أحس بالإعياء والحاجة للجلوس حتى يستعيد أنفاسه التي أخذت تتقلص شيئا فشيئا ومسح قطرات العرق المتصبب من كل جزء في جسده المرتعش من قشعريرة البرد الذي أصابه في اليوم الحار وهو يحاول الالتفات يمنة ويسرة عله يجد من يسوقه إلى بيته لكن قواه لم تسعفه.
اسودت الصور امام عينيه المحاطة بهالة من السواد المترهل بالتجاعيد التي ترسم ما مضى من عمره وأخذت تعترية رعشة وتسارعت نبضات قلبه وانقطت أنفاسه وبدأ كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة لم يشعر أحد بحالته فالمكان مزدحم بالمارة والباعة والمشترين وبدت لحظة الانهيار وشيكة وهو يحاول جمع قواه والصراخ ظنا منه ان صوته مسموع لكنه سقط على أحد جوانب الطريق المؤدي إلى بيته .اجتمع الناس وهم يهرعون نحوه وارتفعت أصواتهم.
رجل مغشيا عليه من يعرفه
ومن خلف الأجساد التي اصطفت حوله انطلق صوت.
افسحوا من حوله حتى يستطيع أن يتنفس
وصوت امرأة عجوز مرتعش.
لا تقفوا متفرجين اسعفوه إلى أقرب مشفى
تقدم أحد الواقفين نحو الجسد الممتد يتحسسه انه ما زال حي
اقترب أحد المتلصصين يمد يده خلسة نحو جيوبه عله يجد مالا يغتنمه خفية من الحضور فإذا بيده تقع على وريقة مكتوب عليها .
نوبة هبوط سكر..جرعة من عصير تنقذني
حاول أن يتخلص من القصاصة التي وجدها في أحد جيوب الرجل المغشي عليه حتى لا يتهم بمحاولة السرقة
وقف الشاب الذي تحسس الجسد الملقى على الارض يعلن للجميع .
لقد اعترته جلطة
انبرى صوت جهوري من بعيد.
هل انت طيبة حتى تقرر حالته
يرد الشاب.
لا ولكن يبدو من الأعراض الظاهرة عليه
يتدخل اللص في الحديث علها نوبة هبوط اسقوه كوبا من العصير.
ينطلق صوت ناعم.
لا تسقوه شيئا قد تتفاقم حالته
يتقدم اللص نحو الجسد يفتش جيوبه مرة أخرى على مرأى من الجميع ويظهر الورقة التي وجدها ويقرأها أمام الواقفين
إنها نوبة سكر
يحاول بعض الحاضرين ان يجرعوه العصير
وبعد حالة السكون الذي خاضه جسده المستلقي على الارض بدأت بعض أطرافه تعتريها رعشة لكن عيناه مازالت مطبقتان وعاودت أنفاسه تسمع بوضوح وكأنه يريد أن يستأثر بالاكسجين لوحده ويخوض ما
فاته منه عاود نبضه ينتظم لكنه ما زال ملقى على الارض في حالة من السكون .
اخذ بعض من اجتمع حوله ينصرف تاركين أمر ملاحظته للبعض
رويدا رويدا يفتح جفنيه يقلب عينيه يرفعهما الا أعلى ينظر ويحذق بالواقفين الملتفين حوله يحاول الكلام مازالت قدرته على الكلام مقيدة بنقص السكر الذي كاد أن يودي بحياته يحاول الواقفون مساعدته.
اتحتاج لشيء
بصمت يحاول الوقوف ينفض التراب عن جسده وما علق بملابسه ويغادر المكان دون ان ينطق بكلمة
والحاضرون في حاله من الذهول من تصرفه حتى توارى جسده وأخذوا بالانصراف وترك المكان حتى بأن حاليا كأن شيء لم يحدث.