آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
ملفات وتحقيقات

تحليل سياسي : معين والانتقالي .. ماخلف تراشق الاتهامات !؟

الإثنين - 13 فبراير 2023 - 07:30 ص بتوقيت عدن
تحليل سياسي : معين والانتقالي .. ماخلف تراشق الاتهامات !؟
(عدن الغد)خاص:

رداً على انتقادات.. معين عبد الملك يتجول في عدن.

تقرير سياسي يقف على حالة التوتر المتصاعدة بين حكومة معين والمجلس الانتقالي.

هل انتهى شهر العسل بين الجانبين؟

لماذا تصاعد التوتر الآن عقب سنوات من التوافق؟

ماذا لو انتزع الانتقالي منصب رئاسة الحكومة..و تحكم في المشهد كاملا؟

معين والانتقالي.. ما خلف التراشق بالاتهامات؟!

(عدن الغد) القسم السياسي:

عقب أسابيع من انتقادات حادة وجهتها وسائل اعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي لرئيس وزراء الحكومة د. معين عبدالملك رد الرجل بنزول ميداني نفذه ولأول مرة في التواهي.

ويوم امس الاول زار "عبدالملك" عددا من المرافق الحكومية بمديرية التواهي بعدن بينها مستشفى باصهيب العسكري وعددا من المرافق التابعة لوزارة الدفاع اليمنية.

وجاءت الزيارة عقب وصول الرجل الى محافظة عدن وهي العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية عقب زيارة استمرت اكثر من شهر في العاصمة السعودية الرياض.

وعاد معين عقب حديث اعلامي وسياسي كبير رافق زيارته حول تعديل حكومي مرتقب كان مقررا له ان يحدث.

وقالت مصادر سياسية مقربة من المجلس الانتقالي ان قيادته طرحت أكثر من مرة تعيين رئيس وزراء جديد خلفا لمعين عبدالملك التي ترى قيادة المجلس الانتقالي أنه بات غير قادر على إحداث أي تغيير حقيقي على الأرض.

ورغم تواتر الحديث عن تغيير مرتقب في قيادة الحكومة واقترابه إلا أن معينا فاجأ الجميع بوصول مفاجئ الى مطار عدن وعودة قوية لممارسة نشاطه الحكومي.

وعلى خلاف مكوث سابق في قصر معاشيق عاد "عبدالملك" لممارسة نشاط سياسي واسع في عدن رغم تصاعد انتقادات المجلس الانتقالي له .

> سيرة ذاتية

معيِن عبد الملك سَعِيِد الصَّبْرِي (1976) سياسي يمني، عَيَّنَهُ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الاثنين 15 أكتوبر 2018 رئيساً للوزراء.

من محافظة تعز ويعتبر أصغر رئيس وزراء في تاريخ اليمن وحاصل على دكتوراه في الفلسفة ومحاضر في مناهج التصميم والتخطيط الإقليمي للعمارة ونظريات التصميم. استشاري مع هيئة تنمية وتطوير الجزر اليمنية ما بين عامي 2004 - 2005. أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة ذمار. عمل في المجموعة الاستشارية في القاهرة في مجال التخطيط والعمران. شارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أقيم في صنعاء ومثل الشباب المستقل وانتخب رئيساً لفريق استقلالية الهيئات الوطنية والقضايا الخاصة. وكان له دور كبير في المشاركة في صياغة وثيقة مطالب الثورة التي عممت على كل ساحات الحرية والتغيير كما شارك مع عدد من الأكاديميين اليمنيين في الداخل والخارج في تأليف رؤية الشباب المستقل لليمن عام 2030 كرؤية شاملة نشرت في 2011. عمل عضوا في لجنة التوفيق، ومقرر للجنة صياغة الدستور الجديد الذي تم صياغته بناء على مخرجات الحوار. شارك في مشاورات بييل سويسرا ومشاورات الكويت. تولى منصب وكيل وزارة الإنشاءات ثم وزير للإنشاءات.

> انقضاء شهر العسل

منذ تعيين عبدالملك رئيسا للوزراء في اليمن اتسمت علاقة عبدالملك بالإيجابية مع المجلس الانتقالي ، فور تقلد الرجل منصبه اكد في تصريحات إعلامية ان مهامه اقتصادية بحتة وهي رسالة التطمين التي تلقاها لاحقا المجلس الانتقالي بصدر رحب .

وبدا خلال 4 سنوات ان العلاقة بين الطرفين تتسم بهدوء تام فالرجل لم تكن له أي مواقف سياسية معادية للمجلس الانتقالي والمجلس كذلك.

والتزمت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي خلال هذه السنوات حيادا تاما حيال كافة تحركات الرجل وقراراته فيما بادل الرجل المجلس ذات الموقف الأمر الذي خلق حالة من التواد الإيجابية لم يغيرها الا موقفا مفاجئا للمجلس الانتقالي اتخذه منذ أشهر.

وعلى نحو مفاجئ بدأت قناة المجلس الانتقالي وجميع وسائل اعلامه بشن هجوم كبير ضد معين عبدالملك .

وأفردت قناة عدن المستقلة عددا من الحلقات التي اتهمت رئاسة الحكومة بالفشل في حين كرس مغردون محسوبون على المجلس الانتقالي هجوما عنيفا ضد معين وادارته .

وعلى الجانب الآخر ظلت إدارة معين ملتزمة الصمت مؤثرة على ما يبدو تجنب حالة الصدام مع المجلس الانتقالي في الوقت الحالي .

وعارض المجلس عقب أيام قليلة قرارا اتخذه رئيس الوزراء وقضى برفع قيمة الدولار الجمركي .

وقال المجلس الانتقالي يومها :"  ان اللجنة الاقتصادية تجدد التأكيد على موقفها الذي سبق وإن أعلنته برفض تلك القرارات كون الوضع المعيشي للمواطنين لا يتحمل اضافة اعباء جديدة، إضافةً إلى أن تلك القرارات قد راعت زيادة إيرادات موازنة الدولة دون اتخاذ أية إجراءات لتقليص نفقاتها.

ولاحقا وبعد صدور قرار المحكمة الإدارية بتعليق العمل بقرار رفع التعرفة الجمركية رحب المجلس الانتقالي بها.

عقدت اللجنة العليا للشؤون القانونية في المجلس الانتقالي الجنوبي اجتماعها الدوري، اليوم الخميس، بالعاصمة عدن، برئاسة الدكتور سعد محمد سعد رئيس اللجنة، كرّس لمناقشة قرار المحكمة الادارية في العاصمة عدن القاضي بإيقاف العمل بقرار رئيس الوزراء رقم (3) لسنة 2023 بشأن رفع قيمة الدولار الجمركي وتأثير ذلك سلباً على حياة ومعيشة المواطن الجنوبي".

وفيما اشادت اللجنة بقرار المحكمة الإدارية بوقف ذلك القرار، رأت في الوقت ذاته ضرورة ان يتبع قرار المحكمة إجراءات قضائية لتنفيذه على الواقع من خلال إلزام الجهات المنفذة لقرار رئيس الوزراء الذي تم إيقاف العمل به بالامتثال لقرار المحكمة حتى الفصل في الدعوى، وألا يترك أمر هذا التنفيذ لرئيس الوزراء.

وشدد الاجتماع على ان دعوى إلغاء القرار الإداري رقم (3) كغيرها من دعاوى الإلغاء ينبغي ألا يتوقف الفصل فيها على حضور الطرف الذي أصدر القرار كونها ليست دعوى موجهة لشخصية وإنما ضد القرار المخالف للقانون، ولكي لا يكون تعنت المدعى عليه (رئيس الوزراء) سبباً في المماطلة وإطالة أمد التقاضي.

> لماذا الآن ؟

ويثير الخلاف المتصاعد بين المجلس الانتقالي ورئاسة الوزراء تساؤلات عديدة فلا شيء ذا قيمة تغير في العلاقة التي تجمع بين الطرفين.

ويرجح مراقبون ان استمرار حالة الفشل الاقتصادية وتردي الأوضاع وتوقف صرف المرتبات لقطاع واسع من القوات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي ربما تكون واحدة من الأسباب التي دفعت المجلس الى اتخاذ عدد من الخطوات المناوئة لحكومة معين. ويقول المجلس الانتقالي عبر عدد من قياداته ان الحكومة باتت غارقة بالفساد .

وفي وقت سابق هدد المجلس الانتقالي الجنوبي بالعودة مجددا الى اعلان الادارة الذاتية في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرته، الذي سبق وأن تراجع عنه سابقاً بموجب وساطة سعودية بين المجلس المدعوم إماراتياً والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ضمن ما عُرف باتفاق الرياض.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ناصر الخبجي في مقابلة متلفزة  قبل اسابيع، أن العودة الى الإدارة الذاتية وبشكل أوسع في جميع مدن الجنوب والشرق، خيار مطروح بقوة لدى الانتقالي في حال استمرت الحكومة بممارسة العبث والفساد والمماطلة في استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

واتهم القيادي في المجلس الانتقالي، رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك بالوقوف" حجر عثرة أمام الكثير من الاصلاحات الاقتصادية والخدمية، والاستئثار بإدارة الصناديق المالية ومنها صندوق استيعاب تعهدات المانحين.

وعقب اكثر من أسبوع على هذه التصريحات غادر الخبجي الى خارج عدن حيث لم يعد اليها حتى اليوم وسط حديث عن ضغوطات تعرض لها المجلس لاحقا على خلفية هذه التصريحات .

> علاقة شائكة

خضعت العلاقة بين المجلس الانتقالي وحكومة معين عبدالملك لمتغيرات الحالة السياسية الراهنة في البلاد ، جاء معين رئيسا للوزراء خلفا لرجل قوي هو د. احمد عبيد بن دغر الذي خاض صراعا مريرا مع قيادة المجلس الانتقالي لسنوات انتهت لاحقا الى اقالته.

ورغم حالة المداهنة التي ابدتها حكومة معين والتهدئة التي أعلنتها في مواجهة الأطراف السياسية الأخرى الا ان حالة الترد الاقتصادية وانهيار العملة وتردي الخدمات وتوقف صرف الرواتب بدت عوامل ضاغطة على المجلس الانتقالي خصوصا وان ذات المطالب كانت الرافعة التي اتكأ عليها المجلس الانتقالي خلال سنوات صراعه السياسي مع بن دغر .

ويرى مراقبون سياسيون ان حالة التدهور المعيشية التي تتعاظم في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي تدفعه وبقوة الى اتخاذ إجراءات مناوئة ضد الحكومة بهدف احداث حالة من التغيير على ارض الواقع والتي من شأنها تغيير الأوضاع إيجابيا وبما يمكن من مواجهة ضغوط سياسية تمضي بشكل متوازٍ مع الضغوط الاقتصادية أيضا .

> صدام مرتقب

لا يبدو ان العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة د. معين عبدالملك في طريقها الى التهدئة فالمؤشرات على الأرض ومع اقتراب انجاز تسوية سياسية أخرى على الأرض بين الحوثيين والمجلس ربما تنذر بتصاعد حالة التوتر .

مؤخرا جدد المجلس الانتقالي اكثر من مرة وفي اكثر من موقف ضرورة ان تكون أي تسوية سياسية شاملة للصراع في اليمن حافظة لوجود فريق حوار سياسي خاص بالمجلس يمثله في مفاوضات الحل النهائي .

ويعني ذلك انه ووفق هذه المطالب فإن الحوثيين سيحاورون اكثر من طرف سياسي وهو الامر المتوقع لجماعة الحوثيين رفضه جملة وتفصيلا .

ويرى مراقبون ان إجراءات تسوية سياسية تسبقها هدنة إنسانية في اليمن يمكن لها ان تفاقم حالة التوتر  بين حكومة معين والأطراف الأخرى حيث تنص بنود الهدنة الإنسانية على التزام الحكومة الشرعية بصرف مرتبات العسكريين والامنيين والمدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين وفق سجلات 2014 .

ويأتي ذلك في ظل انقطاع مرتبات قوات المجلس الانتقالي للشهر الثامن على التوالي الأمر الذي من شأنه ان يعمق مشاكل المجلس الانتقالي الداخلية خصوصا في حال ما تم الصرف لمناطق سيطرة الحوثيين وظلت قوات المجلس دونما أي مرتبات .

وبحسب المراقبين فإن ترمومتر التوتر تدفع به التجاذبات السياسية الحالية والصراع الدولي بين كافة الأطراف مع اقتراب اليمن من الدخول الى مرحلة نهائية لوقف الحرب الامر الذي سيدفع جميع الأطراف للتنافس بهدف انتزاع ما يمكن انتزاعه من مكاسب سياسية على الأرض .

ويبدو ان المجلس الانتقالي يسعى جاهدا لأجل انتزاع منصب رئاسة الوزراء في أي تغيير وزاري محتمل ويجهز في ذلك احمد حامد لملس الذي تحدثت دوائر إعلامية داخل المجلس انه الأكثر حظا في تولي منصب بهذا الأهمية .

وفي حال انتزاع المجلس لهذه الحقيبة فإنه سيكون قادرا على لجم زمام الأمور في المرحلة اللاحقة التي ستشهد توافقا مع الحوثيين الامر الذي سيعطي المجلس افضلية اتخاذ القرار السياسي .