في فجرِ يومٍ قائظٍ وأنا مضدجعٌ على سريرٍ كـالحجرِ في صلابتهِ في غُرفةٍ عاريةٍ تُشبهُ احساسي بالوحدةِ والعزلةِ أذن الفجر!
نهضتُ في فزعٍ كمن قرصتهُ عقربةٌ سوداء في مؤخرته
: يا إلهي أنا لم أشرب الماء! لماذا الوقت يجري هكذا سرعته كـسرعةِ امرأةٍ تهربُ من غول، اللعنةُ على خيالي العائم دائمًا ما أقعُ بسببه!
رأيتُ الماء بجانبي صافٍ عذبٍ يغشاهُ البرود والثلجُ الجميل، هنا معركةُ الصبرِ تبدأ، اللعنةُ على حظِّ العليل.
قمتُ للصلاةِ فهي خيرٌ من النوم، جلستُ على السريرِ وما أن لأمس وجهي السريرُ حتَّى صفعني النومُ لأجد نفسي في بحرٍ جميلٍ عذب اعومهُ بمرحٍ كـطفلٍ صغير اشرب منه فإذ هو ماءٌ أجاجٌ لأصحو فإذ هي التاسعةُ فجرًا، دفنتُ رأسي في الغطاءِ المتسخِ بعرقِ الصيف اللزج عسى النومُ يأتيني ولكن، جفَّ النومُ من عيناي كما هو الحالُ في الحلق.
مرَّ الوقتُ كـحلزونٍ شبهُ نائمٍ يخطو ببطئ، حَوطَني الجفافُ فأصبح داخلي صحراى قاحلة جافة كأن لم يأتيها ماء قط، يا إلهي انقدني إنني اضمر، حاولتُ أن اُشتِتَ فكري لِغير الماء فإذ بالماءِ يغزو كلَّ شيء، يا إلهي إنني اتلف!
انتظر؛ أنا لن أموت إذا لم يمسس حلقي ماءٌ لِمغيبِ الشمس، اللهُ يمتحِنُني في هذا لذا وجِبَ الصبر، لا مشكلة فما بقَ لي عن مغيبِ الشمسِ سوى عشرُ سويعاتٍ يُجاورها القِيلُ من الدقائق!