آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
ملفات وتحقيقات

تقرير: عهد جديد للانتقالي

الثلاثاء - 09 مايو 2023 - 04:51 م بتوقيت عدن
تقرير: عهد جديد للانتقالي
((عدن الغد))خاص.

تقرير يرصد مخرجات البيان الختامي الصادر عن الحوار الوطني الجنوبي وأبرز ردود الأفعال..

أهم نتائج اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي:

إقرار كلمة اللواء الزبيدي والتقرير العام والميثاق الوطني وأسس وضوابط التفاوض السياسي وثائق رئيسية

حث كافة القوى والمكونات الجنوبية التي لم تشارك على اللحاق بركب الموقعين على الميثاق الوطني

دعم خطاب إعلامي متزن يعزز وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي

دعوة الدول العربية والمجتمع الدولي إلى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في استعادة دولته المستقلة

ردود الأفعال:

المصعبي: سيدرك العالم الآن أن ما قبل (التشاور الجنوبي) ليس كما بعده

السقاف: هذه مرحلة الشراكة الوطنية الحقيقية

النسي: خطوة صحيحة في طريق استعادة الدولة

رصد / ماجد الكحلي:

لعل اقتراب معالم التسوية السياسية للصراع في اليمن هو ما دفع الانتقالي إلى الانفتاح على المكونات الجنوبية الأخرى، وهو ما من شأنه توحيد الجبهة الداخلية في الجنوب، ومحاولة استقطاب حتى المكونات الرافضة للانخراط في مشروع الانتقالي السياسي المتعلق بمستقبل الجنوب.

وبعيدًا عن الخوض في نوايا الانتقالي في إقامة اللقاء التشاوري، فإن المجلس الانتقالي لديه غايات عديدة من دعوته لهذا الحوار، لعل أبرزها إظهاره أمام المجتمعين الإقليمي والدولي بموقف المتحكم والمسيطر على كافة مجريات الأمور في الجنوب، بالإضافة إلى سعي الانتقالي إلى غايات أخرى.

من بين تلك الغايات، أن ينسب له فضل توحيد كيانات الجنوب المتشظية، وهذه الغايات كلها يمكن أن يتم الفوز بها عبر آلية مؤتمر الحوار أو اللقاء التشاوري الذي أقامه الانتقالي ودعا إليه مؤخرًا، وما يجعل من إمكانية أن يكون هذا التحليل ممكنًا هو تأخر الانتقالي في الإقدام على هذه الخطوة الحضارية إلا بعد تلقيه ضغوطات خارجية عديدة ومكثفة، ولم يُقدم عليها قبل ذلك.

مخرجات اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي

أسدل الستار على اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بدأت أعماله الخميس واختتمت أمس بالتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي، واحتضنته العاصمة التاريخية عدن، تحت شعار (من أجل جنوب جديد يجسد تطلعات شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة) أصدر المشاركون فيه من المكونات والقوى السياسية والحزبية والمجتمعية الجنوبية بيانا في نهاية المشاورات، أكد سعي  المشاركين إلى "تعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية وتعميم لغة الحوار الرصين الهادف، بإدراك كبير من الجميع بمدى ما تمثّله هذه اللحظة التاريخية الفارقة من أهمية كبيرة في ظل التوجهات الإقليمية والدولية لمعالجة الأزمة الراهنة".

وبين البيان أن "جميع المشاركين بلغ عددهم (330) من المكونات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات ومراكز الدراسات ومشايخ الدين والأمراء والسلاطين والمشايخ والمقادمة والمناصب ورجال القضاء والقانون والأكاديميين والمثقفين والمبدعين والمرأة والشباب شّكلوا- جميعا- خلية عمل وطني لإنجاز المهام خلال أيام اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي برعاية اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي- رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي- نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ودعوته إلى فتح نوافذ الحوار مع كل الوطن الجنوبي من منطلق قناعته الأكيدة في أن اللقاء التشاوري سوف يضع اللبنات الأولى لمشروع وطني يفضي إلى استعادة دولة الجنوب".

وأكد البيان أن "الجنوب بكل أبنائه ولكل أبنائه وبما يعزز وحدة الصف والرغبة الأكيدة في شراكة وطنية تحقق طموحات وامنيات شعبنا بعد تجربة مريرة تجرعها شعبنا الجنوبي منذ حرب صيف 1994".

وأشار البيان إلى "أن المشاركين كانوا في اللقاء عند مستوى المسؤولية الوطنية التي ألقيت على عاتقهم في اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي، إذ ارتفع الجميع إلى ذرى عالية وارتقى إلى مراتب سامية وهم يسعون إلى مواجهة تعقيدات الوضع الراهن وتحديات المستقبل ليقف الجميع أمام أربع وثائق هي: مشروع أسس ومبادئ الميثاق الوطني، ومشروع اتجاهات الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، ومشروع أسس وضوابط التفاوض السياسي القادم، ومشروع اتجاهات أسس بناء الدّولة الجنوبية الفيدرالية القادمة".

وأوضح البيان أن المشاركين "شكلوا لجانا متخصصة منبثقة من اللقاء عملت على استيعاب جميع الرؤى والأفكار والمقترحات والملاحظات وصياغتها في مسودات المشاريع، وإعادة طرحها وإقرارها من جميع المشاركين في اللقاء التشاوري، الذي تردّدت أصداؤه في كل بقاع الدنيا ونالت متابعة واهتمام كل أبناء شعبنا الجنوبي".

وأكد البيان أنه "وبعد نقاشات مستفيضة ومداولات عديدة في أروقة اللجان المشكلة للصياغات وكل المشاركين خرج اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي بالنتائج كان أهمها: إقرار كلمة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي- نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي كوثيقة رئيسية من وثائق اللقاء، وإقرار التقرير العام المقدّم من فريق الحوار الجنوبي كوثيقة من وثائق اللقاء، وإقرار وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي من قبل المشاركين الموقعين عليه، وإقرار وثيقة أسس وضوابط التفاوض السياسي، وإقرار وثيقة الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، وإقرار وثيقة أسس وبناء الدّولة الجنوبية الفيدرالية".

كما أكد البيان أن "اللقاء حث كافة القوى والمكونات الجنوبية التي لم تشارك على أن تلتحق بركب الموقعين على وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي بوصفها تمثّل وثيقة الإجماع الوطني".

وشدد المشاركون على "تعميق وتعميم لغة الحوار في المجتمع كأسلوب أمثل لتقريب وجهات النظر وحل اية تباينات قد تحدث".

ودعا المشاركون "كل الشرائح في المجتمع الجنوبي إلى نبذ ظاهرة الثأر والاقتتال القبلي والظواهر الدخيلة على المجتمع الجنوبي، ويوصي بتشكيل لجنة وطنية للقيام بهذه المهمة الوطنية الإنسانية السامية".

وأكد اللقاء على "دعم خطاب اعلامي حصيف ومتزن يعزز وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي".

وحيا المشاركون "قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة ويوصي اللقاء بتعزيز قدراتها بوصفها صمام امان ودرع حامي للوطن والذود عن حياضه".

وأوصى المشاركون "باستمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح ومتابعة تنفيذ مخرجات اللقاء التشاوري، وبضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري والثقافي لكل من محافظتي المهرة وسقطرى واعتبار اللغة المهرية والسقطرية لغة جنوبية اصيلة".

وأكد المشاركون على "ضرورة تحقيق الشراكة الوطنية في القرار السياسي ومرافق ومؤسسات الدّولة الجنوبية الفيدرالية وفق معايير السكان والمساحة والمقدرات الاقتصادية".

ودعا المشاركون "الدول العربية الشقيقة والمجتمع الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة".

ردود الأفعال على البيان الختامي

توالت ردود الأفعال على البيان الختامي للقاء التشاوري الوطني الجنوبي، وكانت معظمها مباركة بهذا الحدث الكبير للجنوبيين الذي سعى ويسعى إليه كل من في قلبه ذرة خير لهذه البلاد في ظل التسويات الإقليمية التي ظهرت مؤخرا في الأفق.

المصعبي: عرس جنوبي بامتياز

وقع المهندس علي المصعبي، أمين عام حزب جبهة التحرير، على الميثاق الوطني الجنوبي مع المجلس الانتقالي، وبعد التوقيع، تحدث المهندس علي المصعبي بهذه المناسبة، معتبراً الحدث مرحلة جديدة وفريدة من الشراكة الجنوبية الحقيقية بين أبناء الجنوب لتوحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الجنوبية.

وأضاف المصعبي في تصريحه بالقول: "يوم عظيم انتظرناه باسم آبائنا وأسلافنا وأجدادنا، وكأني وأنا استحضر هذا اليوم أعود بالتاريخ إلى الخلف، إلى الستينات، إلى الخطوة التي كان يفترض أن تتم في بدايات استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني، بعد هذا السجل الحافل بالشتات وبالمعاناة والشقاق".

وتابع قائلاً: "نستشعر هذه اللحظة بأنها عرس جنوبي بامتياز، ولربما كنا في حزب جبهة التحرير الأكثر استشعاراً بذلك، كون الجميع قد التقى في محطات معينة من تاريخ صراعاتهم وعودتهم إلى توافقهم.. وبقيت جبهة التحرير مقصية طيلة الفترة الماضية، وخارج إطار الصف الجنوبي حتى إلى قبل 12 عاماً عند انخراطنا في الحراك الجنوبي السلمي، ومن بعدها بفضل الله تعالى وُفِّقنا بأن نضع بصمات لجبهة التحرير في ظل إمكانات أشبه بالصفرية".

واختتم أمين عام حزب جبهة التحرير المهندس علي المصعبي تصريحه بالقول: "العالم الآن يراقب، وسيدرك قريباً أن ما قبل 4 مايو (التشاور الجنوبي) ليس كما بعده".

السقاف: مرحلة الشراكة الوطنية الحقيقية

وفي تصريح لعبدالرؤوف زين السقاف- رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، قال إن الميثاق الوطني الجنوبي سيؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الوطنية الحقيقية وتوحيد صفوف أبناء الجنوب وتعزيز مبدأ التلاحم الوطني الجنوبي، وسيكون السد المنيع لمواجهة كل الأخطار والعراقيل التي تقف أمام تحقيق طموحات وتطلعات أبناء الجنوب في رسم مستقبلهم وملامح دولتهم الجنوبية الفيدرالية المنشودة.

وأوضح السقاف أن الإجماع الجنوبي على الميثاق الوطني لم يشهده تاريخ الجنوب طيلة المراحل التي مر بها، مؤكداً أن المجلس الأعلى للحراك الثوري كان سباقاً في تلبية النداء الوطني الجنوبي للحوار الذي دعا إليه اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك "لمعرفتنا وإيماننا بما لهذه الخطوة من أهمية في رسم عهد جديد من الشراكة الوطنية الحقيقية".

النسي: خطوة في طريق استعادة الدولة

قال المحلل العسكري العميد خالد النسي ان التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي خطوة صحيحة في طريق استعادة الدولة.

واضاف النسي: التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي في العاصمة عدن هو خطوة صحيحة وقوية في طريق استعادة الدولة الجنوبية.

وتابع: الجنوبيون اليوم على أرضهم قوة سياسية وعسكرية لا يستطيع أحد تجاوزها.

واردف: نتمنى مزيدا من التلاحم الجنوبي لأنه السبيل الوحيد للانتصار لتضحيات الشهداء ومعاناة الجرحى واستعادة الدولة والهوية والثروة الجنوبية التي نهبت في ١٩٩٤.

قيادي بالانتقالي: الباب مفتوح للالتحاق بالحوار الجنوبي

قال القيادي في المجلس الانتقالي لطفي شطارة ان الباب مفتوح امام الجميع للالتحاق بالحوار الجنوبي.

واضاف شطارة: وحدة الصف الجنوبي .. قيادة واحدة اوصلت الجنوب إلى هذه اللحظة التاريخية، وحدت الكلمة والهدف والتوقيع على ميثاق شرف، ورسمت ملامح الدولة الجنوبية الفيدرالية المنشودة.

وتابع: من لم يلتحق اليوم بهذا الحوار الوطني الجنوبي، سيلتحق غدا، والباب مفتوح والايادي ممدودة، فالجنوب يسعنا جميعاً.

وزير سابق بالشرعية يعلق

وعلق وزير سابق في الحكومة الشرعية على ختام جلسات الحوار الوطني الجنوبي الذي أُقيم في العاصمة المؤقتة عدن برعاية المجلس الانتقالي.

وقال وزير حقوق الإنسان الأسبق د. محمد عسكر في تدوينة له على موقع تويتر: "لحظة ميلاد لآمال شعب بالحرية والكرامة والسلام، وقيم الأخوة والمحبة والتعايش المشترك، بعيداً عن الصراعات والحروب والهيمنة، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، الحوار الوطني الجنوبي".

وتزامنت تدوينة عسكر مع صدور البيان الختامي للحوار الوطني الجنوبي الذي استمر لمدة خمسة أيام متتالية في فندق كورال بمديرية خورمكسر.

ويبدو أن الجنوبيين في طريقهم إلى التوحد بعد التشظي لسنوات طويلة، وربما توحدهم هذا يجعل العالم أجمع ينظر إلى قضيتهم العادلة (القضية الجنوبية) من منظور آخر.