البداية مع صحيفة الإندبندنت التي نشرت مقالاً لبورزو دراغاهي بعنوان "النظام السوري يجد نفسه مرة أخرى في مرمى نيران العدالة".
وانطلق المقال من أن كندا وهولندا رفعتا قضايا ضد النظام الحاكم في سوريا في 12 يونيو/ حزيران، متهمينه بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة التاريخية تُعد المرة الأولى التي تستدعي فيها دولة دولة أخرى أمام محكمة العدل الدولية بسبب انتهاكات اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التعذيب".
ونقل عن توبي كادمان، المتخصص في القانون الدولي في "غيرنيكا 37" وهي شركة محاماة ساعدت هولندا في إعداد القضية، قوله: "هذا مختلف، لأن الأمر يتعلق بمسؤولية الدولة السورية عن التعذيب".
واعتبر الكاتب أن "القضية الأخيرة أمام المحكمة الدولية، إلى جانب المحاكمات الجارية الأخرى، بمثابة تذكير مدوٍ للأسد بأن أفعاله لن يتم تجاهلها".
وبحسب المقال، "تتهم كندا وهولندا، في الطلب المقدم الأسبوع الماضي، سوريا بارتكاب انتهاكات لا حصر لها للقانون الدولي بدأت بقمعها الوحشي للمتظاهرين المدنيين في عام 2011 واستمرت من خلال الصراع المسلح الممتد".
وأضاف مقال الإندبندنت: "تشمل هذه الانتهاكات استخدام التعذيب وغيره من أشكال العقوبة القاسية وغير الإنسانية والمهينة... وبما في ذلك المعاملة المشينة للمحتجزين، والظروف اللاإنسانية في أماكن الاحتجاز، والاختفاء القسري، واستخدام العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والعنف ضد الأطفال"، مشيراً إلى "استخدام النظام للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".
وأوضح أن هذه القضية لا تتعلق فقط بـ"خطايا الماضي".
بل تمثل "صرخة حاشدة لآلاف المعتقلين الذين لا يزالون في سجون الأسد، ويتحملون أهوالا لا توصف يوما بعد يوم".
وأشار إلى أن الدعوى المكونة من 11 صفحة تصف "أنماط السلوك المستمرة والمتسقة التي تظهر الاستخدام المنهجي للتعذيب، وبخاصة استهداف مجموعات الضحايا على أساس العرق والخلفية الثقافية والدين والجنس والتوجه الجنسي".
وبحسب المقال، "يمكن أن تشمل سبل الانصاف الممكنة التوصل إلى نتائج لتعويض الضحايا أو ذويهم، وربما الأهم من ذلك، إصدار أمر بالإفراج عن المحتجزين الحاليين".
وختم دراغاهي مقاله بالقول: "هذه القضية وعدد من القضايا الأخرى التي تركز على النظام السوري وانتهاكاته هي تذكير بأن العالم يجب أن يفكر مرتين قبل التصالح مع الأسد والترحيب به في الأسرة الدولية. تكشف قضية محكمة العدل الدولية عن الواقع المؤلم الذي يعاني منه المحاصرون داخل سجونه. إنه تذكير قاتم بأن المصالحة تعني غض الطرف عن فظائعه المستمرة".
بماذا يتشابه ترامب وجونسون وبرلسكوني؟

ننتقل إلى صحيفة الغارديان التي نشرت في عدد الأوبزرفر الأسبوعي مقالاً لسايمن تيسدال بعنوان "انتهى وقت ترامب وبرلسكوني وجونسون، لكن الضرر الذي تسببوا به يستمر".
وبدأ الكاتب مقاله باعتبار أن القواسم المشتركة بين هذه الشخصيات الثلاث هي "الأنا الكبيرة، وحب المال. واضطراب الكذب المرضي، وعدم الجديّة، والعلاقات الاستغلالية للنساء، والارتباط بشخصيات غامضة، والتلاعب بوسائل الإعلام، يتشاركون هذا وأكثر، في الحياة والموت".
وأضاف أن الثلاثة "اعتمدوا على سياسات الشعبوية القومية اليمينية المتسلطة، الممزوجة بالتباهي وعدم التقليدية، لإبهار الناخبين، وجذبهم، وخداعهم، وهي أساليب نجحوا بها في كثير من الأحيان".
وأشار الكاتب إلى أن الثلاثة احتلوا عناوين وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، حيث "تم توجيه الاتهام الجنائي ضد ترامب في محكمة فيدرالية، وهرب جونسون من مواجهة ضجة وتداعيات فضيحة بارتي غيت، وأما بيرلسكوني، الذي يعتبر من المثيرين للجدل في إيطاليا، فظن أنه خالد، لكنه ذهب لملاقاة خالقه".
واعتبر أيضاً أن ما يجمع السياسيين الثلاثة أيضاً هو "البحث عن الاهتمام" إلى جانب "جنون الارتياب".
ويقول الكاتب إن "ترامب يزدهر عندما يكون محور الاهتمام، وعندما يخطف الأضواء".
وبرأي تيسدال، فإن الأمر نفسه ينطبق كذلك على جونسون إلى حد كبير، فهو "لن يتردد في خيانة أي شخص، أو كسر أي وعد من أجل تحقيق مكاسب سياسية، أو جذب الانتباه".
واعتبر مقال الأوبزرفر أن "خسارة مناطق واسعة من العالم بسبب الاستبداد والنفوذ الصيني والروسي يجب أن يكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة".
ومع ذلك، يضيف الكاتب، "يبدو أن الشعبويين اليمينيين مثل جونسون وترامب غافلون. وأنهم يعيشون واقعا منغلقا على نفسه، ويتبنون ويتصورون سيناريوهات خاصة بهم".
وقال "لا يمكن ببساطة قياس الضرر الذي ألحقه هؤلاء القادة بسبب عدد الأكاذيب التي يروجون لها، أو القوانين التي ينتهكونها أو الوعود التي لا يوفون بها. إن سوء المثال الذي يقدمونه، والذي تجد من يحتذي به في مختلف أنحاء العالم، يتسبب بأضرار خفية ولا توصف للملايين الذين يعقدون آمالهم المستقبلية على قيادة عالمية مسؤولة".
الهاتف الذكي مثل الهيرويين

صدر الصورة،GETTY IMAGES
والختام مع مقال في صحيفة التلغراف بعنوان "أنت مدمن على هاتفك - إن ذلك يشبه الهيرويين إلى حد ما" لروزا سيلفرمان.
وتنطلق الكاتبة من كون الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يؤثر سلبا على حياتها كما يفعل بحياة الجميع.
وذكّرت أن إمضاء الكثير أمام الشاشة يرتبط بالاكتئاب والقلق ومشاكل النوم وحتى التغيرات المعرفية في الدماغ.
وأضافت أن "الاستخدام المفرط للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الاضطراب العقلي والسلوك المؤذي للذات والانتحار بين الشباب"، وفقا لبحث نشر في مجلة الجمعية الطبية الكندية في عام 2020.
وأشارت أيضاً إلى "ارتباط إدمان الهواتف الذكية أيضا بزيادة الشعور بالوحدة، وربما بالتأثير الضار على فترات انتباهنا".
واستعانت سيلفرمان بكتاب "أمة الدوبامين" الصادر عام 2021 لأستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد، آنا ليمبكي، بأن "الهاتف الذكي يوفر الدوبامين الرقمي 24/7". والدوبامين هي مادة كيميائية في الدماغ تجعل الإنسان يشعر بالسعادة.
ونقلت عن آنا ليمبكي قولها إن "ما يحدث على الأرجح هو نشوة في العقل، فالتصفح والمحفزات البصرية تطلق الدوبامين في مسارات المكافأة في دماغنا، وعند شعورنا بتضاؤل هذه النشوة، فإننا نواصل التصفح لمحاولة إعادة رفع مستويات الدوبامين، وهو ما يدخلنا في حلقة مفرغة من مطاردة "النشوة"، أو مطاردة الدوبامين".
كذلك أشارت إلى قول الخبير الاستراتيجي السابق في غوغل جيمس ويليامز في كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "الوقوف خارج ضوئنا": "قد يكون تحرير الانتباه البشري هو النضال الأخلاقي والسياسي المحدد لعصرنا".
ولفتت سيلفرمان إلى دراسات مختلفة "أظهرت أن وجود هواتفنا الذكية يجعل أداءنا أسوأ في المهام المعرفية.
وذكرت أن "بعض علماء الأعصاب يجادلون بأنه إذا قمنا باستمرار بالاستعانة بالهواتف الذكية لتذكر المهام، فسوف نجعل ذاكرتنا أسوأ، في حين أن الاعتماد على هواتفنا للبحث قد يقلل من كثافة مادةٍ في الدماغ، ما قد يزيد من خطر الاكتئاب والخرف".
وأضافت ليمبكي أن تصفح الهاتف الذكي "يشبه إلى حد ما الهيروين. أي شخص يتعاطى الهيروين كل يوم سيجد صعوبة في التوقف.
ونقلت الكاتبة عن ليمبكي اعتقادها بأننا جميعا "في مكان ما على طيف الإدمان الآن عندما يتعلق الأمر بمخدراتنا الرقمية".
وفي إجابةٍ على سؤال الكاتبة عما إذا كان هذا الإدمان "يجعلنا أغبياء" و"سلبنا قدرتنا على التفكير بعمق"، قالت ليمبكي: "من الواضح أن هذه الأجهزة الرقمية قد أثرت على قدرتنا على الحفاظ على الانتباه. نحن دائما في وضع تفاعلي لأننا نستجيب باستمرار للمحفزات الخارجية، ما يحرمنا من قدرتنا على التفكير المستدام".
وأشارت سيلفرمان في التلغراف إلى كتاب "مدى الانتباه" لعالمة النفس غلوريا مارك، أستاذة المعلوماتية في جامعة كاليفورنيا، والذي يذكر أن "فترات انتباهنا قد انخفضت إلى 47 ثانية فقط على أي شاشة".
واعتبرت ليمبكي أن التخلص من هذا الإدمان "يتطلب بعض التنظيم الذاتي ولكن لا يمكن تحميل هذه المسؤولية للأفراد فقط، نحن بحاجة أيضا إلى استراتيجيات من الأعلى إلى الأسفل، أي من الحكومة، والمدارس، والشركات التي تستفيد من هذه الأدوية الرقمية. عليهم المساعدة في تخفيف الأضرار. فهذه مشكلة جماعية".