آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
ملفات وتحقيقات

تقرير: هل تغير المزاج الدولي مع الترتيبات السياسية التي تجري في الجنوب؟

الأربعاء - 17 مايو 2023 - 05:37 ص بتوقيت عدن
تقرير: هل تغير المزاج الدولي مع الترتيبات السياسية التي تجري في الجنوب؟
(عدن الغد)خاص:

تقرير يسلط الضوء على تغير المزاج الدولي مع الترتيبات السياسية التي تجري في الجنوب..

هل تخلى المجتمع الدولي عن الوحدة اليمنية؟

كيف فهمت تصريحات السفير البريطاني لدى اليمن؟

ما التطورات الخطيرة التي تحدث عنها الوزير السابق (القربي)؟

هل يذهب المجتمع الدولي للموافقة على الترتيبات الأخيرة في الجنوب؟

هل انفصال جنوب البلاد عن شمالها بات ممكنا؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

يتصاعد هذه الأيام خطاب التقسيم والتشطير في جنوب البلاد، يقابله العديد من المخاوف والهواجس من أطراف وقوى سياسية محسوبة على شمال البلاد، من أن مصيرا ما في الكواليس الدولية ينتظر جنوب البلاد.

هذه المخاوف عبر عنها الدبلوماسي السابق والقيادي المؤتمري الدكتور أبوبكر القربي في تغريدة له في حسابه "تويتر"، من أن تصريحات لسفراء ومبعوثي بعض الدول الغربية مؤخرا، قد توحي بتخليهم عن مبدأ الحفاظ على الوحدة اليمنية، الذي تؤكده القرارات الدولية ذات الصلة باليمن، ونصت عليه المبادرة الخليجية.

ويرى السفير البريطاني ريتشارد أوينهايم لصحيفة الشرق الأوسط أن بلاده مستعدة للعب دور في مجلس الأمن الدولي لدعم التوصل إلى عملية سياسية شاملة في اليمن.

وكشف "أوينهايم" أن هناك خطوات يمكن القيام بها، أبرزها رفع العقوبات التي نصت عليها القرارات الدولية، إضافة إلى إبرام اتفاق اقتصادي بين أطراف الصراع يتم بموجبه تقاسم الموارد، إلى جانب معالجة القضايا السياسية طويلة الأمد، مثل مستقبل الجنوب كجزء من أي تسوية سياسية قادمة.

> تطورات خطيرة

حذر الدكتور أبوبكر القربي الدبلوماسي والوزير السابق من أن تطورات دولية خطيرة قد تهدد الحل السلمي في اليمن، وأن هناك تخليا عن الوحدة اليمنية من قبل الدول الراعية للحل في اليمن.

وقال "القربي" في تغريدة له على تويتر "إن تصريحات سفراء ومبعوثي بعض الدول راعية الحل في اليمن، مع الخوف من جلسة مرتقبة لمجلس الأمن، تتبنى ذات التوجه؛ توحي بتخليهم عن أهم مبدأ تؤكده قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وهو الحفاظ على وحدة اليمن".

وتساءل "القربي": هل سيليه التخلي عن سيادته على أراضيه، بعد تخلي الدول الراعية للحل عن الوحدة اليمنية؟!

ولفت "القربي" إلى أن التحركات الأخيرة للمبعوثين والسفراء الغربيين، تشير إلى تطورات- سماها- بـ(الخطرة) تهدد الحل السلمي وتصعد من الصراع في اليمن.

وفي نفس السياق أكد السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم في مقابلة له مع صحيفة الشرق الأوسط، أنه لإنجاح لأي تسوية سياسية في اليمن دون معالجة القضايا السياسية طويلة الأمد، مثل مستقبل الجنوب كجزء من أي تسوية سياسية قادمة.

وقال السفير البريطاني "أوينهايم" إن بلاده مستعدة للعب دور في مجلس الأمن الدولي لدعم التوصل إلى عملية سياسية شاملة في اليمن.

وكشف "أوينهايم" عن الدور الذي يمكن أن تلعبه بلاده للتوصل إلى عملية سياسية شاملة في اليمن، مشيرا إلى أن هناك خطوات يمكن القيام بها أبرزها: الموافقة على رفع العقوبات الدولية، وصفقة ناجحة تحتوي على اتفاق اقتصادي يفضي إلى تقاسم- ما وصفها- بالموارد المبعثرة، إضافة إلى حل معالجة مستقبل الجنوب كجزء من أي تسوية سياسية مقبلة.

> هل تحظى الترتيبات السياسية جنوبا على موافقة دولية؟

قد يجد هذا المزاج الدولي إذا ما تغير بحسب مخاوف الوزير الأسبق أبوبكر القربي قبولا وترحيبا لدى آخرين.

يقول الصحفي عوض كشميم في تغريدة له على تويتر: "باتت الأمور بشكل جلي أن هناك رغبة إقليمية ودولية لقيام دولة في الجنوب، وهي من مصلحة المنطقة والإقليم أن تكون دولة قوية في الجنوب، وستشكل عاملا حيويا يساعد على استعادة صنعاء من انقلاب الحوثي".

ويستدل "كشميم" لتأييد قوله هذا، بعضو مجلس النواب والقيادي المؤتمري عن محافظة الحديدة اليمنية الساحلية الدكتور عصام شريم حين قال: "علينا أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال، نحن في الشمال من أخلينا بالشراكة بعد الوحدة".

يضيف "شريم": "الآن هناك مشروع يتشكل في الجنوب وهناك موافقة إقليمية وربما انفصال قادم!".

في المقابل هناك من يحذر من أي تغير في المزاج الدولي تجاه مثل هكذا حل، كون هذا الحل سيؤسس لحروب لا نهائية لها في اليمن، ولن يتوقف تقسيم وتشطير البلاد عند حدود معينة، بل قد يطال هذا التقسيم حتى المناطق الشرقية من البلاد التي تشمل حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.

وإن كان البعض يرى أن الواقع السياسي الانقلابي في صنعاء، يجعل من العودة إلى صنعاء وهي تحت النظام الكهنوتي السلالي مستحيلا، كون وحدة البلاد كانت بين النظام الجمهوري في الجنوب وفي الشمال، إلا أن هناك بالمقابل من يخالف هذا الرأي، ويفسر كل الذي يحدث في جنوب البلاد من ترتيبات سياسية يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي، ما هي إلا ردود أفعال لكل الذي يحصل من تعنت لدى الحوثيين تجاه العراقيل والاشتراطات التي يضعونها أمام التسوية السياسية النهائية في البلاد.

ووفق هذا الرأي إن ما يحصل في جنوب البلاد، ليس كما يذهب إليه البعض بل مجرد ممارسة المزيد من الضغوطات على الحوثيين من أجل الوصول إلى تفاهمات تفضي إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد.

> آمال.. وتحديات

يرى مراقبون أنه منذ أن وطئت أقدام مليشيا الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر 2014م، والمخاطر تحدق على وحدة البلاد من أكثر من جهة.

وما ضاعف من هذه المخاطر هو غياب المشروع الذي يملك قدرة حقيقية لإفشال هذا المشروع، ويعمل على استعادة العاصمة صنعاء من براثن الانقلاب الحوثي- يقول آخرون.

ومع حلول الذكرى الـ34 لتحقيق الوحدة اليمنية، تتصاعد العديد من الأصوات التي تطالب بـ "استعادة الدولة" في جنوب البلاد، في ظل فقدان الأمل أن تعود البلاد إلى يمن واحد تحت الصيغة السياسية الحالية التي يتصدرها الحوثي شمالا. فما مدى إمكانية أن يستعيد الجنوبيون دولتهم في هكذا ظروف؟

يقول الكاتب السياسي اللبناني خيرالله خيرالله في مقال له: الأكيد أن من حق الجنوبيين استعادة دولتهم، والأكيد أن الظروف في اليمن يمكن أن تساعدهم في ذلك، لكن السؤال يبرز هنا: أي دولة يريدون استعادتها؟ وما الضمانات التي تحول دون تكرار تجارب الانقلاب على قحطان الشعبي وعلى "سالمين" وعلى علي ناصر؟! وما الضمانات لعدم تكرار التخلص من رجل مثل محمد صالح مطيع وآخرين غيره؟

يشير "خيرالله" إلى تحديات تقف أمام هذه المطالب، ولعل أبرز هذه التحديات يأتي على شكل سؤال: هل نضج الجنوبيون الذين وقعوا في مرحلة معينة تحت سيطرة متطرفين من كل نوع، استباحوا بلدهم، وكانوا جزءا من المأساة التي اسمها "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية!".

ويقدم السفير السابق مصطفى النعمان نصيحته إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارهم الشريك الأقوى في مجلس الحكم الحالي، أن يسعوا بصدق وإخلاص لتثبيت أوضاع البلد كلها، والسعي لوقف الحروب الدائرة، وتلك خطوة يجب أن يعوا أنها سابقة لأي مطالب أخرى.

ويضيف "النعمان": "إن المطلوب من قيادة الانتقالي هو التوقف عن لعب الأدوار التي سماها بـ "المزدوجة" التي تزيد من غموض المستقبل، وإدراك أن كل الإجراءات المنفردة لا يمكن أن تصبح أمرا واقعا مقبولا ومستداما من دون مفاوضات ومن دون قبول وطني وإقليمي ودولي صريح".

تأتي هذه المخاوف بعد التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعا علنا إلى انفصال جنوب البلاد عن شمالها، وسط شكوك وتساؤلات العديد من المراقبين والمتابعين عن هذه الخطوة وتوقيتها ودلالتها.

هذه الخطوة التي أثارت حفيظة السفير البريطاني ريتشارد أوينهايم التي عبر عنها صراحة بأن توقيت النقاش حول المسألة الجنوبية يجب أن لا تقوض عملية السلام، كما أنها طرحها في هذا التوقيت يجب أن لا تهدد وحدة مجلس القيادة الرئاسي من أجل إنجاح عملية السلام في اليمن.