تقرير يسلط الضوء على مؤتمر واشنطن من أجل السلام في اليمن وردود الأفعال..
هل حملت أجندة المؤتمر في طياتها شروط الحوثي التي تبتز بها المجتمع الدولي؟
لماذا ركز المؤتمر على خيارات السلام وإنهاء الحرب ولم يعمل بأسبابه؟
كيف كانت ردة الفعل من حضور وزراء سابقين في الحكومة لمهاجمة المجلس الرئاسي؟
ما جدية الاهتمام الأمريكي لإنهاء الصراع في اليمن بشكل نهائي؟
مؤتمر واشنطن والصوت الواحد.
(عدن الغد) القسم السياسي:
انطلقت أمس الأول أعمال مؤتمر دولي حول اليمن في العاصمة الأمريكية واشنطن، بمشاركة وزراء سابقين في الحكومة وثلة من السياسيين اليمنيين والباحثين والمسؤولين الغربيين، وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج ومديرة منظمة (DAWN)، سارة ليي وايتسون، وعميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون، جويل هيلمان.
وقبل موعده بأيام أعلنت الناشطة توكل كرمان عن انعقاد مؤتمر في واشنطن بمساحات صوتية على موقع تويتر داعية كل السياسيين والشباب لطرح افكارهم وما يريدون التحدث به، لكن المؤتمر كان مقتصرا على الصوت والتنظيم الواحد الذي لا يحقق السلام بقدر كبير.
كان تنظيم المؤتمر برعاية من مؤسسة توكل كرمان ومركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن "داون"، على بحث حالة الحرب الحالية في اليمن وسبل إنهائها، وصولا إلى تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، وكذلك تحقيق العدالة الانتقالية، وإعادة بناء اليمن بعد إنهاء الصراع.
تحدث المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، في كلمه افتتاحية للمؤتمر قائلا: إن واشنطن ملتزمة بإيجاد حل للأزمة في اليمن، رغم عدم وضوح تصورات التوصل إلى السلام، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن عام ٢٠٢٣ سيقدم فرصة لإنهاء الصراع بشكل نهائي.
وأكد أن الرئيس الأمريكي، بايدن، مهتم بالتوصل إلى سلام في اليمن، وإنهاء الصراع بعد أكثر من ٨ سنوات من الحرب، التي تسببت في انهيار الاقتصاد اليمني و بأنهم يعملون مع سلطنة عمان وينخرطون مع السعودية لإنهاء الحرب.
وذكر المبعوث الأمريكي أن الواقع معقد جدا، رغم انخفاض وتيرة المعارك، خلال عام 2022 انخفضت وتقلص أعداد الضحايا، ولكن هذا لا يكفي، وأمل اليمنيين إيجاد حل دائم للصراع.
وقال ليندركينج إن مطالبات الحوثيين هي من أدت إلى تفاقم الصراع وفشل جهود الهدنة، وخلال الفترات الأخيرة أدت هجمات الحوثيين على الموانئ تسبب بتفاقم الأزمة.
وأكد المبعوث الأمريكي أن عملية السلام يجب أن تشمل كل المطالبات من قبل اليمنيين حول اختراقات حقوق الإنسان، وهذه العملية تحتاج إلى جهود قوية لاستعادة تأهيل اليمن بدعم من المجتمع الدولي، والتعاون مع بقية الدول في المنطقة من خلال عملية شاملة.
> مؤتمر الصوت الواحد
كان لمؤتمر واشنطن صدى واسع وعراك كبير على مواقع التواصل الاجتماعي فالبعض اتهم دولا بالوقوف خلف رعاية المؤتمر نكاية بالمملكة العربية السعودية، بينما البعض الآخر قال إنه يجب لحرب اليمن ان تنتهي.
وبين مؤيد ومعارض سنعمل على تحليل وتفنيد كل الآراء، لاسيما التي امتعضت من إقامة المؤتمر من طرف وصوت واحد دون أن يكون هناك شفافية في الطرح، حيث يقول الكاتب الصحفي سام الغباري إن ما جرى في مؤتمر واشنطن بخصوص اليمن يعبر عن تيار غير مستقر ولديه نزعات عدوانية تجاه دول التحالف، ويستفيد من تصرفاته جماعة الحوثي.
حيث قال الغباري إنه لا بد من قراءة هذا التيار جيدًا، فهو منفلت عن التجمع اليمني للإصلاح، ولا يمثله، فالقرار داخل هذا الحزب الوطني له فلاتر كثيرة، وقرارهم واضح مع التحالف بصدق.
وقال إن ردود فعل بعض إعلاميي الخليج في جمع كل الإصلاحيين بخانة واحدة، يُضعِف تيار العقلاء والحكماء الذين يحالفون التحالف، وهم التيار الأقوى والمسؤول والأكثر شعبية.
وقال الغباري إن اليمن تشظت بفعل الجائحة الحوثية، والحزب الوحيد الذي حافظ على أقل الخسائر هو الإصلاح المعتدل بقيادته الوطنية التي تقف مع التحالف.
أما عبدالوهاب طواف فاتهم دولة خليجية، وقال إنها هي التي رعت المؤتمر بواشنطن ومولته وصاغت اجندته ضد التحالف وضد الشرعية ودعمته إعلاميا من خلال سبع فضائيات، معظمها ضد التحالف والشرعية، والجميع يعرف مواقفها، وبعضها يعمل من صنعاء ضد الخليج واليمن، وفي المقابل لم نسمع أن هذه الدولة قدمت خيمة لمتشرد يمني!.
رئيس تحرير موقع مأرب برس قال إن من يروج لسلام منشود من واشنطن مع جماعة تمارس ليل نهار الإرهاب على كل يمني وتصدر أحكام الإعدام بحق مختطفين لمخالفتهم توجهات الجماعة عبث ومحاولة بائسة لتجميل قبح الحوثي وايهام مجتمع غربي هو في الأساس يتماهى مع الحوثي بأن هناك فرص سلام حقيقة قد يوافق عليها الحوثي.
أما بعض الناشطين فقال إن المؤتمر كان هدفه النيل من الشرعية فقط، حيث قال المحامي محمد المسوري إن خلاصة مؤتمر واشنطن رفض الشرعية أياً كان شكلها ويجب الاستسلام للحوثي ورفض التدخل العربي والقبول بالتدخل الإيراني.
وقال إن ما تم تناوله في المؤتمر هو واقع ما يريده الداعمون والمنظمون نكايةً منهم بالشرعية والتحالف وإن اليمن ومصالح شعبها ولا تعنيهم.
الكاتب الصحفي صالح البيضاني قال إن المؤتمر الذي نظمته قيادات حكومية سابقة في واشنطن هو محاولة لتجميع فلول الفشل الذي لازم معركة تحرير اليمن خلال السنوات الثمان الماضية.
وأكد أن من أهم أسباب تعثر الشرعية خلال السنوات الماضية حقنها بعناصر مزدوجة الولاء عملت على تفكيكها من داخلها وبددت طاقتها في معارك داخلية ضد التحالف العربي ومكونات أخرى مناوئة للانقلاب الحوثي, حان باعتقادي وقت فك الارتباط بين الشرعية وهذه العناصر والتعامل معهم كخصم يعمل على خدمة الانقلاب.
وأشار الى إن مؤتمر واشنطن المعادي للتحالف العربي والمشكك في شرعية مجلس القيادة الرئاسي عبر قيادات سابقة محسوبة على الشرعية هي محاولة لعكس نتائج مشاورات الرياض اليمنية التي أعادت رسم خارطة الطريق نحو الحرب والسلام.
يقول كامل الخوداني إنه من المبكيات ان المؤتمر الذي عقد بأمريكا حول اليمن برعاية مشبوهة، المشاركون به قيادات عليا منذ ثمان سنوات وهم جزء من المعركة ضد الحوثي يعلمون اهدافه ومشروعه وتبعيته واستحالة السلام معه.
ويرى مراقبون يمنيون أن مؤتمر واشنطن الذي اقامته توكل كرمان لا يمثل اليمن بل هو مؤتمر مشبوه هدفه في الأول والأخير تمزيق الصف الوطني وزيادة الفجوة بين الأطراف اليمنية، ووضع خطط وأهداف لمزيد من الفوضى التي ستكون تداعياتها وخيمة على الجوانب الإنسانية.
> سلام غير ممكن
تُستغل مفردة السلام لإعلان الحرب، وهكذا تفعل بعض الدول التي تستغل ادواتها في كل مؤتمر دولي وتدفعهم لشن حرب على المجلس الرئاسي والتحالف العربي وبالمقابل تبيض جرائم الحوثيين بشكل فج يعكس النزوة الانتقامية وتنفيذ أجندة دولية لا تريد لليمن السلام ابدا بقدر ما تستخدم ملف الحرب فيه لابتزاز كل الأطراف، مثيرة هي تدعو لمؤتمر سلام وتتناقض مع المعطيات حيث تقول في تصريح أن التعاطي من قبل المجتمع الدولي مع الملف اليمني بالصورة الراهنة يجعل السلام غير ممكن.
أما البرلماني عبدالعزيز جباري فقال إن الولايات المتحدة الأمريكية تعاملت مع الحرب في اليمن من خلال المملكة السعودية دون تحديد سقف زمني لهذه الحرب، كما أن القرار الأمريكي كان مشتتا بين الخارجية الأمريكية والبنتاجون فاستمرت الحرب نتيجة لذلك لأسباب عدة.
وشدد جباري على ضرورة الدعوة إلى عقد حوار وطني تشترك فيه جميع الأحزاب والقوى السياسية، يتم فيه تقرير مصير اليمن بعيدا عن التدخلات الخارجية.
بدوره قال السفير خالد اليماني وزير الخارجية الأسبق في مشاركته بالمؤتمر بأن المشهد السياسي والاجتماعي والإنساني مع بداية العام التاسع للحرب اليمنية يشكل مواصلة لحال السقوط الحر في هاوية سحيقة، والتشظي المتزايد للمجتمع وقواه السياسية.
أما غادة عويس المذيعة بقناة الجزيرة ومديرة المؤتمر فقالت إن حجم المعاناة في اليمن مؤلم وحجم تجاهل العالم لهذه المأساة أكثر ألما وإنه في مؤتمر اليمن بواشنطن عرض المتحدثون والخبراء أسباب استمرار الحرب والعراقيل والحلول المحتملة.
وقالت عويس إنها استنتجت من المؤتمر محصلة تقتضي وحدة الحوار الداخلي الذي سيكون نتيجته حل سياسي.
لكن مراقبون أكدوا أن أجندة المؤتمر تحمل في طياتها شروط الحوثي التي تبتز بها المجتمع الدولي وهو الحديث أن المليشيا تواجه حصاراً رغم أن الحصار تفرضه المليشيا على أبناء عدد من المحافظات بما فيها تعز التي تنتمي إليها توكل كرمان والتي تتجاهل معاناتها ونشر الفوضى والاغتيالات للشخصيات العسكرية والمجتمعية والحزبية فيها.