبل الإرهابي اليميني المتطرف أندرس بيرينغ بريفيك مؤشرا مبكرا أثبت لاحقا أنه ألهم مجتمعا فاشيا جديدا أوسع.
هذه الأشياء لا تميل إلى الظهور من فراغ. لكن محاولة التنبؤ بالمكان الذي قد تظهر فيه المخاطر التالية يتطلب مراقبة وتقييم وانتباه دقيق.
إيلون ماسك "ليس ليبراليا"
نشرت الغارديان مقالا عن ما يفعله الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في تويتر، بعنوان (لم يكن إيلون ماسك أبدا ليبراليا، ولم تكن خططه على تويتر أبدا خيرية)، للكاتب ثوماس زيمر.
وانتقد الكاتب ما يفعله ماسك، وقال إنه لطالما كان تشدق بارونات التكنولوجيا بالديمقراطية والتعددية مشروطا بالحفاظ على مناصبهم في القمة، في إشارة إلى استطلاع الرأي الذي أجراه ماسك يوم الاثنين على تويتر، بشأن التنحي أو البقاء في منصب الرئيس التنفيذي لشركة تويتر.
وطالبت الأغلبية ماسك بالرحيل، لكنه أعلن يوم الثلاثاء، أنه سيتنحى بمجرد أن يجد بديلا. ومع ذلك، فقد حدث الضرر: لقد كانت فترة ماسك كارثة على الديمقراطية.
منذ أن تولى إيلون ماسك موقع تويتر، شجع نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، وصاغ باستمرار أفكارا يمينية متطرفة ودلل المتطرفين الذين روجوها، كما أنه غير أو قوض الإشراف على المحتوى بطريقة سمحت برواج خطاب الكراهية وإساءة استخدام اليمين المتطرف، كما أنه سخر باستمرار من الديمقراطيين والليبراليين وأي شخص يعتبره جزءا من "اليسار".
وأشار المقال إلى أن ماسك يحظر الأصوات التي تنتقده، بما في ذلك أصوات الصحفيين العاديين، بحجج واهية. كما أن تصرفات ماسك تتوافق تماما مع النظرة العالمية السائدة بين الرجعيين اليمينيين المتطرفين، بحسب الكاتب.
ومع ذلك، يبدو أن العديد من المراقبين مترددون في الاعتراف بحقيقة ما يحدث، فالأشخاص الذين يغطون عالم التكنولوجيا يبحثون عن استراتيجية عمل تشرح كل هذا السلوك. كما يعاني بعض الأشخاص الذين يتمثل عملهم الرئيسي في تغطية السياسة. وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أن سياسات ماسك "صعبة التحديد"، وقالت إن "ما يمثله لا يزال غير واضح إلى حد كبير".
ويشير الكاتب إلى أن مصدر الارتباك هو أن تصرفات ماسك تتعارض مع بعض الافتراضات حول عالم التكنولوجيا الذي يفترض أنه ليبرالي، وتتعارض أيضا مع ادعاءات ماسك السابقة حول ميوله السياسية.
إذًا، ماذا يحدث مع سياسة ماسك؟ هناك طرق مثمرة إلى حد ما لمعالجة هذا السؤال. ليس من المفيد للغاية الهوس بكل ما يعتقده ماسك، أو الرد على كل محاولاته للتصيد من خلال محاولة دحضها وفضح زيفها. يجب علينا بدلا من ذلك الانخراط في المشروع السياسي الأساسي، لأنه يشكل تهديدا مباشرا للديمقراطية وهذا هو السبب في أن تجاهل رجل لديه مثل هذه المنصة القوية لن ينجح.
من منظور ديمقراطي، من الصعب للغاية أن تكتسب نخبة رجال الأعمال الحاكمة للتكنولوجيا مثل ماسك الكثير من القوة والنفوذ. إنهم لا يخضعون لسيطرة ديمقراطية بأي شكل من الأشكال ولا يهتمون بالصالح العام. كما أن ماسك يعد مثالا آخر على التحول من الليبرالية إلى أقصى اليمين، وهو تذكير بأن هذا النوع من التحررية الليبرالية يكون مدفوعا بالرغبة في التحرر من التنظيم والنقد من أي نوع.
يعتقد ماسك أن العالم يعمل بشكل أفضل إذا كان أشخاص مثله في موقع المسؤولية، ويتعين عليهم القيام بما يحلو لهم، دون عوائق من اللوائح أو مطالب المساواة، لأن مصالحهم يجب أن تكون نفسها مصالح الإنسانية. إنها وجهة نظر عالمية مناهضة للديمقراطية بطبيعتها تتماشى جيدا مع الفكرة الرجعية بأن العالم يجب أن يديره رجال بيض أثرياء. هذا هو ما يدفع هؤلاء الناس إلى الاتجاه نحو اليمين، ويجعلهم ينجذبون في النهاية نحو أنظمة استبدادية في الداخل والخارج.