كان ومازال حلم إنشاء جامعة الحجرية حلماً يراود جميع أبناء تعز وبالأخص أبناء الحجرية ولكن التعامل المناطقي والأطماع الشخصية والفئوية لأصحاب الجامعات الخاصة وتجار التعليم حالت على عدم تحقيقه على أرض الواقع خلال العقود السابقة من عمر ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولكن ومع التحولات التي طرأت على البلد، نتيجة الحرب في استعادة الدولة من مليشيات الانقلاب الحوثية ومانتج عنها من افرازات ظهر من خلالها قيادات وطنية وعسكرية استطاعت أن تجمع الحجرية على كلمة واحدة ضد الانقلاب الحوثي وعلى رأسهم الشهيد القائد العميد الركن عدنان الحمادي صاحب أول طلقة في مقاومة الانقلابيين الحوثيين في محافظة تعز، حيث كان يتمتع هذا البطل بصفات قيادية ليس على الصعيد العسكري فحسب بل في جميع المجالات السياسية والإجتماعية والتنويرية والتنموية والعمل الخيري، حيث ظل حلم إنشاء جامعة الحجرية في أعلى جبل صبران في مدينة التربة يراوده من الوهلة الأولى من تشكيل مقاومة الحجرية وتأسيس نواة الجيش الوطني بتأسيس وبناء اللواء 35 مدرع على أسس مهنية وعسكرية بحتة، شكل شوكة في خاصرة مليشيات الانقلاب الحوثية وسداً منيعاً في اجتياح الحجرية.
وبعد تأمين الحجرية وفرض واقعاً جديداً اظهر من خلاله قوة وشموخ أبناء الحجرية وتوحدهم على كلمة واحدة خلف القائد المحنك الذي كان يحمل مشروعاً وطنياً حقيقياً بدأ الشهيد القائد عدنان الحمادي في أولى خطوات اعتماد جامعة الحجرية واعتماد مستشفى خليفة إلى هيئة مستشفى خليفة التعليمية وتحديد المكان المناسب لها في أعلى جبل صبران في مدينة التربة، والذي اتخذه موقعاً عسكرياً في تأمين مدينة التربة والذي نجح مع محافظ محافظة تعز ان ذاك الدكتور أمين محمود في التنسيق مع عمادة جامعة التربة والقاضي نشوان المجاهد وملاك الأراضي في جبل صبران في التنازل على حصصهم في الجبل مقابل تعويضات مالية تم التنسيق مع مجموعة إخوان ثابت على دفعها لجميع الملاك وتبني مشروع إنشاء جامعة الحجرية وإعداد الدراسة الخاصة بها وبمشروع اعتماد مستشفى خليفة هيئة تعليمية طبية وعرض الدراسات في فترة تولي الأستاذ نبيل شمسان محافظ للمحافظة على رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ولكن القدر أراد له الرحيل قبل تحقيق الحلم بحادثة الاغتيال الجبانة التي خٌطط لها في إطفاء آخر بصيص أمل لأبناء الحجرية بنفس الأيادي التي ما زالت تمثل حائلاً في تحقيق هذا الحلم لأغراض وأطماع شخصية وفئوية نجحت في انهاء المشروع الوطني بإغتيال صاحب المشروع الشهيد الحمادي.
وعقب الجريمة الشنعاء التي نالت من هذا البطل بفترة وجيزة أراد محافظ محافظة تعز الاستاذ نبيل شمسان ورئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك استكمال ما بدأ به الشهيد الحمادي وتحقيق حلمه الذي كان يتتوق إليه وفعلاً تم عمل الدراسات اللازمة للمشروعين ورفعهما إلى رئاسة الوزراء ومن ثم ارسال ملفات المشروعين إلى مكتب رئاسة الجمهورية لإصدار قرار الإنشاء ولكن للأسف الشديد ظلت المشاريع مجرد حبر على ورق في إدراج مدير مكتب رئيس الجمهورية آنذاك عبدالله العليمي ولم يتم تقديمها الى رئيس الجمهورية والجميع يدرك ماهي الاسباب حيث كانت في تلك الفترة الفئة المعارضة والمتضررة من إنشاء الجامعة واعتماد المستشفى لأسباب ومصالح شخصية هي المسيطرة على القرار لذلك.
ظلت أحلام الشهيد وجميع أبناء الحجرية حبيسة الأدراج في مكتب رئيس الجمهورية ولمن لا يدرك الأسباب وتلك الاطماع والمصالح التي كانت ولا تزال عائقاً أمام تحقيق هذه الأحلام في مسرح بطلة الفساد سخرت من خلاله كل الامكانيات التابعة للشرعية في إفشال هذه المشاريع والقضاء على هذا الحلم لسبب بسيط اسمه طمع وجشع أصحاب المصالح الشخصية والفئوية التي كانت ولازالت تخطط في استثمار التعليم الجامعي من خلال فتح جامعات خاصة وأهلية تابعة لأشخاص أو أحزاب معينة الغرض منها الاسترزاق حتى وأن كان على حساب الوطن ومعاناة أبنائه.
ومن هنا نطالب الاحرار من أبناء تعز وفي مقدمتهم رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ومحافظ محافظة تعز الاستاذ نبيل شمسان الوقوف أمام هذه الشلة الفاسدة واتخاذ قرارات شجاعة تنفذ على أرض الواقع في أقرب فرصة في اعتماد وإنشاء جامعة الحجرية وهيئة مستشفى خليف مؤسسة طبية تعليمية وتحقيق حلم الشهيد القائد عدنان الحمادي وحلم جميع أبناء الحجرية.