خاطرة شعرية كتبها: أحمد مهدي سالم
في لحظةٍ يذوبُ الإنسان..
تنصهرُ الصلابة الشامخة
في أقلَّ من دقيقة،
على صدي ناي حزين ،
وتحلقُ أسرابُ الغربان والبوم في جوِّهِ،
وتترددُ مع إيلام وَجعِهِ،
آهاتٌ الأنين.
كلُّ البناءِ المسلح المفاخر،
مع فارعات الطول الشامخ..
ناطحات الهواء والسحاب..
تنهار بسرعة الصوت ،
وكلُّ جميلٍ فيها يموت،
ويضيع شقى السنين
مع مغادرة فلذات الأكباد،
ورحيل الآباء والأجداد
في موكب مغادر.. في رحلات سندباد،
إلى حيث النوم الأبدي المستكين.
وأنت قاعدٌ تتفرج،
والحزن داخلك يترجرج،
لا تستطيعُ..أنت مكتوفُ اليدين
عيناك غائرتان في محجريهما..
تغوصان في أبعاد الصورة..
تتفاعلان مع ضجَّةِ الجمع الحاشد، وفرحة إطلالة طفلٍ تحت الأنقاض..
بجهود وتضحيات رجال الإنقاذ،
وحراسة عيون الله،
ودعاء الوالدين،
أيه ياتركيا.. ياقبلة الزائرين،
و حادي قوافل المسافرين،
ورعشةِ الأمل المجنح على ضفاف شواطئ المحبين..
صبرًا على البلاء وأنتِ رهان الأقوياء،
وموعدكِ حتمًا سينبتُ
سنابل وزنابق وياسمين.