آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:25ص
ملفات وتحقيقات

محمد علي بن عبدالباقي قائد تربوي عملاق وإداري حكيم مفعم بالنشاط والحيوية

السبت - 24 يونيو 2023 - 09:56 م بتوقيت عدن
محمد علي بن عبدالباقي قائد تربوي عملاق وإداري حكيم مفعم بالنشاط والحيوية
((عدن الغد))خاص:

تقرير : صالح البخيتي

المعلم يعد أحد الركائز الأساسية في تشكيل المجتمع وبناء الأوطان وبه تزهو العقول وتتفتحُ الأذهان،فكم من معلمً تفطرت قدماه وهو وأقف يعلم تلاميذه وكم من معلمً وأفته المنية وهو يسقي بذرة المعرفة التي زرعها بعقول تلاميذه فهو مشعل نور يضيى الطريق للأخرين مهما قدم الناسُ من أحترام وإجلال وتقدير للمعلم إلا أنهم يظلوا مقصرين في حقه، فالمعلم يستحق أن يكون في مكانة عالية وأن يكون له كل الاحترام والتقدير وبه قيل"قُم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً ".

نتحدث اليوم بمقالنا هذا عن معلم من رواد التربية والتعليم بيافع معلمنا الفاضل وقدوتنا وقدوة كل الأجيال الأستاذ القدير محمد علي سالم فضل بن عبدالباقي وماقدم من خدمات جليلة في تربية وتعليم الأجيال وكذلك نذكر الأعمال والمناصب الإدارية والادوار والمشاركات المجتمعية التي قدمها خلال مشوار حياته الحافلة والمضيئة بالهمة والنشاط خلال سبعة وثلاثون عاماً.


المولد والنشأة والتربية

ولد الأستاذ محمد علي سالم فاضل بن عبد الباقي في منطقة المحارس بيافع سرار عام 12-7- 1956م في كنف والده نشأ وتربى مع أخوانه على تعلم آيات القرآن الكريم وأداب وأصول التربية الإسلامية على يد الفقيه الحاج ناصر بن عبدالباقي رحمة الله تغشاه.
حيث نشاء محمد بن عبدالباقي وتعلم في المعلامة كثيراً من القيم والمبادى النبيلة والأخلاق الفاضلة هو ومجموعة من زملائه أبناء قبيلته آل عبدالباقي بيافع كلد الذين يمثلون في ترابطهم وتواصلهم مجتمع الأخوة المتآزر والمتمسك بروح الدين والقيم الوطنية.


التعليم الحكومي

بعد أن أجاد القرأءة والكتابة من فقيه القبيلة والمنطقة التحق محمد بن عبدالباقي في مدارس التعليم الحكومي أولها مدرسة المقيصرة الإبتدائية بعاصمة المديرية سرار من الصف الأول إلى الصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي درس بها على يد مجموعة من المعلمين الأفاضل من الرواد الأوائل منهم على قيد الحياة واخرون توفاهم الله من بينهم الأستاذ صالح ناصر ناجي والأستاذ (محمد سعيد العطوي) والأستاذ باقري أحمد قاسم رحمهم الله وكانت المدرسة في ذلك الوقت تحتظن الطلاب والطالبات على فترتين صباحية ومسائية وكان ذلك بعد الثورة نهاية الستينات(68-69م ) وكان محمد بن عبدالباقي من الطلاب المثابرين والمجتهدين وأصحاب المراكز الأولى بين طلابه وفي المدرسة تكرم بعدد من الشهائد التقديرية ومن بين زملائه دراسته الطلاب طاهر حنش السعيدي ومحمد حيدرة سالم أطال الله في أعمارهم.


محمد بن عبدالباقي أكمل الصف السادس بلودر

عام (71-72م) إنتقل محمد بن عبدالباقي للدراسة في أبين وتم رفع أسمه في مدرسة لودر الأبتدائية حيث درس فيها الصف السادس الفصلين كاملاً وفتح علاقات حميمة خلال الدراسة مع زملاءه الطلاب وأبائه المعلمين بينهم الأستاذ باضلة والأستاذ حسين غرامة الذين بادلوه الحب والأحترام نظراً لتميزه وأجتهاده ونال بذلك شهائد تقدير من التربية والتعليم بالمنطقة الوسطى أنذاك الوقت.


مرحلة الإعدادية.. طالب نشيط ومتميز

وأصل محمد بن عبدالباقي دراسته في مدارس الإعدادية بمنطقة حصن عطية بأبين وكان طالب متفوق وذو همة ونشاط عالي حيث كلف من قبل الإدارة التربوية بإدارة الإنشطة الصفية واللاصفية وتكرم من قبل مكتب التربية والتعليم نظير جهوده الفعالة ومشاركاته الخلاقة في محور العملية التعليمة بالمدرسة وتحصل المركز الأول بين زملاءه ومعلميه وكان مديرالمدرسة حينها الأستاذ محسن سالم الدهولي ومربي الطلاب المعلم محمد شيخ بن هيثم رحمه الله.


بن عبدالباقي ينال مرتبة الشرف بالتعليم الثانوي

بعد إن أكمل محمد بن عبدالباقي دراسته في الإعدادية وأصل تعليمه الثانوي في مديرية خنفر لمدة ثلاثة أعوام من (73-76م) وكان مدير ثانوية جعارحينها الأستاذ الفاضل عبدالحافظ محمد أحمد ونتيجة حب وأصرار بن عبدالباقي  للتعليم الذي بات أمله الوحيد أستطاع بجهوده العالية أن يدون أسمه في لائحة شرف أوائل المحافظة وتحصل على تكريم من إدارة التربية بالمديرية خنفر والمحافظة زنجبار.


المؤهلات العلمية والتسلل الوظيفي

بن عبدالباقي نال شهادة الدبلوم الأداري العالي عام 1993

أكمل محمد علي بن عبدالباقي مشواره التعليمي في المعهد التدريبي للتأهيل عدن وتخرج منها دبلوم إداري عالي وعاد إلى مسقط راسه سرار يافع حاملاً شهادة الدبلوم ومتوجاً بسنابل العلم والمعرفة وكان ذلك في عام 1993م.

عام 1976م عين بن عبدالباقي معلماً بقرار وزاري

تعين محمد بن عبد الباقي بقرار وزاري من الخدمة المدنية معلماً في مدرسة الفقيد منصور صالح الخشناء بيافع سرار تاريخ 7-11-1976م وعمل فيها الأستاذ محمد عاماً كاملاً في تعليم الطلاب والطالبات وتقلد في تلك المدرسة منصب نائب مدير المدرسة (وكيل) ومسؤلاً للأنشطة الصفية وكرم بشهادات تقدير من إدارة المدرسة ومجلس الآباء ومكتب التربية بالمديرية نظير جهوده الحثيثة التي بذلها بتلك المدرسة.


نقل محمد بن عبدالباقي إلى الطلائع بقرار إداري

وبعدها أنتقل محمد بن عبدالباقي إلى مدرسة الطلائع سرار وكانت المدرسة أنذاك الوقت مكونة من أربعة فروع وفي تلك المدرسة عمل عاماً كاملاً وكلف الأستاذ محمد بن عبدالباقي نائب للمدير بمدرسة الطلائع جا ذلك بقرار إداري من مدير مكتب التربية في المنطقة القربية الأستاذ عبدالله الحكيمي رحمه الله، لكون الأستاذ محمد بن عبدالباقي واحد من القيادات التربوية التي ساهمت في بناء المؤسسة التعليمية في مدارس يافع منذُ مطلع سبعينيات القرن الماضي وتكرم حينها من مجلس الأباء ومن إدارة التربية بالمنطقة القربية بيافع سابقاً.


بن عبد الباقي تقلد مهام النائب والمدير بمدرستي عمراَن والخشناء

عام (78-79م)انتقل محمد بن عبدالباقي إلى مدرسة عمرآن وكُلف من التربية والتعليم بيافع القارة القيام بمهام نائب المدير، وأخلص في عمله وإدارته وبعدها تم نقله إلى مدرسة الخربة بمنطقة (السعدي) رصُد وكان مدير تلك المدرسة الأستاذ ناصرعلي محمد ومن المعلمين الأستاذ علي أحمد علوي السيد والأستاذ فضل عبدالله منصور والأستاذ نصرحسين عاطف وعمل الأستاذ محمد بن عبد الباقي إلى جوار ذلك الطاقم لمدة فصل دراسي بالكامل، وفي عام (80-81م) عاد الأستاذ محمد بن عبدالباقي إلى مدرسة الخشناء وتم تعيينه مديراً للمدرسة خلفاً لمديرها السابق الأستاذ القديرعلي محمد شيخ الجابري وعمل فيها بكل أخلاص وتفاني وكان مثالاً للانضباط والاجتهاد والرقي في التعامل وأدراياً حاسماً في قراراته ومحباً لطلابه وزملائه ووسطياً وبسيطاً في سلوكه وتعامله وخدوماً للجميع.


محمد بن عبدالباقي يعود مجدداً للطلائع

وفي عام 1982م عاد محمد بن عبدالباقي معلماً منتظماً في مدرسة الطلائع سرار ثم مديراً لتلك المدرسة لمدة عشرة أعوام وشهدت خلالها العملية التعليمية بالمدرسة أنظباطاً وتقدم في مستوى الطلاب نظراً لتميز الأستاذ محمد في القيادة الإدارية وحرصه الكبير هو وطاقم العمل على تقديم الجودة في مدخلات التعليم كما عمل في تلك المدرسة ( سرار) على صيانة المبنى وبناء حمامات وخزان مائي وادخل إليها تاثيث مدرسي متكامل من كراسي وطاولات وسبورات ووسائل تعليمية حديثة وكسب خلال تلك الفترة حب أبنائه الطلاب وزملاءه المعلمين وحظي بتقدير كبير من السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بالمديرية.


الدورات والمشاركات في النظامين

حقاً الأستاذ محمد علي سالم عمل بظروف صعبة وأسثنائية في النظامين الديمقراطي والجمهوري وعرف خلال النظامين معلماً وقائداً تربوياً قديراً له أدوار عظيمة مشهودة في مجال تطوير التعليم ونشر المعرفة ومحاربة الجهل.


محمد بن عبد الباقي يساهم في القضاء على الأمية

في عام (85-86م ) وتحت شعار من أجل أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة وخاصةً قضية الثورة والوطن وخلق ارتباط اوثق بين المدرسة والمجتمع ليتعزز دورها في الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية..قررت أدارة التربية والتعليم بمديرية القارة رصُد محافظة أبين منح الأستاذ محمد علي سالم شهادة تقدير وذلك نظير عمله الفاعل خلال العام الدراسي في تطوير وتعزيز دور المدرسة في تخليق الشخصية اليمنية المتكاملة من جميع الجوانب وتقديراً لجهوده المبذولة في تحقيق سياسة الحزب التربوية في محاربة الجهل بمركز سرار وكذلك لأسهامه في تنفيذ الخطط المدرسية الصفية واللاصفية في سبيل الارتقاء بالعمل التربوي والتعليمي إلى الأفضل.


محمد بن عبدالباقي يشارك عدد من الدورات الهامة

وفي النظام الجمهوري كان الأستاذ محمد علي سالم له حضور مشرف وفاعل في المرافق والمكاتب الإدارية التي تولى زمامها حيث شارك دورة تدريبية ممولة من وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه وخاصة بمعلمي الصفوف الأولية للتعليم الأساسي من (1-3) والتي نفذت في إطار أنشطة البرنامج اليمني الألماني لتحسين التعليم الأساسي (GTZ) وعلى مرحلتين ولمدة (24) يوم وخلال العام الدارسي 2003-2004م.

وكانت موضوعات الدورة: علم نفس النمو والمنهج الجديد للصفوف الأولية والتخطيط للتدريس وطرق التدريس العامة والخاصة بجميع المواد الدراسية للصفوف من (1-3) و إدارة الصف، وكذلك الوسائل التعليمية وأدارة المدرسة والمجتمع المحلي وتقييم تحصيل التلاميذ وظفر الأستاذ محمد من وزارة التربية والتعليم وقطاع المناهج خلالها على شهادة تقدير متمنين له المزيد من التوفيق والنجاح.


كرم من وزارة التربية والإدارة العامة للأحصاء والتخطيط

وفي المجال التربوي أيضاً عمل الأستاذ محمد بن عبدالباقي رئيساً لقسم الأحصاء التربوي سرار أبين وشارك دورة في اللقاء التدريبي الثاني لمسؤولي الإحصاء بمكاتب التربية والتعليم بالمحافظات ورؤساء الأقسام في المديريات لجمع البيانات وأستخدام السجلات المدرسية خلال الفترة من(9 - 12 أبريل 2014م)، ونال على ذلك شهائد تقدير من الإدارة العامة للاحصاء التخطيط ومن وزارة التربية والتعليم والمكتب الفني الإدارة العامة للإحصاء والتخطيط نظير مشاركته الفاعلة في مجال الأحصاء التربوي.

وشارك أيضاًفي الدورة التدريبية المركزية الثالثة لتدريب رؤساء أقسام الإحصاء والتخطيط بمكاتب التربية بالمديريات على أسس التخطيط التربوي وإعداد الخطط على المستوى المحلي والمنعقدة بمركز البحوث والتطوير التربوي ونال شهائد مشاركة من تلك الجهات ومكتب التربية بالمديرية والمحافظة نظير أعماله المناطه.


محمد بن عبدالباقي لعب دور فاعل بالوسط المحلي

وفي المشاركات المجتمعية كان للاستاذ محمد علي سالم بصمات ناصعة لاتنسى فقد قام بشراء أرضية مدرسة البنات الواقعة في المديرية وعمل مصدات لسيول الأمطار لتلك المدرسة ومدرسة الشهيد محمد عبد عبدالله للبنين سرار ليس فقط عمله محصور في الأطار التربوي بل أيضاً شارك الأستاذ محمد في الوسط المحلي بسرار يافع في عدد من المبادرات الإهلية واللجان المجتمعية في المشاريع الخدمية منها تأسيس مشروع مياه الشرب سرار والأسهام في تعاونية سرار الإستهلاكية وكذلك تقلد الأستاذ محمد علي سابقاً مهام المسؤول والأمين المالي في مشروع طريق عظمان جبل موفجة بشكل طوعياً عمل في ذلك المشروع لسنوات وعرف لدى الجميع بالشخص الفاعل والرجل الذي لايكل ولايمل في خدمة أبناء المديرية ومنطقته.


تكريم الأستاذ محمد من وزارة التربية والتعليم بيوم المعلم

في عام (2007-2008م) كُرم أستاذنا محمد بشهادة تقدير ودرع الوفاء من وزارة التربية والتعليم اللجنة العليا للاحتفال بيوم المعلم اليمني للعام الدراسي2007-2008م تقديراً لجهوده في مجال التدريس وتكريمه بيوم المعلم بالجهمورية اليمنية جا ذلك من قبل وزير التربية والتعليم ونائبه أ.دعبدالسلام محمد الجوفي ، وأ.د.عبد العزيز صالح بن حبتور،كما تكرم أبو عزمي أيضاً بعدد من الشهائد التقديرية من المدارس التي عمل فيها ومن مكتب التربية بالمديرية وكذلك من معهد بغداد نال الأستاذ محمد شهادة الدبلوم في تعلم نظام الحاسوب كما خضع لدورة في تعلم أساسيات اللغة الإنجليزية.


أحيل إلى التقاعد بزيادة عامين على قانون التقاعد ومحروم من التسويات

أحيل الأستاذ محمد علي سالم للتقاعد في عام 2013م بزيادة عامين على قانون التقاعد، بعد مسيرة حافلة قدم فيها عصارة جهده في تربية وتعليم الإجيال وتوسيع رقعة التعليم وبناء مؤسساته وترسيخ مداميكه في مدارس يافع وأبين، ولم ينال علاوات وطبيعة عمل كغيره من المعلمين الذين حرموا من تسوية أوضاعهم..وفي نهاية هذه السيرة والرحلة الطويلة والعمل المتواصل لايسعنا إلا أن نحيي أستاذنا القدير محمد بن عبدالباقي أبو عزمي وندعو الله أن يمده بالعمر ويمتعه بالصحة والسلامة ونشكره على وطنيته وأمانته وإخلاصه في عمله.