من أرض (بَرَكاني) شعّ النور مؤتلقا
نورٌ من الله يجلو الروح إذ برقا
بكفِّ شيخٍ بذاك المشعل انطفأت
به غياهبُ جهلٍ، وامتطى الأفقا
من بلدة العلمِ جاءَ وأيُّ معجزةٍ…!
فالأخرس الأبكم الأميُّ قد نطقا
كم ظلَّ يروي جنان العرف مكرمةً
ليشرب الناس من نهر السخا غدقا
فصارت الأرض في مرآه مشرقةً
به لمن تاهَ أو من ضيع الطرقا
وفي حروفي حياءٌ حين أمدحه
بها لأن الندى من وحيه عبقا
وإنِّما الشعرُ تقريبٌ فمعذرةً
يا شيخُ سلطانُ هذا الحرف قد صدقا
تحيا وتمضي بنا في كل ذاكرةٍ
ذكراك تنشر من أندائها ومقا
أودعتَ فينا هوىً للبذل أفضله
بذل العطاء الذي من حبك احترقا
كذلك النحو والميراث في ألقٍ
وصرت في حضرة الأعراب معتنقا
وإنك القدوة المثلى تسير بنا
إلى المعالي عزيزاً شامخا أَلِقا
كم صِلتَ كم جِلتَ في الميدان معتنقاً
وباليراع الذي من كفك امتشقا
حبٌ وتقوىً وإخلاصٌ وتضحيةٌ
وهمَّةٌ لو أردت الصخر لانفلقا