آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
ملفات وتحقيقات

تقرير: كيف اختلطت المشاعر عقب إطلاق سراح اللواء فيصل رجب؟

الإثنين - 01 مايو 2023 - 06:19 م بتوقيت عدن
تقرير: كيف اختلطت المشاعر عقب إطلاق سراح اللواء فيصل رجب؟
((عدن الغد))خاص.

تقرير يسلط الضوء على تفاصيل واقعة إطلاق سراح اللواء فيصل رجب

ما دور الوساطة القبلية والوجاهات في واقعة إطلاق سراح اللواء رجب؟

كيف ظهر القيادي العسكري اللواء فيصل رجب بعد أن أفرج عنه؟

هل نجحت الوساطة القبلية في ما عجزت عنه المفاوضات الدبلوماسية؟

أبين تنتصر لابنها

هل نجحت الوساطة القبلية في ما عجزت عنه المفاوضات الدبلوماسية؟

تقرير/ عبداللاه سُميح وماجد الكحلي:

طغت مشاعر الفرح بتحرير اللواء فيصل رجب، لدى الشارع اليمني، وعلى الرغم من حالة الجدل المُثارة، حول زيارة الوفد القبلي إلى صنعاء، بعد أن تم استثناؤه من صفقة تبادل الأسرى، التي جرت منتصف الشهر الجاري، بين الحكومة والحوثيين، والتي أفرج بموجبها عن وزير الدفاع الأسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق، ونحو 1000 أسير ومختطف من الجانبين.

الإعلان عن إطلاق اللواء رجب

ظهر القيادي العسكري في القوات اليمنية المسلحة، اللواء فيصل رجب، متماسكًا كعادته، لا يكاد يخفي ابتسامته المتحفّزة لملامسة الحرية التي تُنهي معاناته الممتدة لأكثر من ثماني سنوات، قضاها في معتقلات خصومه الحوثيين، بعد أن أفرج عنه أمس الأول السبت، بـ"وساطة" قبلية ومجتمعية، لعدد من وجاهات محافظة أبين، جنوب البلاد الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، التي أجرت زيارة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين مؤخرًا، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب، حيث أعلن رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى، صباح أمس الاحد في مؤتمر صحفي الإفراج عن القائد العسكري البارز التابع للحكومة الشرعية اللواء فيصل رجب، المعتقل لدى الميليشيا الانقلابية منذ العام 2015.

وأمس الأول السبت، أبلغ رئيس حكومة الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور، وفد وساطة قبلية من ابين بأنه سيتم الافراج عن اللواء فيصل رجب المعتقل لدى الميليشيا يوم الاحد (أمس) خلال مؤتمر صحفي.

وكان وفد قبلي ينتمي إلى محافظات أبين وشبوة والبيضاء قد وصل إلى صنعاء

الاسبوع الماضي في مسعى لإطلاق سراح القائد العسكري اللواء فيصل رجب.

وتسلمت قبائل ابين اللواء فيصل رجب عقب الافراج عنه. وسلم وفد من حكومة

الحوثيين في صنعاء رجب لوفد القبائل بميدان السبعين في صنعاء.

واطلق سراح اللواء فيصل رجب في صنعاء أمس الاحد عقب 8 سنوات من الاسر بيد ميلشيا الحوثي.

واخلي سبيل رجب خلال احتفال أقيم في ساحة ميدان السبعين.

وقال الشيخ الخضر مسعود الزامكي لصحيفة (عدن الغد) ان جهود وفد قبائل ابين تكللت بالنجاح، مشيرا الى ان الوفد تسلم رجب في ميدان السبعين بصنعاء.

وأشار الزامكي الى ان رجب تم تسليمه برفقة مسدس وسلاح آلي (فرخ) كانا بعهدته حينما تعرض للأسر في مارس 2015.

وقال الزامكي ان الوفد انطلق من صنعاء في طريقه الى ابين وتوقف في ذمار في ضيافة مشايخ واعيان ذمار قبل ان يواصل طريقه لاحقا صوب محافظة ابين.

وعُرف اللواء فيصل محمد رجب، قائدا عسكريا خالصا حتى شغاف قلبه، وبات واحدًا من أبرز القيادات اليمنية التي خبرت المعارك ضد الحوثيين في صعدة وعمران، على مدى قرابة عقدين من الزمان، وهو ما خلق له عداوة تراكمت بأبعاد مختلفة لدى الحوثيين، مقابل رصيد شعبي متصاعد في الجانب الآخر.

اتجاه إجباري

نشأ اللواء رجب، المولود عام 1954 في بلدة "المخزن" غرب مديرية خنفر، في محافظة أبين جنوب البلاد، في كنف "السلطة الفضلية" التي كانت تعدّ جزءا من "محمية عدن البريطانية"، متلقيًا تعليمه الأوليّ في خنفر، قبل أن ينهي مرحلة الإعدادية في مركز المحافظة زنجبار.

وفي ظل المتغيرات الجديدة التي أفرزها رحيل الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن عام 1967، والحالة المعيشية الصعبة التي واجهتها أسرته، وجد رجب نفسه منخرطا في السلك العسكري في أواخر الستينيات، مع اقتراب تأسيس جيش نظامي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) المستقلة حديثا، متدرجًا في الرتب العسكرية إلى حين حصوله في عام 1980، على تأهيل في العلوم العسكرية بأكاديمية "فرونزا" في الاتحاد السوفييتي آنذاك، لمدة 5 أعوام.

وعقب عودته المظفّرة بالتحصيل العلمي من موسكو، عُيّن النقيب فيصل رجب أركان اللواء 14 مشاة، بمكيراس، وظلّ بانضباطه يحصد الرتب، حتى أصبح لاحقًا قائدا للواء 30 بالمهرة، قبيل انفجار الأوضاع الدامية في عدن، في شهر يناير/كانون الثاني من العام 1986، بين شركاء السلطة.

ورغم عدم اشتراكه بشكل مباشر في الأحداث المؤسفة التي شهدتها عدن، إلا أنه فضّل قطع مسافة طويلة مشيًا على الأقدام برفقة عدد من زملائه العسكريين في أبين ضمن ما بات يعرف بـ"الزمرة"، نحو محافظة البيضاء التابعة للجمهورية العربية اليمنية، هربًا من تبعات النزاع المسلّح، مستهلًا مشواره العسكري الجديد متنقلًا بين المهام والمناطق إلى حين استقراره في صنعاء.

كفّة الانتصارات

ويصف البعض اللواء فيصل رجب بـ"شوكة الميزان العسكري" نسبة إلى مآلات الحروب والمعارك، وانتصار الأطراف العسكرية التي يقف إلى صفها في الغالب، بدءًا من حرب صيف العام 1994 بين جنوب اليمن وشماله، التي شارك فيها إلى جانب قوات الرئيس الراحل صالح، قائدًا للواء السادس مشاة من الفرقة الأولى مدرع، مرورًا بحروب الدولة الـ6 ضد الحوثيين في صعدة 2004 - 2010،وحربه ضد تنظيم القاعدة الذي أعلن محافظة أبين إمارة إسلامية بين عامي

2011 - 2012، وصولًا إلى مشاركته بشكل فاعل في إخماد تمرد قوات الأمن الخاص في عدن عام 2015.

ولا يزال الكثير من اليمنيين يتذكرون بسالة اللواء رجب إلى جانب اللواء محمود الصبيحي، في قيادة هجوم متناسق من محورين نحو مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، في شهر سبتمبر/أيلول عام 2011، تكلل بكسر الحصار الذي كانت تفرضه عناصر تنظيم القاعدة على مقر اللواء 25 ميكانيكي، لفترة تجاوزت 3 أشهر متواصلة، في وقت كانت تواجه فيه المؤسسة العسكرية في البلاد انقسامًا حادًّا إثر الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس صالح.

وأصدر الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي في شهر أغسطس/آب عام 2012، قرارات جمهورية ضمن مساعيه لتفكيك مراكز القوى العسكرية المتشكّلة شمالًا ومحاولة استعادة السيطرة على الأوضاع المتدهورة جنوبًا، ليصبح اللواء 119 مشاة بقيادة رجب، ضمن قوات المنطقة العسكرية الجنوبية بمحور أبين، ليبقى محافظًا على انتصاره.

وفي خضم حالة الاضطراب السياسي الذي شهده اليمن عقب استيلاء الحوثيين على السلطة في 2014، ثم تمكّن رئيس البلاد من الفرار نحو عدن مطلع 2015، وصلت قوات من اللواء 119 مشاة التي يقودها اللواء فيصل إلى عدن، وتمكنت مع القوات العسكرية والشعبية الأخرى من وأد شرارة التمرد الأمني الذي أعلنه قائد القوات الخاصة في عدن، العميد عبدالحافظ السقاف، ووقف مخطط تفجير الأوضاع من داخل عدن، تزامنًا مع اقتراب الحوثيين وقوات الراحل صالح من الأطراف الشمالية للمدينة.

وأثناء توجهه نحو محافظة لحج، للحاق ببقية القيادات العسكرية التي كانت تبذل جهودًا كبيرة في محاولة لملمة الصفوف وترتيبها، لتشكيل خط مواجهة للقوات العسكرية الزاحفة نحو قاعدة العند العسكرية، في لحج، وقع موكب اللواء رجب في كمين نصبه له خصومه قرب مدينة الحوطة، في أواخر شهر مارس/آذار من العام 2015، ليتم أسره مع وزير الدفاع الأسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي، ورئيس الاستخبارات في عدن، لحج وأبين، اللواء ناصر منصور هادي، في يوم واحد.

ورفض الحوثيون خلال صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، إطلاق سراح اللواء فيصل رجب، رغم الإفراج عن وزير الدفاع الأسبق وشقيق الرئيس هادي، وعدد من أبناء وأقارب القيادات السياسية والعسكرية اليمنية، ليؤكد ذلك رغبتهم في الثأر منه، وهو ما يتجلى من خلال محاولة استغلال قضيته بشكل دعائي، يوحي بتفاعلهم واستجابتهم مع الدعوات القبلية والأعراف المحلية، في وقت تضع فيه الحرب أوزارها.