آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:16ص
أدب وثقافة

قلمٌ حر

الإثنين - 20 فبراير 2023 - 02:40 م بتوقيت عدن
قلمٌ حر
كتب/ ديّان محسن الغزالي:

لا تحدثوني بعد اليوم عن وطنٍ

            به نزاراً، عاش القهر وارتحلا

 

بينما عاد نزار إلى وطنه متاملاً أن يحتضنه هذا الوطن، ويرحّب به الجميع بعد كلّ ذلك النضال والعطاء الذي قدّمه

ولكن للأسف!

عاد نزار إلى الغربة مرّة أخرى كما جاء، حاملاً معه خيبة أمل كبيره

نزار صاحب القلم الحر وكلمة الحق دائماً

لماذا يعيش نزار وأمثاله غرباء في أوطانهم، وهم الذين تنبض قلوبهم حباً لهذا الوطن؟

وكانّي أراه راحلاً من وطنه مكسوراً ولسان حاله يقول:

هذي البلادُ لنا  لكنّنا غُرَبا

لماذا لا يحْتَضن قياداتنا وأصحاب السلطة والحكم ومن بيدهم زمام الامور نزار وأمثاله؟

لماذا لا يستطيع الشرفاء العيش في أوطانهم؟

لماذا يُجْبرون على الرحيل إلى الغربة بعيداً 

فنزار وأمثاله وهبوا أنفسهم وحياتهم واوقاتهم للنضال والكفاح في سبيل الوطن والرقي به وايصاله إلى بر الأمان 

فعملاق كنزار كان ليس من الصعب عليه أن يحقّق ربحاً كبيراً وحياة مليئة بالغنى والنعيم

كان بإمكانه أن يذهب إلى أي جهة أخرى، إلى أي حزب أو كيان وسَتُدفع له ملايين الدولارات بتغريدة واحدة خارج السرب 

ولكن حاشاه 

فحب الوطن يجري في دمه، والكرامة والحريّة سبيله 

إعلامي عاهد الله ثمّ الوطن ودماء الشهداء الّا يميل أو ينحني وان يظل مخلصاً إلى الأبد 

رغم الصعاب والكفاح وضنك العيش

رغم المغريات إلّا أن نزار أبى أن يكون إلّا مخلصاً وعظيما

مثل نزار كان يستحق وزيراً والله 

وليس إعلامي في قناة وحسب 

ولكنه حرم من أبسط حقوقه

 

نزار؛ 

حبيب البسطاء وزارع الفرحة في قلوبهم

وكانّي به بعد صلاة كلّ فجر وابتسامته تشرق وكأنها الشمس ليطيّب بها خواطر الكادحين 

تجده جالساً في أي بوفية بسيطة وبيده كاس من الشاي، ويبدأ محادثة من أمامه بكل رزانة وهدوء 

وكانّه الجبل في شموخه

وما أن يمكث قليلاً إلّا والكل ملتمّاً حوله

يسلّم على الصغير والكبير ويزرع الخير في كل بقعةٍ يحل فيها

لله درك كم انت عظيم فقيدنا البطل 

 

والآن 

وبعد رحيل نزار

إلا تشعرون بالخجل 

إلا تشعرون بالذنب

إلى كل تلك الأقلام المأجورة التي تشوّه الحقيقة وتمدح الفاسدين 

الويل لكم جميعاً

تبّاً للإعلام إذا لم يكن الناطق بالحقيقة 

إلى كل القادة الفاسدين الذين لم يقدّموا للوطن شيئاً سوى الخراب

إلى كل من اباحوا القتل والاقتتال لأجل الثروة والمال باسم الوطن، لأصحاب الفلل والعقارات والتجّار باسم الوطن ودماء الشهداء

اللعنة عليكم

والله لحذاء ونعل نزار المتّسخ اشرف واغلى منكم جميعا

 

اتسائل دائماً!

لماذا لم ارى كثيراً من القصائد والمقالات ترثي نزاراً

رغم أنه اولى وأحق أن نكتب فيه المقالات ويرثى بآلاف القصائد والكلمات 

ولتعلموا جميعاً أن نزار وأمثاله ليسوا بحاجةٍ إلى مقال منكم لنرثيهم به أو شعراً تكتبونه فيهم 

فلقد خلّدوا أنفسهم في قلب التاريخ، ببصماتهم وطيب قلوبهم وتواضعهم وسيرهم العطرة التي تركوها ورائهم 

كان نزار قريب إلى قلوب العامة يحبه الجميع ويدعوا له الصالحين 

اين الإعلاميين واصحاب الأقلام الحرة في وطننا؟

للاسف

معظمهم إن لم يكن جميعهم 

اقلام مأجورة وبثمن بخس ومنافقين أطلقوا على أنفسهم إعلاميين وهم ليسوا سوى مطبّلين ومتملّقين ولا يقربوا للإعلام بصله

مع احترامي للقلّة القليلة الذين ربطوا الحجارة على بطونهم من الإعلاميين الشرفاء وأصحاب الكلمة والأقلام الحرة..

ولأن نزار كادر حقيقي وإعلامي لا يقول وينقل سوى الحقيقة 

لا يحب التزييف والتطبيل وتزوير الحقائق

لا يمدح القيادات بما ليس فيهم 

لهذا تجد نزار وأمثاله يغادروننا سريعاً ويرحلون غرباء من هذه الديار

ولم يكتب فيهم ويرثيهم سوى القليل من الشرفاء والمخلصين

 

عجباً !

كيف يبيع النّاس حرّيات أقلامهم ويسخرونها في المدح والتطبيل؟

كيف يباع الوهم في اوطاننا؟

وكيف يشوّه اولئك صورة الإعلام بشكل قبيح؟

 

عذراً نزار عن كل خيبة أمل أصبت بها

وعن كل ألم في الغربة عشته وتكبّدت مرارته

 

وداعاً نزار

فلقد علمتنا كيف يعيش الإنسان شجاعاً مخلصاً وصاحب مبدى

لروحك الرحمة ولمناقبك الخلود اخي الفقيد الإعلامي وصاحب القلم الحر نزار الماس.