يوما عن يوم يثبت الفنان المشقاصي الشاب سعيد سلوم انه يمشي بخطوات ثابتة ومدروسة نحو مراتب عالية في سلم الفن، كذلك لتخليد اسمه وفنه في سجلات الفن كفنان همه وتفكيره هو تقديم ما يليق به كفنان وما يلاقي رضاء واستحسان المتلقي وهذا مايفتقده الكثير ممن يدعون فنانين.يختلف اختلاف كبير عن كثير من هؤلاء ممن يقبلون بكل مايصادفهم من اعمال دون التمحيص والتدقيق في هذه الاعمال كل همهم هو تسجيل حضور لا غير، تمر فترة نراه خالد للراحة وهو على غير نظرتنا هذا، اذ انه في الاصل يجهد نفسه في تقديم عمل جديد أو تجديد قديم في قالب موسيقي رائع فكم من المرات اتحفنا بتجديده لألحان شعراء كبار رحل الكثير منهم.وهنا يحضرني آخر عمل نزل حديثا له وهو لحن لشاعر وملحن كبير وهو الشاعر الراحل سعيد عمرو الغرابي الملقب بن عسيمه، فهذا الشاعر لم ينل شيئا من الاهتمام سوى ماديا او معنويا بل عاش حياة صعبة للغاية ومع ذلك ترك ارث غزير من الأشعار والألحان الجميلة التي لاقت الرغبة الكبيرة من عامة المتلقيين لما فيها من جماليات الإبداع.وما اقدام فناننا سعيد على هذا العمل الرائع المتمثل بذلك اللحن الأخاذ للراحل سعيد عمرو والذي أداه في احلى واجمل صورة الا دليل قاطع على موهبته هذا الشاعر اللحنية.سعيد اضفى على جمال اللحن فوق مابه من جمال منها صوته الجميل الاخاذ، كذلك إدخال لبعض الآلات الموسيقية الجميلة فظهر اللحن بما يستحقه من مظهر.من هنا نشد على ايديك في البحث والغوص عميقا في بحر بن عسيمه لتاتي لنا بالدرر والاصداف من هذا البحر الممتلي بما لذ وطاب مما نريده من تلك الجواهر الثمينة وبمسلكك واختيارك لهذا الطريق التوثيقي لتلك الأعمال فهذا يعطي انطباع كافي من انك محب ومخلص للتراث، ايضا يظهر حرصك وما لديك من الطموح الكافي لكي تطور نفسك التطوير المطلوب الذي يعكس نفسه على ما يأتينا منك دوما من اعمال تلامس بها شغاف قلوبنا العطشى بما تهدي لنا من هدايا محبة، وللامانه ان هذه الاعمال تنم عن جهد وتفاني منك مضاف اليهم حسك الفني المرهف لننظر لبعض الفنانين الشباب المتواجدين على الساحة.هل رأيتم احدهم قام بتجديد شيء من ابداعات احد شعرائنا الراحلون وحتى وإن حصل هذا دون علمنا.هل ما حصل صاحبه شيء من التطوير كادخال بعض الآلات الموسيقية الحديثة حتى تبث فيه الروح من جديد وتعيد له مجده الذي افتقده بسبب مرور الوقت الطويل عليه كل هذا غير موجود اطلاقا.لكن ما يفعله الفنان سعيد سلوم لاهو شي يشكر عليه وهو بقيامه بهذه التجديدات ينوب عن جهات الاختصاص التي وقفت موقف المتفرج وكأن شيء لا يعنيها.سعيد سلوم قبل ان يكون فنان فهو انسان وبداخل هذا الإنسان قلب به من مشاعر الحب والحنان للآخرين ما يكفي حتى يجعل الجميع يحبونه.بقى أن نقول هي دعوة لكل الفنانين الشباب يكي يحذوا حذوك ويقدمون شي من ابداعات شعراءنا على طول وعرض أرضنا الغنية بما خلف هؤلاء من ابداعات ثرية وكفى.
