تقرير / عبدالله جاحب:
تضخم الأزمات ينذر بالخطر ووقوع الكارثة وهو مؤشر على الدخول في النفق المظلم ووقوع الفأس في الرأس.
فقد ازداد معدل الأزمات في العاصمة عدن عبر عدة ملفات أولها (الثقب الاسود) ملف الكهرباء وانهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، وانهيار شبه تام للخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية والمعيشية للمواطنين في العاصمة عدن.
وما زاد الوضع تعقيداً في العاصمة عدن، ووضعها على صفيح ساخن، وزيادة الطين بلة مؤخراً الوقود الرديء الذي وفرته الحكومة وسبب اعطالاً جمة لمحطات الكهرباء وعربات المواطنين والتنبؤ بحدوث كارثة بيئية وصحية في العاصمة عدن.
تعيش العاصمة عدن حالة من الفوضى والغوغاء العارمة وسط لا مبالاة حكومية، تعيش صمت القبور جرى ما يحدث في العاصمة عدن، تزايدت تداعياتها على تردي الأوضاع الاقتصادية والخدماتية المتهالكة في المناطق المحررة.
كل ذلك يصل بالعاصمة عدن إلى نفاد الصبر ويدخلها حالة (غيبوبة) وموت سريري في مختلف المجالات ونواحي العيش والحياة الكريمة التي يبحث عنها المواطن في محافظة عدن.
طفح الكيل في العاصمة عدن وأضحت على صفيح ساخن لموجة من رياح الغضب الشعبي التي قد تهوي بها إلى قاع بركان (صيرة) ودخولها دهاليز الطرق المظلمة، وتزيد من حدة الفوضى والغوغاء العارمة التي تعيشها المحافظة، فكل شيء ينذر بالخطر والسقوط فالعاصمة عدن أصبحت على المحك ولا يفصلها إلا (شعرة معاوية) عن الانهيار في النفق المظلم.
> الكهرباء (الثقب الاسود)
من أكثر الملفات الشائكة واعظمها تعقيداً، ولا يخلو من المآرب السياسية ذات طابع الانتماء، ويرجح الكثير من المحللين السياسيين أن ملف الكهرباء في عدن سلاح قديم جديد تستخدمه القوى النافذة بالبلاد لتحقيق مكاسب سياسية أو تجارية فضلاً عن الرشاوى والعمولات والسمسرة التي تعتبر بمجملها الفساد المستشري في المرافق والمؤسسات الحكومية.
رغم كل الوعود الحكومية بصيف بارد للعاصمة عدن إلا أن مسلسل الصيف الساخن تكرر ككل عام وسط ارتفاع عدد ساعات إطفاء الكهرباء المتزايدة، واختتمت مؤخراً بضرب محطات الكهرباء بوقود رديء فاقم معاناة المواطنين مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة الشديدة في العاصمة عدن.
فساد وتخبط الحكومة والمسؤولين وتبادل الاتهامات في ملف الكهرباء يكرر فصوله كل عام، الأمر الذي يضع المواطن في محافظة عدن الضحية الأولى الذي يرغب بأقل حقوقه المهدورة من كهرباء وماء وحياة كريمة.
وكانت مطالبات شعبية وسياسيون أطلقوا حملات دعوا فيها للتحقيق وإقالة رئيس الوزراء معين عبدالملك المشرف على هذا الملف، قابله صمت المجلس الرئاسي.
محطات الكهرباء لم تكن الضحية الأولى للوقود الرديء الذي وفرته الحكومة، فقد شكا مواطنون منذ سنوات من تعطل محركات سياراتهم وباصات النقل بسبب وقود مغشوش اكتسح السوق عام 2019 انتهى بتبادل الاتهامات بين شركة المصافي وشركة النفط، ولا تزال شكاوى المواطنين قائمة حتى اللحظة.
وتنصلت شركة النفط من المشتقات الرديئة بأن مهامها استقبال النفط المستورد وتخزينه فقط، من جانبها زعمت مصافي عدن بأنها تفحص المشتقات عبر قوانين صارمة قبل السماح ببيعها حيث توجد منظومة متكاملة لهذا الغرض. ما بين هذا وذاك تكبد المواطنون خسائر فادحة في مركباتهم حتى إن البعض رغب برفع دعوى قضائية على شركة النفط منهم الصحفي عبدالرحمن أنيس.
وعزا محللون بأن دفعة الوقود المغشوش عام 2022 استوردت من مأرب بأسعار منخفضة وبيعها بالسعر المرتفع بالعاصمة، هي صفقة فساد تشارك فيها المسؤولون عنها لجني مال مضاعف عشرات المرات من ظهر المواطن وتكبده لخسائر فادحة.
> من المسؤول عن عدن؟
لطالما تساءل الكثير ووضعوا التساؤلات بين الحين والآخر، وفي كل ما يحصل ويجري في العاصمة عدن من تضخم الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية والأمنية.
تتصاعد الأحداث في العاصمة عدن وتتجه نحو مزيد من الفوضى والانفلات، الذي أصاب مختلف المجالات ومناحي الحياة والعيش فيها، فالاضطرابات الأمنية متواصلة، وباتت سمعة المدينة في المحافل الدولية قاتمة السواد، بفعل الانتهاكات المتعددة التي تتعرض لها العاصمة عدن.
وكان الانتقالي قد سيطر على عدن ولحج وأجزاء من أبين في العام 2019 بعد طرد القوات المحسوبة على عبدربه منصور هادي منها. بينما تذهب كثير من الأصوات إلى تحميل ما آلت إليه الأوضاع في العاصمة عدن إلى سياسة التحالف العربي، التي ترفض تطبيع الأوضاع والحياة في العاصمة عدن، والدفع بعجلة تسريع توفير أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم في العاصمة عدن.
بينما يتهم المجلس الانتقالي إرث وتركة الأنظمة السابقة والحكومة الشرعية بنصب كمين الإخفاق والفشل في طريقه الاقتصادي والسياسي، ووضع المؤامرات والدسائس في سبل عرقلة جهوده الرامية إلى تحقيق سبل ومقومات الحياة والعيش الكريم في العاصمة عدن.
وفي الأخير تعد محافظة عدن في نظر التحالف والمجلس الانتقالي والحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي أنها محررة من المليشيا الانقلابية، لكنها اليوم لا تبدو كذلك، فالتطورات الميدانية المتسارعة تشير إلى أن المدينة لازالت ترزح تحت وطأة الفوضى وانعدام أبسط مقومات الحياة للمواطن وأن تحريرها لايزال أكذوبة كبيرة يتغنى بها الجميع.