آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
ملفات وتحقيقات

تقرير: فيما بلغ سعر صهريج الماء ( 20 الف ريال) حال المواطن في لودر.. لا يشرب الماء ولا يأكل مع الناس قوت!

الجمعة - 14 يوليو 2023 - 03:00 م بتوقيت عدن
تقرير: فيما بلغ سعر صهريج  الماء ( 20 الف ريال)  حال المواطن في لودر.. لا يشرب الماء ولا يأكل مع الناس قوت!
أبين((عدن الغد))خاص.

تقرير/ د. الخضر عبدالله:

قد ينطبق هذا البيت الشعري "لا يشرب الماء ولا يأكل مع ا لناس قوت" على هذا الوضع الآن في مديرية لودر بمحافظة أبين.. ولكن هذه المرة ليس مع من قالوا حبيبه عروس.. إنما مع المواطن المسكين في هذه المديرية، بعد أن أصبح لا يحصل على القوت؛ إلا بعد جهد وتعب كبيرين خاصة بعد ارتفاع الأسعار، فهو لا يأكل الثلاث الوجبات المعتادة، ولكنه يحمد الله على كل حال.. الأيام القادمة قد تجعل الإنسان لا يشرب الماء أيضاً، فالسنوات الطوال من الجفاف أدت إلى جفاف العديد من الآبار التي كانت تغذي المدينة، فأكثر من 90% من الآبار قد جفت وما تبقى لا يتجاوز عدد أصابع اليد.
فماذا يحدث إذا جفت هذه الآبار؟، هل على المواطن في هذه المديرية أن يشد الرحال إلى المجهول باحثا عن شربة ماء!
"عدن الغد " كعادتها في تلمس  معاناة الناس التقت وتواصلت مع بعض المواطنين في لودر، إزاء مشكلة  أزمة المياه في المدينة، وخرجت بهذه الحصيلة..

جفاف الآبار ..وهمً المواطن 
وحول هم معاناة الماء لدى المواطنين في مديرية لودر كان أول المتحدثين / الصحفي الشاب ماهر البرشاء حيث قال :" مديرية لودر تعاني من شحة المياه منذ فترة طويلة والآبار باتت تجف واحدة بعد الأخرى.. لأن المدينة تفتقد إلى الحواجز المائية، فأين هي الدولة ممثلة بالسلطة المحلية من هذا الموضوع الهام، المواطن في هذه المدينة أصبح يعيش في حالة عدم الاستقرار، فالماء بات همه الأول والأخير..
وأضاف البرشاء في حديثه:" حالة الناس في المديرية ساءت يوما بعد يوم  إثر ارتفاع أسعار المياه، حيث لا يستطيع المواطن البسيط شراء وايت ماء كامل، وظل يعمل ليل نهار على شراء جزء منه، والسبب الرئيسي في هذه الارتفاع الجنوبي يعود لارتفاع أسعار الوقود التي تستخدم كمحرك للسيارات. 
ولفت إلى انه ينبغي على السلطات المحلية في المحافظة إيجاد حلول سريعة كعمل مشروع مياه عام يغذي مديرية لودر، حيث يغني المواطنين  من ازمة المياه وارتفاع أسعارها .

مخاطر مياه الوايتات 
من جانبه اخر قال المواطن ناصر مقبل :"المياه التي نشربها من الوايتات غير صالحة للشرب ، فنحن لا ندري من أين يأتوا لنا بها، فالماء مخلوط بأوراق الأشجار والطحالب وبعض الحشرات،، لأن الخزانات التي تزود الوايتات بالماء مكشوفة ومعرضة للتلوث سواء من الإنسان أو من غيره.. فنحن بحاجة إلى مشاريع صحية ونظيفة ونقية.. فحالات الفشل الكلوي والترسبات أصبحت منتشرة في المدينة بين المواطنين وبشكل كبير والسبب هو الماء الملوث ونطرح السؤال على المسؤولين في الصحة والبيئة في المديرية، هل نزلوا وشاهدوا المواقع التي تغذينا بالمياه، أم أنهم في حالة المتفرج فقط.

لا فائدة  ولا راس مال 
كما تواصلت الصحيفة بأحد سائقي الوايت "بوزة"  فقال: نحن أصحاب البوز نعاني من هذه المشكلة  الانتظار الطويل بل يحصل يوماً كاملاً عند البئر من أجل الحصول على بوزة واحدة، لأن المياه شحيحة جدا.
ومضى يقول " وكما  نعاني من ارتفاع أسعار الوقود يعني أنه لا فائدة معنا ولا مع المواطن، فهذا هو مصدر رزقنا وندعو الله أن يعيننا نحن والمواطن على هذه المشكلة.

فشل مشروع المياه

احمد الصلوي من أبناء لودر  قال:" في هذه الأيام وغيرها من السنوات الجافة تشهد مديرية لودر أزمة خانقة في المياه،  وسبب أزمة الماء يعود إلى حالة الجفاف التي لحقت بعدد من الآبار بالإضافة إلى تعطل عدد من الآبار عن الضخ نتيجة نزف المياه من باطن الأرض.. ويذكر أن أزمة المياه تأتي بعد أن أثبت مشروع مياه لودر المركزي فشله في تلبية حاجات الناس، رغم أنه قد كلف ميزانية الدولة الملايين الطائلة ولكن دون فائدة .

الاعتماد على وايت الماء

كما  طلب محمد شيخ ـ منا نشر كلامه في " الصحيفة" ويقول: كنا نصلي صلاة الاستسقاء وندعو الله عزوجل أن ينزل المطر من أجل الزراعة والأنعام.. ولكن اليوم ندعو الله بأن ينزل المطر من أجل أن نشرب ويعود الماء للآبار حتى مشاريع المياه، فهي غير موجودة حالياً لأن أنابيب المياه للمشروع قد تعرضت بعضها للسرقة، واصبحنا نعتمد على شراء البوز الوايتات ( البوز) حيث تجاوز سعر الوايت الصغير (20 الف ريال).

وعلى هذا السياق  يقول الأستاذ جهاد حفيظ مدير أعلام لودر في  مقالة له:"  
نتمنى من كل المنظمات ورجال الأعمال والسلطات المحلية دراسة مستفيضة لحل مشكلة المياه في المديرية، نظرا لوضع الذين لا  يستطيعون اليوم شراء وايت ماء، بل ووصل الأمر انهم يجلبون المياه من بعض المساجد القريبة ومن اماكن السبيل لبعض الابار..
وونوه في مقالته :" هل نرى حلول عاجلة وفي متناول اليد وتحتاج لتكاتف الجهود من السلطات المحلية ومواطني عاصمة مديرية لودر عوضا عن مناشدتنا بعمل الحواجز، والتي تم النزول إليها من قبل المهندسين برئاسة  المهندس محسن علوي والسلطات المحلية  في المحافظة، والمديرية والتي تغذي آبار مجال الحضن كونه حاليا هو الذي يتم تزويد مدينة لودر ببوز المياه من ذلك المجال.
واختتم حفيظ  مقالته  قائلا :" نرجو من جميع الصناديق والمنظمات والتي قدمت وعودا كثيرة ومتكررة أن تفي بابسط الأمور، والمرحلة لاتريد وعود انتخابية كما كنا في السابق، ومديرية لودر تحتاج بصدق إلى متابعة حثيثة من السلطات المحلية في المديرية ورجال الأعمال ومواطنين  كفريق عمل واحد لإعادة مشروع المياه، لنبعث  بصيص من الامل للأجيال الغد.

مشروع مياه منسي

من جانب أخر قال إبراهيم عبدالله صالح مدير مشروع مياه لودر في تصريح سابق:" إن مشروع مياه لودر ظل يعاني منذ أكثر من عشر سنوات من الإهمال، ولم يقدم له أي دعم من قبل الدولة، ووزارة المياه والسلطات المعنية في مديرية لودر والمحافظة أبين، وأضاف حتى المنظمات المحلية والدولية والصناديق الاجتماعية، ظلت طوال هذه الفترة ترفض التدخل لدعم مشروع المياه المركزي لمدينة لودر" مركز المديرية" وتتجه لدعم مشاريع المياه الأهلية الصغيرة في كل قرى مراكز المديرية.

تساؤلات هامة ؟

نظراً لما يمثله قطاع المياه من أهمية كبيرة في حياة المواطنين حرصت الدولة والسلطة المحلية والصناديق المانحة والمنظمات الدولية على تنفيذ عشرات المشاريع للمياه في مختلف قرى ومناطق المديرية ومنها عاصمة المديرية "لودر" التي تعاني من أزمة خانقة في مياه الشرب وعلى الرغم من أن مشروع مياه لودر المركزي كلف الدولة "264" مليون ريال، إلا أنه قد أثبت فشله في تزويد الأهالي بشربة ماء.. حتى بات المواطن مجبراً على الاعتماد كلياً على الويتات "البوز" الماء التي تصل أسعارها إلى حوالي "20" ريال ذات الحجم المتوسط و"2500" للوايت الكبير والتي أثقل كاهل المواطن.. فمتى تحل مشكلة أزمة المياه بلودر؟ والأمل في المحافظ  ابين اللواء ابوبكر حسين بالالتفات إلى أبناء لودر الباسلة، فهل سيعود ضخم المياه العذبة إلى وضعهها القديم ليروي عطش أبناء هذه المديرية الباسلة ؟ أم مجرد "يا فصيح لمن تصيح".