يا أرضُ عُدينةَ يا أُسطُورَةَ اليمنِ
يا سَطوَةَ اللهِ يا تَعوِيذَةَ البَلَدِ
أَيقُونَةُ العِلم مُنذُ النَّفخَةِ الأُولَى
حَتَّی تَشِيخَ رُؤَی الأَحزَانِ فِي كَبِدِي
أمُّ اليمانِيينِ، مَأوَى المبدِعينَ هُنَا،
مَهوَی الحَيَارَى، وحِضنٌ دَافِئٌ وَنَدِي
مَدِينَةُ العِلمُ، "سِيمْفُونِيَّةٌ" صَعدَتْ
ودَهشَةٌ سَوفَ نَحيَاهَا إِلی الأَبَدِ
يا "بَابَ موسَىَ" يا أَفيُونَ ذَاكرَتي
مَا لِلمَدِينِةِ ألغَازٌ بِلا عَدَدِ؟
مَا بالُهَا الآنَ تَشدُو مِلْءَ حَنجَرَتِي؟
ومَا بِهِ الوَقتُ لَم يَنقُصْ ولَم يَزِدِ؟
قناديل العِلمُ تذوِي فِي شوارعها
ومِثلَها الأَرضُ في التَّارِيخِ لَم تَلِدِ
سلطانُ شَيخٌ وَقُورٌ كُلَّمَا وَجِلَت
حَنَا عَلَيها حُنُوَّ الأبُ لِلوَلدِ
يا شيخُ سلطان إِنِّي جِئتُك وعَلَى
وَجهِي الحَنِينُ، ومِثلِي كُلُّ مُفتَقِدِ
ولِي مِنَ الشِّعرِ مَا يَكفِي لِيُنطقني
وبِي مِنَ الشَّوقِ مَا يَكفِي لِرَفعِ يَدِي
وَقَفتُ أَبحَثُ فِي "العروسِ" عَن "تَعزٍ"
وأَسأَلُ الحوبانِ: هَل فِي الستين مِن أحَدِ؟
فَيا "دِمنةَ خَدِير" بَلوِرِي لُغَتِي
وعَانِقِينِي عِنَاقَ الرُّوحِ لِلجَسَد
ويَا "معافر الخير" ضُمِّينِي إِلَيكِ فَمَا
بَقَى مِنَ العَيشِ إِلَّا الدِّفءُ، فَاتَّقِدِي
هَذِي المَدِينَةُ عَطشَى، مَن يُعِيدُ لَهَا
سَحَابَةَ الأَمسِ؟، وَلَّتْ ثُمَّ لَم تَعُدِ
بِالأَمسِ كَانَت تُغَازِلُنا كعَاشِقَةٍ
وتَعزِفُ الحُلمَ أَلحَاناً بِلَا عُقَدِ
فكَيفَ كُنَّا نُحَيِّي ضيفُنا بَدَلَاً
مِنَ السُّؤالِ عَنِ الضبابِ، وعَن حبشي!
وكَيفَ كُنَّا نلعبُ فِي شَوارِعِهَا
بِغَيرِ خَوفٍ، ونَمضِي دونَما فقدي!
وحُلمها كَانَ فخراً لا حُدُودَ لَهُ
مِنَ "الخوخةِ" إلى بَوابَةِ "العَنَدِ"!
لَكِنَّنَا اليَومَ نَمضِي صَوبَ عَودَتِهَا
غَداً نَقُولُ لَهَا: أَهلَاً ، وبَعدَ غَدِ
ولدكم/ جواد محمد ناجي النابهي