في أحد أحياء مدينة تعز، استيقظت دكتورة-في الليل- من نومها على صوت رنين الهاتف، فنهضت مسرعة لتعرف من المتصل، وإذ بها امرأة حامل وهي في موعد ولادتها تريد من الطبيبة أن تساعدها على الوضع، فأسرعت الطبيبة إلى منزل تلك المرأة مخافة منها ألّا تستطيع اللحاق بتوليدها.
وفجأة سمعنا صوت رصاص في ذلك الحي الذي تقطن فيه الطبيبة، خفنا من أصوت الرصاص، ولكن ظلام الليل لم يسمح لنا بالخروج ومعرفة ماذا حدث، وفي الصباح استيقظنا ورأينا باص منتهي كليًا، تساءل الجميع عما حدث، وإذ بالشرطة تجيب بأنها أمسكت بامرأة هربت مع رجل، ولم تستطع الشرطة إيقافهم فاضطرت لإطلاق الرصاص عليهم، فانطلقت الرصاصة إلى رأس المرأة وماتت، وأما بالنسبة للرجل فقد تقلب الباص وهو الآن في العناية المركزة، وعرفنا فيما بعد بأن المرأة هي الدكتورة
فوصل الخبر إلى والد الدكتورة فذهب لينفي ماحدث،وأن ابنته لا تفعل مثل ذلك، بيد أنه قام برفع قضية، فهو قاضٍ كبير، فتعجب الجميع، كيف لأبٍ أن يدافع عن ابنته الزانية بدلًا من تغطية الأمر؛ لكي لا تتدهور سمعته؟!
ولكن إصرار الأب جعل الجميع يشك في الأمر، والمشكلة أن المتهم غير موجود وكذلك الشهود!
وبعد أن تم تشريح الجثة، وجد بأن الدكتورة لم تُقتل في ذلك الوقت، فقد قُتلت من قبل، فقام الأب بالتحري والبحث في ملابسات القضية، وكان الحل الوحيد هو أن ينتظر الرجل الذي في العناية المركزة، فهو من سيوضح كل شيء..
وحين استيقظ الرجل، تم سؤاله، وعندما رأى بأنه بين الحياة والموت اعترف بكل شيء..
دعوني أقص لكم القصة بالتفصيل..
هل تذكرون عندما أخبرتكم بأن الدكتورة خرجت في منتصف الليل لتوليد المرأة؟
في ذلك الحين ذهبت الدكتورة، فانصدمت لما رأته عند دخولها للمنزل، رأت زوجها في منزل المرأة، ولكن الوقت لم يتح لها الفرصة للتعجب، فقد انقض الزوج عليها، وافترسها، واتضح الأمر بأن زوج الدكتورة أقام علاقة مع المرأة التي تدّعي بأنها حامل، فأراد قتل زوجته للتخلص منها، وحتى يستطيع الزواج بالأخرى!
فاتفق مع حبيبته لقتل زوجته،وادعت حبيبته بأنها حامل واتصلت بالدكتورة!
ومن ثم اتفق زوجها مع الرجل وأخبره بأن يتخلص من الجثة؛ ليخفي الجريمة
وعندما ذهب للتخلص من الجثة حاولت الشرطة إيقافهم للتفتيش، ولكنه لم يتوقف مخافة منه أن تعلم الشرطة، فقامت الشرطة بإطلاق الرصاص على عجلات الباص، فتقلب الباص وحصل ما حصل، ولكن الشرطة عندما رأت الدكتورة مقتولة ظنت بأنها هي من قتلتها، فخافت واضطرت للكذب، فقامت بتشويه سمعة الدكتورة باتهامها بالزنى!
أما عن الزوج فقد هرب، ولم يجدوه..
ما أسهل القتل في يمني !
قتلها لكي يتزوج بغيرها!
وما أسهل تغطية الجريمة!
كل ذلك من أجل وسخ الدنيا(المال).
وما أسهل الإتهام!
اتهموا دكتورة عفيفة مخافة منهم أن يقعوا بالجريمة! ولم يعلموا بأن الله سيظهر الحق ولو بعد حين
يالها من قلوب قاسية يحملونها! استخدموا مهنة الدكتورة لتكون سببًا في مقتلها!
ذهبت بروحها، و عفتها، وطيبتها، ورقة قلبها لتعود جثتها حاملة تهمة زناها وخبثها..
لا أستطيع القول غير حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم.
حماس الوهباني
عضو في النادي الأدبي لمدارس النورس