آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:16ص
ملفات وتحقيقات

تقرير: كيف تحرك السياسيون والقياديون في الشمال بعد الترتيبات السياسية الجديدة في الجنوب؟

الأحد - 14 مايو 2023 - 08:39 ص بتوقيت عدن
تقرير: كيف تحرك السياسيون والقياديون في الشمال بعد الترتيبات السياسية الجديدة في الجنوب؟
(عدن الغد)خاص:

قراءة في التحركات السياسية شمالاً بعد الترتيبات السياسية الجديدة جنوباً..

لمن يرسل القيادي الحوثي أبو علي الحاكم رسائله؟

لماذا أثارت تصريحات الشيخ القبلي حميد الأحمر جدلاً واسعاً؟

ما وراء زيارة السفير السعودي آل جابر إلى العاصمة عدن؟

ما موقف صنعاء من الترتيبات السياسية الأخيرة في عدن؟

بعد الترتيبات السياسية الجديدة جنوباً.. هل نشهد حرباً أخرى ضد الجنوب؟

الترتيبات الجنوبية.. هل توحد الشمال؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

ماتزال ردود الأفعال تتوالى حول الترتيبات السياسية الأخيرة في جنوب البلاد التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي، تزامن ذلك مع مناورة عسكرية كبيرة قام بها الحوثيون في المنطقة العسكرية الرابعة المتاخمة لحدود المحافظات الجنوبية لحج وعدن.

وفي وقت سابق اطلق القائد العسكري التابع لمليشيا الحوثي أبو علي الحاكم تصريحات وتهديدات ضمنية حين قال: الوضع ما يزال مفتوحا على كل الاحتمالات.

ومن جهة أخرى أثارت تعليقات على التطورات الأخيرة في عدن من قبل القيادي الإصلاحي والشيخ القبلي حميد الأحمر على حسابه بتويتر، جدلا واسعا، حين ذكر الرئيس وأعضاء المجلس الرئاسي بالتزاماتهم تجاه الدستور والحفاظ على الوحدة اليمنية ووحدة الشعب.

> رسائل سياسية متبادلة!

عقب المستجدات الأخيرة في عدن، زار السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر العاصمة المؤقتة عدن، بعد غياب طويل نسبيا، وقام خلال الفترة السابقة بزيارة العاصمة اليمنية صنعاء بمعية وفد من سلطنة عمان.

وحسب ما ورد في وسائل الإعلام- حينها- فإن السفير آل جابر ناقش مع القيادات الحوثية هدنة طويلة، ومقترحا لإنهاء الحرب في اليمن.

في الزيارة إلى عدن هذه المرة تجاهل آل جابر الترتيبات السياسية الجديدة في العاصمة عدن، واكتفى بالإشارة إلى أن زيارته تأتي في سياق دعم المملكة المستمر لجهود المجلس الرئاسي، وفي لقائه مع الرئيس ورئيس الحكومة اعلن آل جابر عن 14 مشروعا تنمويا يعتزم البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الاعمار تنفيذها في غضون الأيام المقبلة.

محللون سياسيون يرون أن ما يدور من ترتيبات جديدة في عدن، ما هي إلا رسائل متبادلة بين أطراف رئيسية في التحالف، تم الرد عليها في حضرموت، بالإعلان عن تسليم منفذ الوديعة ومطار الريان.

ووفق مراقبين، تتعدد هذه الرسائل المتبادلة ما بين سياسية وتنموية بين شركاء الحرب ضد الحوثي، وتسهم هذه التباينات في جعل المشهد السياسي يراوح في مكانه، في الوقت الذي يرجح متابعين تعثر التفاهمات الأخيرة التي رعتها سلطنة عمان بين السعودية والحوثيين.

> هل هناك معركة محتملة؟

ترتيبات الانتقالي الأخيرة في هيكلة المجلس، تم تصعيد 3 قادة عسكريين نوابا للواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (المحرمي والبحسني وبن بريك)، أبرزهم القائد العام لقوات العمالقة الجنوبية وعضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرمي، وكذلك اللواء فرج البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي الذي يملك نفوذا عسكريا على قيادة "النخبة الحضرمية" في محافظة حضرموت.

يعتقد البعض أن الانتقالي بهذه التشكيلة الجديدة، شكل ما يشبه "مجلس حكم" لإدارة جنوب البلاد أو "مجلس حرب"، لمواجهة أسوأ الاحتمالات.

منذ 8 سنوات من الحرب يبدو أن الحرب قد رتبت واقعا جديدا في شمال البلاد، إذ بات الحوثيون سلطة أمر واقع، وبالمقابل يسعى الانتقالي لترتيب أمر واقع في جنوب البلاد عبر ترتيباته الأخيرة.

يرى البعض أن هناك ما يشبه "التباري" لمن يمثل الشمال والجنوب مع اقتراب ماراثون التسوية السياسية في البلاد من نهايته، وأن موضوع عودة الحرب كما بدأت أول مرة لا وجود له إلا في وسائل الإعلام المؤيدة لهذا أو ذاك، كون الحرب انتهت عمليا وانتقلت من الجبهات العسكرية إلى جبهات أخرى سياسية ودبلوماسية، إذ تبحث الأطراف من وراء هذه الجبهات الجديدة عن المكاسب السياسية عبر   تفعيل واستثمار ورقة التفاوض السياسي.

> موقف صنعاء من ترتيبات الجنوب

يقول نصر الدين عامر رئيس وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين لقناة الإعلامي العراقي في يوتيوب حسام الهمادي إنهم لن يسمحوا بأي انتقاص للسيادة اليمنية، وحمل ما سماه بـ"العدوان" وأدواته مسؤولية ما يحدث من مشاكل في المناطق الخاضعة له، وأن عليه القيام بحلها.

وقال عامر: "لسنا أعداء للجنوبيين، وإن هذه الأصوات ضد الوحدة اليمنية لا تمثل كل الجنوب".

وفي تعليق له قال القيادي في الإصلاح والشيخ القبلي حميد الأحمر عن التطورات الأخيرة في عدن في تغريدة له على تويتر: إن قرار نقل السلطة من الرئيس المنتخب إلى مجلس القيادة الرئاسي نص على عدد من المبررات والضوابط والمرجعيات وفي مقدمتها أهمية حماية الوحدة ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية.

وأضاف الأحمر: كما نص إعلان نقل السلطة على إزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا، والالتزام بوحدة اليمن وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والحفاظ على وحدة الشعب.

ورد المحلل العسكري خالد النسي على تغريدة الشيخ الأحمر بقوله: يا شيخ حميد الوحدة قضى عليها الحوثي في صنعاء وأنتم تركتموها وجئتم تبحثون عنها في عدن.

وأشار النسي إلى أن الهدف من تشكيل المجلس الرئاسي هو توحيد الجهود لمواجهة الحوثيين.

> انكشاف وسقوط النخبة

وفي نفس السياق علق الصحفي سيف الحاضري رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) بقوله: "‏لا مبرر لصمت النخبة السياسية تجاه المخاطر التي تهدد وجود الجمهورية اليمنية، وتشرعن لمخططات التمزيق والمليشيات".

وأشار الحاضري إلى أنه "لا مبرر لصمت هذه النخبة تجاه ترك المفاوضات السعودية ومليشيات إيران لرسم مستقبل وشكل الدولة اليمنية".

كما أنه "لا مبرر لصمت النخبة السياسية تجاه تخلي الحكومة عن مسؤوليتها تجاه الجيش وجبهات القتال وقطع مخصصات الجرحى".

وواصل الحاضري في تدوينته: "لا مبرر لصمت هذه النخبة تجاه الفساد الفاضح للحكومة وبيع القطاعات النفطية والتنازل عن الحق السيادي للدولة في الاتصالات لصالح شركات أجنبية".

وزاد الحاضري: "لا مبرر لصمت هذه النخبة تجاه معاناة النازحين، وانهيار العملة وفضائح الودائع المالية، مشيرا إلى  أن هذه النخبة انكشفت على حقيقتها، وسقطت أقنعة الوطنية، حين تخلت عن هذا الوطن مقابل فتات الفتات من المرتبات المخزية والمخجلة".

خلاصة القول: لا أحد بإمكانه أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأوضاع في اليمن، إلا أن فريقا من المتابعين يذهب إلى أن  واحدة من المخاوف في حال انسحاب السعودية من اليمن هو نوايا وطموحات حوثية، لربما مع ناقمين آخرين بالعودة إلى المحافظات الجنوبية، والعمل على تكرار حرب صيف 94م والاجتياح الأخير أواخر مارس 2015.