تقرير يسلط الضوء على مستجدات الزيارات المكثفة للوفد العماني إلى صنعاء والاستنتاجات التي وصل لها..
هل عمان عنصر محايد فعلا أم غطاء لتنفيذ شروط جماعة الحوثي؟
لماذا أتت الوساطة العمانية لصنعاء ولم تذهب إلى عدن؟
هل أصبحت الشرعية اليمنية خارج المفاوضات؟
الزيارات المكثفة لوفد عُمان.. ما الذي ستضيفه لليمنيين؟
(سبوتنيك) أكدت أنه تم الاتفاق على استئناف تصدير النفط.. على أي أساس؟
وساطة عُمان.. هل هي مقنعة؟!
(عدن الغد) القسم السياسي:
انطلاقًا من موقفها الحيادي المقبول من أطراف الصراع، تكثف سلطنة عُمان تحركها في الفترة الأخيرة لإيجاد طريق معبد نحو تسوية الخلافات في وجهات النظر، وخاصة بين الشرعية اليمنية والحوثيين فمع عودة وفدها من الزيارة الأولى في 26 ديسمبر من العام الماضي، زار وزير الخارجية الإيراني مسقط، والتقى رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين، محمد عبدالسلام، وبالتأكيد أن عمان استعانت بإيران للضغط على الحوثيين لإعطاء مرونة في التفاوض، لاسيما وأن علاقة مسقط بطهران في حالة تسمح لها بذلك؛ وهو ما تأكد في تصريح رئيس وفد جماعة الحوثي محمد عبدالسلام لدى وصوله مطار صنعاء، الثلاثاء الماضي، بمعية الوفد العماني، إذ إن حدة لهجة التصريح جاءت أفضل من التصريحات السابقة.
حمل الوفد العماني في الزيارة الأخيرة ردود التحالف والشرعية على رسائل الحوثيين، التي حملوها الوفد العماني في الزيارة السابقة؛ وهي الزيارة التي نقلت للحوثيين رسائل أيضا من التحالف والشرعية تتمحور في شقين: الشق الأول: يتعلق بالملف الإنساني، في توسيع وجهات رحلات الطيران من وإلى مطار صنعاء، وتخفيف الرقابة على ميناء الحديدة، أما يتعلق بملف المرتبات فقد اقترح التحالف والشرعية أن يُنفذ على مرحلتين: الأولى يتم فيها البدء بصرف مرتبات المدنيين فيما تؤجل مرتبات العسكريين لمرحلة تفاوضية لاحقة.
في الزيارات السابقة رفض الحوثيون هذه المقترحات، وأصروا على رفع الحصار كاملا وصرف المرتبات لكافة موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين ما دفع الشرعية والتحالف الى الرفض كون جماعة الحوثي حاولت إدراج مقاتليها.
لكن السؤال الآن ماذا حمل الوفد العماني خلال زيارته الأخيرة وبالتأكيد سيكون هناك تقدم للأمام في الاتفاق بين الطرفين وفقا لعودة الوفد العماني إلى صنعاء؛ فعودته مؤشر على أن ثمة رغبة للسير نحو الأمام من الشرعية والتحالف وإيران والحوثيين لكن تفاصيل ذلك هو ما سيرشح في الأيام المقبلة.
> عُمان والمقاربة في وجهات النظر
حقق وفد سلطنة عُمان خلال زيارته صنعاء، تقاربا في وجهات النظر بين جماعة الحوثي والتحالف العربي ضمن مساعي حل الصراع الدائر في البلاد منذ 8 أعوام.
وكالة "سبوتنيك" من مصدر مقرب من جماعة الحوثي الإرهابية قالت أن وفد السلطنة اختتم زيارته امس الأول حيث تمكنت الوساطة العُمانية من حلحلة نقاط خلافية في الملف الإنساني، كانت عائقاً أمام أي تقدم بما فيها تمديد هدنة الأمم المتحدة التي استمرت في اليمن 6 أشهر منذ مطلع أبريل الماضي وانتهت دون الاتفاق على تجديدها.
وأوضح المصدر أن المفاوضات التي قادتها مسقط وتسارعت وتيرتها الأسابيع الماضية، توصلت لإيقاف هجمات الحوثيين على الموانئ النفطية واستئناف الحكومة اليمنية تصدير شحنات الخام المتوقفة منذ أكتوبر الماضي، على أن يتم توجيه عائداتها لدفع رواتب الموظفين الحكوميين وفق قوائم عام 2014.
وأضاف المصدر أن المباحثات ركزت أيضاً على القيود التي يفرضها التحالف العربي على موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي، إذ يشترط الحوثيون رفعها بالكامل، وهو ما تتحفظ عليه السعودية.
وذكر المصدر أن الوفد العُماني ناقش مع قيادات جماعة الحوثي مقترحات رفع القيود عن موانئ الحديدة وفتح الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي.
وأعرب المصدر المقرب من الحوثيين عن تفاؤله بنجاح مهمة الوفد العُماني في التوصل إلى مقاربة حول النقاط التي لا تزال محل خلاف.
> دور عمان الغامض
يسعى العُمانيون من خلال زياراتهم المكثفة إبراز ثقلهم السياسي والدبلوماسي، وإظهار أنفسهم للعالم من خلال لعب دور يأملون في أن يكون مؤثرًا في الأزمة اليمنية.
يقول باسم فضل الشعبي إنه لا يوجد أي جديد في ملف السلام في اليمن، وجهود عُمان تصطدم برفض جماعة الحوثي وتعنتها بوضع شروط من ضمنها دفع الرواتب وحصولها على نصيب من إيرادات النفط المستخرج من الجنوب قبل الحديث عن الهدنة، مشيرًا إلى أن التحالف والشرعية هم فقط من يتمسكون بالهدنة، أما جماعة الحوثي فقد استأنفت الحرب من جديد. الجهود إيجابية، لكنها لم تثمر شيئًا منذ سنوات، ولن تنجح بهذه الطريقة، لا بد من ضغط إقليمي ودولي على الحوثيين لإرغامهم عليها.
ويضيف الشعبي: لا بد لسلطنة عُمان من الخروج من الدائرة الرمادية في ما يتعلق بموقفها من الحرب تجاه جميع أطراف الصراع، وإغلاق الحدود والمنافذ أمام تهريب السلاح المؤمن للحوثيين، ولكل حدث حديث، وتلك الجهود حتى الآن غير ناجحة.
> مغادرة وفد عمان وانتظار موافقة إيران!
قالت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء، ان الزيارات المكثفة التي بدأها وفد سلطنة عمان في أواخر العام الماضي، ولقاء رئيس المجلس السياسي للجماعة الإرهابية مهدي المشاط، تم فيها مناقشة الجهود المبذولة التي تقوم بها سلطنة عمان، فيما يتعلق بمسار السلام وتبادل وجهات النظر حولها.
وكان رئيس وفد جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، أوضح، في وقت سابق، أن زيارة الوفد تأتي في هذه المرحلة استكمالا للقاءات الأخيرة بعد نقلهم الكثير من الرسائل، مضيفا أن "هناك أخذا وردا مع الأطراف الأخرى".
وأشار إلى أن سلطنة عمان تبذل جهودا مشكورة مع الأطراف الدولية في تحقيق الأمن والسلام في اليمن، لافتا إلى أن "الزيارات المكثفة بين صنعاء ومسقط تعكس جديتهم في الوصول إلى خطوات ملموسة"، معتبراً أن المسألة تعود لمدى جدية الطرف الآخر.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد العماني يأتي بعد أيام قليلة من تظاهرات شهدتها صنعاء تطالب بإنهاء الحرب.
وتسيطر التكهنات حول حقيقة نتائج المحادثات التي أجراها الوفد العماني منذ الأسبوع الماضي، مع قيادة جماعة الحوثي الإرهابية في صنعاء، قبل أن يغادر أمس الأول الأحد، إذ تبرز تسريبات تشير إلى أن الحوارات لم تقتصر على الملف الإنساني وتجديد الهدنة، بل ذهبت حول بحث تسوية سياسية شاملة وإنهاء الحرب.
كما يطرح دور وساطة سلطنة عُمان بين جماعة الحوثيين والتحالف العربي، تساؤلات عدة حول أهمية هذا الدور وما مدى إمكانية نجاحها في التوصل إلى اتفاق لتجديد الهدنة بعد فشل تمديدها أكتوبر الماضي.