أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، اليوم السبت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فيصل بن فرحان، عن سعادته للقاء وزير الخارجية السعودي.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمير عبد اللهيان قال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي: سعيد لأننا تمكنا من اللقاء في طهران بعد ما يقرب من 100 يوم من الاتفاق، يسعدني أن أستضيف السيد بن فرحان. خلال هذه الفترة تمكنا من الاستعداد لإعادة فتح الممثليات السياسية في عاصمتي البلدين، وخلال هذه الفترة يجري اختيار سفيري البلدين.
وأضاف: أود أن أعبر عن شكري لإعادة فتح السفارة والممثليات الإيرانية، كما نشكر زملائي على دعمهم في هذا الصدد. كما قمنا بتوفير التسهيلات والأرضية للمواطنين السعوديين للزيارة والسياحة.
وتابع، سيتم تشكيل لجنة تعاون مشترك في مختلف المجالات. تستمر المحادثات حول التعاون الاقتصادي المستدام والاستثمار. كما أجرينا مباحثات حول النقل والسياحة.
وأضاف، كما تم إجراء مباحثات بشأن الأمن الإقليمي ونعلن مرة أخرى أن الأمن الإقليمي سيتوفر فقط من قبل الدول الإقليمية وأن الأمن ليس فقط في المجال العسكري، وجميع المجالات الاقتصادية مهمة أيضا في الأمن.
وأضاف: لقد تحدثنا عن دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ونتفق على أن القضية الفلسطينية قضية مشتركة. ناقشنا أيضا الأوضاع في السودان.
وتابع، نحن نصر على حقوق الشعب الفلسطيني ونؤمن أيضا بضرورة وقف الحرب في السودان على الفور.
وقال وزير الخارجية الإيراني: استمرارا لاجتماعاتنا، سنحت لنا الفرصة اليوم لمناقشة أبعاد العلاقات بين إيران والسعودية. نتفق على أهمية تشكيل لجنة اقتصادية وسياسية وحدودية، وسنمضي في هذا المسار بعد موافقة كبار المسؤولين في البلدين على اتفاقيات اليوم.
وأضاف، كما ركزت مباحثاتنا على التعاون الاقتصادي والتجاري، بما في ذلك التحرك في القطاع الخاص في إيران والسعودية. نتفق على تعزيز التعاون في مجالات السياحة والعلوم والتكنولوجيا.
وقال أمير عبد اللهيان: لقد انتهزنا الفرصة للحديث عن أمن المنطقة من خلال التعاون متعدد الأطراف. وأؤكد أن الأمن الإقليمي أمر أساسي للجميع وضرورة لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا في منطقتنا المشتركة. لم تعتبر إيران أبدا الأمن ذا طابع عسكري، بل الأمن مفهوم شامل يشمل القضايا الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
بدوره قال فيصل بن فرحان، سعيد بوجودي في طهران وزيارتي هذه لاستكمال الاتفاق الموقع بين البلدين، وأود أن أشكر الخارجية الإيرانية على تسهيل افتتاح السفارة السعودية.
وأضاف، ان العلاقات الطبيعية بين البلدين هي الأصل، كلنا أمل أن تنعكس عودة العلاقات بين البلدين ايجاباً على المنطقة والعالم الإسلامي.
وأشار بن فرحان إلى أهمية التعاون بين البلدين في الأمن الإقليمي ولاسيما في الأمن البحري وخلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
وأضاف فيصل بن فرحان: اتطلع للقاء الرئيس إبراهيم رئيسي لنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين وتسليمه دعوة لزيارة السعودية. ورحب فيصل بن فرحان بالحجاج الإيرانيين في أداء فريضة الحج.
ووجه وزير الخارجية السعودي، الشكر والتقدير للخارجية والحكومة الإيرانية للتسهيلات المقدمة لعودة البعثات السعودية، وقال، علاقتنا مع إيران قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم السبت إن السعودية تريد تعزيز الأمن البحري في منطقة الخليج في إطار تقاربها مع إيران التي كانت منافستها في المنطقة منذ فترة طويلة.
وكانت إيران والسعودية قد قررتا في مارس آذار، من خلال اتفاق توسطت فيه الصين، إنهاء الخلافات الدبلوماسية واستئناف العلاقات بعد عداء استمر لسنوات هدد استقرار المنطقة في دول منها اليمن وسوريا ولبنان.
وقال الأمير فيصل "أشير إلى أهمية التعاون فيما يتعلق بالأمن الإقليمي بين البلدين، لا سيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل".
وأضاف بعد محادثاته مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران أن العاهل السعودي وولي العهد "يتطلعان إلى تلبية فخامته (الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي) الدعوة الموجهة له لزيارة المملكة قريبا إن شاء الله".
وقال أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مشترك أذاعه التلفزيون إن الأمن أمر حيوي لدول المنطقة.
وأضاف "إيران لا تعتبر أبدا الأمن مكافئا للعسكرية بل تعتبره مفهوما واسعا يشمل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية".
وقطعت المملكة العلاقات مع إيران في 2016 بعد أن هاجم محتجون السفارة السعودية في طهران ردا على إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.
وصارت حركة ناقلات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس نفط العالم، مثار أزمة بين إيران والولايات المتحدة التي زادت وجودها العسكري في المنطقة خلال السنوات الماضية.
وحاولت إيران في الآونة الأخيرة إصلاح علاقاتها المتوترة مع عدد من دول الخليج.
ويجعل التقارب السعودي الإيراني إسرائيل وحيدة إلى حد كبير في جهودها الرامية لعزل إيران دبلوماسيا.
واستأنفت الإمارات، التي أصبحت في عام 2020 أول دولة خليجية توقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل، العلاقات الرسمية مع إيران العام الماضي.
ولاحقا أقامت البحرين والمغرب علاقات مع إسرائيل.