تقرير/أحمد جمعان
في مركز الأمومة والطفولة في مدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى جنوبي اليمن، تلقى الطفل "سعيد جمعان محمد" (5شهور) جرعة اللقاح الروتيني "الروتا" المخصصة للأطفال في سن أربعة شهور، وبمجرد مغادرته المركز ارتفعت حرارة الطفل وصار يشتكي من ألم في موقع الحقنة، والد الطفل الذي رافقه خلال زيارته للمركز الطبي في المدينة لم يقلق كثيرا رغم ذلك.
وقال "جمعان" أنه كان سيكون أكثر قلقا بسبب تلك المضاعفات التي ظهرت على ولده بعد تلقيحه في المركز، لولا أن العامليين الصحيين في نبهوه حيالها مسبقا وأنها قد تظهر لاحقا، مضيفا:" أخبروني الا اقلق بسبب ذلك وأنها ستزول فيما بعد، وقمنا بإعطاء الطفل شراب خافض للحرارة ومسكن للألم بحسب ما قيل لنا"، وفي اليوم التالي في نفس التوقيت الذي تلقى الطفل فيه اللقاح اختفت المضاعفات الصحية.
وتنتشر على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن شائعات مغلوطة تهول من شأن المضاعفات الجانبية الناتجة عن اللقاحات على الأطفال، وتحرض الاهالي لأجل منع تحصين أطفالهم، وهو ما قد يشكل تهديد لحياة ملايين الأطفال بالإصابة بأمراض فتاكة تقضي على حياتهم وتسبب لهم اعاقات دائمة، في حال لقيت تلك الاشاعات آذان صاغية لها.
المضاعفات تحدث بشكل اعتيادي
لا تشكل المضاعفات الجانبية الناتجة عن اللقاحات الروتينية للأطفال في اليمن أي خطر على حياة هؤلاء الاطفال أو صحتهم في المستقبل، وعادة ما تسجل مراكز التحصين اعراض خفيفة نتيجة تلقي اللقاحات دون ان تتفاقم صحتهم.
وقال "باسم بديهن" وهو طبيب واخصائي أطفال في سقطرى أن الأعراض الجانبية من التحصين الروتيني تحدث لمعظم الأطفال الملقحين، وهو أمر طبيعي نتيجة تفاعل اللقاح مع جسم الطفل، وذلك لا يشكل أي مخاوف انية أو مستقبلية على صحته، بل يحميه من الأمراض التي قد تصيبه نتيجة عدم تحصينه منها وانتظامه في أخذ الجرعات.
وأشار الى أن الأعراض التي قد تحدث للطفل بعد اخذ اللقاحات الروتينية تتمثل في الحمى وألم يشعر به الطفل في موضع الحقنة وتورم واحمرار ونادرا ما تظهر اعراض مثل القيء والاسهالات .
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" في موقعها الرسمي، أن اللقاحات مأمونة جداً، والاحتمال بأن يتضرر الطفل جراء الأمراض التي يمكن منعها باللقاحات هو أكبر بكثير من أن يتضرر بفعل اللقاحات.
وأكدت المنظمة الدولية أن جميع اللقاحات تخضع لاختبارات مشددة للتأكد من أنها مأمونة، بما في ذلك تجارب سريرية، وذلك قبل الموافقة على استخدامها من قبل الجمهور.
معالجات بسيطة للمضاعفات
اما والدة الطفل "علي عبد الواسع" (9 شهور) فقد تدخلت لمواجهة اعراض اللقاح الرويتني، المتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة و الطرش الذي حصل لطفلها نتيجة تلقيه جرعتي لقاح الحصبة والحصبة الألمانية ولقاح الشلل التنشيطي، بتقديم رعاية مستمرة للطفل وخفض حرارته بالطريقة التقليدية بواسطة منشفة بعد تبليلها بالماء، وذلك للتقليل من استخدام المسكنات، وزالت تلك الأعراض تدريجيا في غضون يوما واحد.
وفي 20 مارس الماضي، كشفت وزارة الصحة العامة والسكان في عدن أن الفرق الصحية المشاركة في الحملة الاحترازية ضد شلل الاطفال والتي نفذتها الوزارة، في 12 محافظة تقع تحت سيطرتها، أنها حصنت 1 مليون و224 الفاً و153 طفلاً وطفلة، من عمر 12 شهراً وحتى 59 شهراً، و226 الفاً و325 طفلاً وطفلة ما دون العام الواحد، بنسبة تغطية وصلت إلى 95 بالمائة، وزارت فرق الوزارة خلال أيام الحملة 1 مليون و470 الفاً و5 منازل بنسبة تغطية وصلت إلى 99 بالمائة
وتنقذ اللقاحات حياة من اثنين إلى ثلاثة ملايين شخص كل عام ، وتساعد اللقاحات جهاز المناعة الموجود في الجسم على مكافحة الالتهابات بفاعلية أكبر بحسب منظمة "يونيسيف" .
انتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن