آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
ملفات وتحقيقات

المبعوث الأممي وجهود السلام في اليمن.. إلى أين؟

الخميس - 09 فبراير 2023 - 08:25 ص بتوقيت عدن
المبعوث الأممي وجهود السلام في اليمن.. إلى أين؟
(عدن الغد)خاص:

تقرير يسلط الضوء على الجهود الدبلوماسية التي يقوم المبعوث الأممي الى اليمن..

هل ستنجح جهود المبعوث الأممي حول مفاوضات اليمن للوصول إلى سلام مستدام؟

ما دلالة تحول الجهود الدبلوماسية نحو عدن بعد أن ركزت خلال الفترة الماضية على صنعاء؟

أكد المبعوث منتصف الشهر الفائت أن التصعيد العسكري محدود.. ما صحة ذلك؟

هل سيتم تطبيق القرار الدولي 2216 والذي نص على الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن؟

ما هي النتائج الإيجابية للمبعوث الأممي إلى اليمن طوال الفترة الماضية؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

جرت امس الأول الثلاثاء مباحثات سعودية أممية، لمناقشة الجهود الدولية لدعم السلام في اليمن وإنهاء الحرب الدائرة منذ 8 سنوات، هذا التحرك السياسي المكثف يأتي في ظل تعنت الحوثيين ورفضهم تمديد الهدنة وإضافة اشتراطات خارجة على الاتفاقات في تنصل واضح من كل العهود الكاذبة من قبل جماعة الحوثي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، ان السفير محمد ال جابر والمبعوث الأممي استعرضا جهود المملكة المختلفة لدعم جهود السلام ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، ودعم الحكومة والاقتصاد اليمني قبل مغادرة المبعوث الى عدن مساء  أمس الأول الثلاثاء.

وإلى جانب ذلك ذكرت الوكالة أن الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون لدعم الجهود الأمنية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، ودعم أمنه واستقراره وتنميته.

ويوم الأحد الماضي، عقد آل جابر اجتماعاً في الرياض مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، حيث أكدا دعم البلدين جهود المبعوث الأممي إلى اليمن حول المفاوضات مع مختلف الأطراف للوصول إلى سلام مستدام في اليمن.

وتبذل عُمان والأمم المتحدة وجهات دولية وإقليمية جهوداً لتمديد الهدنة التي استمرت 6 أشهر، وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.

وكان الحوثيون رفضوا، مطلع أكتوبر الماضي، تمديد الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، منذ مطلع أبريل الماضي، وهددوا باستهداف شركات النفط العاملة في السعودية والإمارات، ودعوها إلى ترتيب أوضاعها ومغادرة البلدين.

المبعوث الأممي في عدن

استقبل الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي امس الأول الثلاثاء بقصر معاشيق ومعه عضو المجلس عبدالرحمن المحرمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، ومساعده معين شريم للبحث في مستجدات الملف اليمني والجهود الاممية المنسقة مع الاشقاء والاصدقاء لإحياء مسار السلام في اليمن.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي جدد التزام المجلس، والحكومة بنهج السلام العادل والشامل، ودعمه للجهود الاقليمية والدولية لدفع المليشيات الحوثية الارهابية على التعاطي الايجابي مع كافة المساعي الحميدة لإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الامم المتحدة، وبما يلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة الدولة وتحقيق الامن والاستقرار.

يذكر أن المجلس والحكومة حرصوا على تقديم كل التسهيلات للمبعوث الاممي من اجل الوفاء بولايته المشمولة بقرارات مجلس الأمن الدولي، وبياناته، وخصوصا القرار 2216 في مسعاه لتحقيق أهداف الأمم المتحدة الرئيسية المتعلقة بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وحذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي من تداعيات اجراءات المليشيات الارهابية الحوثية ضد القطاع الخاص، وانشطة الغرف التجارية، وحرية انتقال الافراد والسلع بين المحافظات، وما يتطلبه ذلك من مواقف دولية صارمة للحد من المعاناة الانسانية التي تسعى هذه المليشيات الى مفاقمتها بدعم من النظام الايراني ومشروعه التخريبي في المنطقة.

إحاطة المبعوث

في منتصف الشهر الفائت أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ تفاؤله بتمديد اتفاق الهدنة وتغيير مسار الصراع، لكنه شدد على ضرورة السعي إلى عملية شاملة تؤدي إلى تسوية سياسية قابلة للاستمرار، كما تحدثت جماعة الحوثي عن إجراء "محادثات إيجابية" في سلطنة عمان.

وفي إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، قال المبعوث الأممي إن محادثات "إيجابية وبناءة" مع قيادة جماعة الحوثي في صنعاء كما أجرى "محادثات مثمرة" خلال الأسابيع الماضية مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، ومع الشركاء الإقليميين والدوليين في الرياض ومسقط.

وقال غروندبرغ إن الوضع العسكري العام في اليمن ما يزال مستقرا، مشيرا إلى عدم حدوث تصعيد كبير أو تغيير في خطوط المواجهة.

وأشاد بمواصلة الأطراف "ضبط النفس على الجانب العسكري بشكل عام"، مشيرا إلى بعض الأنشطة العسكرية المحدودة على الخطوط الأمامية وتحديدا في محافظات مأرب وتعز والضالع والحديدة ولحج، وكذلك على طول منطقة الحدود السعودية اليمنية.

وأضاف غروندبرغ أن النشاط العسكري المقرون بلهجة الخطابات السلبية والتدابير السياسية والاقتصادية التصعيدية، يخلق وضعا يمكن أن يؤدي فيه أي قدر من سوء التقدير إلى إعادة إشعال حلقة من العنف يصعب تداركها، حسب تعبيره.

وفي سياق حديثه عن جهود الوساطة، قال المبعوث الأممي إن نقاشاته مع الأطراف اليمنية ركزت على خيارات ضمان التوصل إلى اتفاق للتهدئة وتدابير منع التدهور الاقتصادي وتخفيف أثر الصراع على المدنيين.

وبعد أكثر من 3 أشهر على انقضاء أجل اتفاق الهدنة، أوضح غروندبرغ أن الفترة الحالية تشهد تكثيفا للنشاط الدبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي لحل الصراع، معربا عن تقديره للجهود المبذولة من السعودية وسلطنة عُمان في هذا الشأن.

وقال غروندبرغ إن "الفترة الحالية تشهد تغييرا محتملا في مسار الصراع اليمني، وإن الحوارات الدائرة تمثل فرصة يجب عدم تضييعها".

المبعوث الأممي شدد  على أن العديد من القضايا المطروحة على الطاولة، خاصة المتعلقة بالسيادة، لا يمكن حلها بشكل دائم إلا من خلال حوار جامع بين اليمنيين.

وأعرب عن تفاؤله إزاء المحادثات المكثفة في الوقت الراهن، لافتا إلى أن عدم وجود اتفاق يتضمن رؤية مشتركة للتحرك قدما، يزيد من خطر التصعيد العسكري والعودة إلى صراع شامل.

وحث غروندبرغ الأطراف على الاستفادة من مساحة الحوار الناجمة عن الهدوء العسكري النسبي، ودعاها إلى العمل بشكل عاجل للتوصل إلى رؤية مشتركة تشمل خطوات عمل ملموسة.

كما أعرب المبعوث الأممي عن أمله في أن يتم البناء على هذه المحادثات لضمان أن يشهد عام 2023 بناء مستقبل أكثر سلما ورخاء للنساء والرجال اليمنيين.

نتائج إيجابية لجهود السلام

للتحرك الدولي والإقليمي من خلال المبعوث الاممي جهود كبيرة يشكر عليها في خلق اجواء تهدئة وحقن الدماء طوال الفترة الماضية، ومحاولة حاليا تمديد الهدنة والاستمرار اطول فترة ممكنة حيث حث المبعوث الأطراف على مواصلة العمل على الهدوء النسبي الذي شهدناه خلال السنوات الثمان الماضية، والتي وفّرت فترة من الراحة كان يتطلع لها الشعب اليمني بشدّة.

يذكر أن توقف فوهات البنادق وصمت اصوات المدفعية كان له  تأثير إيجابي في عدم اتساع نطاق القتال ولاستمرار البنود العاملة في ظل الهدنة فمنذ أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل العام المنصرم، نقلت 97 رحلة تجارية ما يقرب من 50.000 مسافر بين صنعاء وعمان، تم تسيير 46 رحلة منذ انتهاء الهدنة في 2 تشرين أول/أكتوبر 2022. وعلى صعيد اخر، دخلت 81 سفينة وقود ميناء الحديدة، منها 29 سفينة دخلت بعد انتهاء الهدنة.