إعداد/ د. الخضر عبدالله :
السعي في المحادثات السرية
يمكل الرئيس علي ناصر الحديث المتعلق بقضية دولة فلسطين واللقاءات التي دارت بينه وبين الرئيس عرفات وما آلت إليه بشأن فلسطين ..حيث قال مسترسلا :" في عام 1991 كنت مع الرئيس أبو عمار في منزل السيد حكم بلعاوي ، وقررت أن أطرح على الرئيس ما يجول في فكري من رغبة قوية لنقل دور الوساطة السويدية بيننا وبين إسرائيل إلى النرويجيين، إذ إن السويديين، بنشاط ملموس، أدوا دوراً ممتازاً في السعي إلى بدء محادثات سرية أو علنية بين منظمة التحرير وإسرائيل، لكنها جميعها لم تصل إلى النتيجة المرجوة.
وكان أبو عمار سعيداً ومرتاحاً للدور السويدي، لأن السويد كانت دولة حيادية، وهي لم تشارك في حربين عالميتين، فضلاً عن أن «أولاف بالمه»، رئيس وزرائها الراحل، كان أول من دعا عرفات إلى زيارة رسمية للسويد بعد خروجه الثاني من لبنان.
خلال تلك الجلسة في مقرّ سفيرنا في تونس، وبوجود السيد خالد الحسن رحمه الله، أفضيت بما لدي للرئيس عرفات، ثم طلبت منه أن يسعى لدى النرويجيين كي يدخلوا وسطاء بيننا وبين الإسرائيليين، لكن الجواب الذي حصلت عليه من عرفات كان الآتي:
«إيه يا عمر، أنا بعرفك تفهم سياسة، وإنما اللي بتقوله ده هو سذاجة سياسية».
شعرت حينذاك بامتعاض – والكلام لعمر كتمتو - وصمتُّ عن الكلام أو أقله أحجمت عن الاستمرار في طرح وجهة نظري، وما هي إلا دقائق ليست طويلة، حتى بادرني الراحل (أبو السعيد) خالد الحسن بسؤال أعادني إلى ما كنت أودّ أن أوصله إلى عرفات، حينما قال:
يا أخ عمر، لماذا تقترح النرويج؟
قلت: لأسباب كثيرة، أولها:
النرويج دولة صديقة لإسرائيل، وقادتها الآن أصدقاء للرئيس عرفات، وهي عضو في حلف الناتو، أي إنها حليفة لأميركا، بينما السويد (لا)، وبالتالي فمثل هذا الدور سيحصل على مباركة أميركية.
النرويج لم تكن قط دولة احتلال، بل كانت دائماً دولة محتلة كما نحن عليه الآن.
النرويج ليست دولة عظمى، لأن الدول العظمى لن تستطيع أن تكون حيادية إذا ما دخلت وقامت بدور الوسيط.
النرويج دولة غنية ومستعدة بتقديري للقيام بهذا الدور، بل ومستعدة أيضاً لتمويل عملية السلام المنشود.
ساد الغرفة صمتٌ عميق، وكان أبو عمار يستمع، بل وكله آذانٌ مصغية إلى ما أقول، أما خالد الحسن فقد هزّ برأسه إيجاباً دون أن يقول شيئاً.
النرويج دورها التاريخي في الصراع العربي الإسرائيلي
ويستدرك الرئيس ناصر حديثه قائلا :" هذا اللقاء كان قد حصل قبل أكثر من عام على اجتياح الكويت عام 1990، ونجم عنه وضع صعبٌ جداً للمنظمة، بحيث إنها أصبحت غير قادرة على توفير احتياجات مؤسساتها، وخصوصاً الدبلوماسية، وفي صيف عام 1992 خلال شهر آب/أغسطس وصل الأخ بسام أبو شريف إلى العاصمة النرويجية دون أن يخبرني كي أستقبله في المطار، ثم اتصل بي بعد أن استقرّ في الفندق الذي شهد فيما بعد المحادثات السرية، وكان اسمه في ذلك الحين فندق «بلازا» (plaza) وسمي فيما بعد فندق Radisson SAS «راديسون ساس»، أما اسمه الآن فهو Radisson Blu، وPlaza.
ويقول الرئيس ناصر في حديثه ان السفير عمر كتمتو قال له اتصل بي بسام، وكنت في طريقي بالسيارة عائداً من مدينة اسمها «درامين» Drammen إلى أوسلو، فقلت له: أنا في طريقي إليك الآن، إذ كانت المسافة بين أوسلو ودرامين (40) كم فقط. لدى وصولي إلى غرفة بسام في الفندق أخبرني مباشرةً بأنه مكلف مهمة من الرئيس تستدعي ذهابنا معاً للقاء وزير الخارجية السيد «ستولتينبرغ» ولما سألته عن السبب، أجابني بأن الرئيس يرغب في استخدام النرويج وسيلة محادثات فلسطينية إسرائيلية، مستجيباً لما طرحته عليه قبل أكثر من عام.
عندئذ قلت لبسام: إذاً دعني أتصل بالرئيس، وبمجرد ما طلبته جرى إيصالي به، وسمعته يقول: «دلوقت يا عمر يمكن أن نمضي بالفكرة التي حدثتني عنها العام الماضي، وعلى بركة الله أنت وبسام».
اتصلت مباشرة بوزارة الخارجية وطلبت الحديث مع الوزير، وجرى إيصالي به. بعد السؤال لماذا أريد لقاءه، أجبت بأنني أحمل له رسالة شفوية مع أحد مستشاري الرئيس ياسر عرفات، وجاءني صوت الوزير قائلاً: أهلاً وسهلاً بكما في الساعة الثالثة بعد الظهر، وكانت الساعة حينذاك الواحدة والنصف ظهراً، وهكذا أخذت النرويج دورها التاريخي في الصراع العربي الإسرائيلي...
اتفاقية أوسلو السرية التي وقّعها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع إسرائيل، هي الاتفاقية التي قال عنها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إن كل بند فيها يحتاج إلى اتفاق... وكان صادقاً في رأيه وفي رفضه لها..
هل أخطأ عرفات؟
التاريخ وحده س يحكم على ذلك....
يكفيه أنه اجترح شرف المحاولة، وقاد النضال الفلسطيني منذ انطلاقة الكفاح المسلح في 1/1/1965م وحتى استشهاده على يد الموساد، وحمل قضية فلسطين في قلبه من منبر إلى منبر، ومن ساحة إلى ساحة، ومن معركة إلى معركة، ومن عاصمة إلى عاصمة، وأوصلها إلى الأمم المتحدة، وحتى أوسلو... وحتى غزة وأريحا... وعلى ذكر أوسلو، يقول دبلوماسي فلسطيني إن قضية فلسطين أسهمت بشهرة هذه المدينة النائية بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993م.
الجهود الفلسطينية
ومضى الرئيس علي ناصر يقول في حديثه :" لقد أثمر الجهد الفلسطيني وسوف تؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى دولة فلسطين! لقد عاد المناضل أبو عمار إلى جزء من وطنه وفق اتفاق (غزة – أريحا) بسلاحه ورجاله لأول مرة منذ عام 1948م، ونقل المعركة إلى قلب إسرائيل بدلاً من المعارك التي كانت تدور من خارج حدود فلسطين... من لبنان... والأردن... أو بواسطة الجيوش العربية من مصر وسورية... والأردن... والعراق أو عبر العالم... نيويورك، جنيف، لندن، باريس، وغيرها. المهم أن عرفات مات وهو يناضل في سبيل حلم الفلسطيني باستعادة وطنه المسلوب، وإقامة سلطته المستقلة على جزء من تراب أرضه الغالية... مات دون أن يحقق كل الحلم الذي أفنى عمره وهو يناضل من أجله... مات دونه شهيداً كما كان يتمنى ويقول دائماً... لا أسيراً... بل شهيداً، شهيداً... شهيداً... ودفن في جزء من أرض فلسطين، ولم يقبر في بلاد غريبة كغيره من القادة الفلسطينيين الذين طاولتهم أيادي العدو الإسرائيلي في منافيهم وبلدان الشتات مثل غسان كنفاني، وكمال ناصر، وكمال عدوان، وأبو إياد، وأبو جهاد... وسواهم العشرات أو المئات بل الآلاف الذين ماتوا في الشتات ودفنوا فيه بعيداً من «فلسطينهم» ومنهم المناضل الكبير «الحكيم» جورج حبش، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير .
وقال الرئيس ناصر مستدركا في حديثه :" إذا عدنا بذاكرتنا إلى أوائل السبعينيات، فإن اليمن الجنوبية حملت في تلك المرحلة اللافتات والشعارات الثورية الأكثر تطرفاً، مثل تحرير الخليج العربي والجزيرة. ومع الأسف، كان الشارع الثائر مصدرها، وكانت كلفة ذلك مرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، فقد قدمنا الدعم إلى منظمات وحركات وطنية مثل «منظمة التحرير الفلسطينية» والعديد من فصائلها المناضلة، وبحدود استطاعتنا، بالإضافة إلى دعمنا منظمات تحرير وطنية في مختلف قارات العالم في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، ومنظمات في إريتريا، والصومال، وجيبوتي، وزيمبابوي، والسودان وجنوب إفريقيا، وفي العراق، وعمان، والبحرين، ولبنان، والفيليبين، وفي تشيلي، وسلفادور ونيكاراغوا.
احتضنت اليمن الديمقراطية العديد من المنظمات الثورية من قارات العالم كافة، كما أشرنا آنفاً، كنا نرى فيها حركات تناضل في سبيل حقوق شعوبها، وفي الوقت نفسه تمثل تلك العلاقة قوة لنظامنا. إذ كانت اليمن الديمقراطية تعاني العديد من المصاعب التي كانت الدول الغربية السبب فيها، حيث فرضت حصاراً سياسياً واقتصادياً على نظامنا، وقدمت دعماً ناشطاً للأعمال العسكرية المناوئة لنا، سواء على الحدود، أو من خلال العصابات المنظمة المرسلة إلى داخل البلاد للقيام بأعمال التخريب، كتلغيم الطرقات، وتسميم الآبار، وقتل الأطباء والمدرسين. وكانت أخطر تلك المحاولات العصابة المسلحة التي دربتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية وأرسلتها إلى داخل حدودنا في عام 1982م ضمن عملياتها الخفية التي نفذتها في عهد رئيسها «كيسي»، وبأمر من الرئيس كارتر قبل وصول ريغان إلى السلطة. وتفاصيل ذلك يمكن مراجعتها في كتاب «الحجاب» لبوب وودورد. كذلك فإنني قد تحدثت عنه في الفصل الخاص بالعلاقات مع السعودية، وكان ضمن أهدافها تفجير أهم المنشآت الاقتصادية في العاصمة عدن، بما فيها مصفاة النفط، لكن تلك العصابة التي كانت تسمّى عصابة «دهمس» وقعت في أيدينا، وقُدِّم أفرادها إلى العدالة، ونالوا العقاب الذي يستحقونه. وكان ذلك يعني أننا أيضاً كنا عرضة للإرهاب ولعمليات الابتزاز بتشجيع وتمويل من بعض الدول الغربية.
أجهزة المخابرات الغربية والأميركية ضد بلادنا
ويمكل الرئيس ناصر حديثه مسترسلا :" ولم يكن هذا هو النشاط الوحيد الذي نظمته أجهزة المخابرات الغربية والأميركية ضد بلادنا، بل إنها توغلت داخل جهازنا الدبلوماسي، وجنّدت بعضاً من دبلوماسيينا العاملين في سفارتينا في الخرطوم ولندن.
وبرغم أنني كنت أعرف، وعلى اطلاع على النشاط المعادي لنا حتى قبل أن يكشف عنه كتاب (الحجاب)، فلم نشأ اتهامهم بذلك، حتى لا يؤدي ذلك إلى مزيد من تدهور العلاقات بين بلدينا، خصوصاً أننا كنا نتطلع إلى يوم تعود فيه العلاقات الدبلوماسية التي كانت مقطوعة بين عدن وواشنطن. في ذلك الوقت كانت واشنطن والعديد من الدول الغربية توجه إلينا تهمة مساعدة الإرهاب. وكان هذا أحد أسباب الجفاء بين بلادنا وتلك البلدان. وفي الحقيقة كنا في بداية عقد الثمانينيات بحاجة إلى استلهام سياسة تنبع من روحنا الوطنية وتخدم ما تقتضيه مصالحنا في المجالين الداخلي والخارجي. وهكذا فإنني عندما أصبحتُ رئيساً في نيسان/أبريل عام 1980م. قمنا بمراجعة مواقفنا من بعض الحركات الخارجية التي كانت تتدخل في شؤوننا الداخلية، ويقودها هذا التدخل إلى الانقسام وفقاً لصراعاتنا الداخلية التي لم تكن معنية بها.
وكان بعضهم يرفع شعارات متطرفة لم تكن لتجدي أو لتتحقق في أي يوم من الأيام. فقد وجدت نفسي ذات يوم أزور الشاعر العراقي مظفر النواب الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى العسكري في عدن، للاطمئنان إلى صحته، وكنت عائداً لتوّي من موسكو بعد أن حضرت أحد مؤتمرات الحزب الشيوعي السوفياتي. وقد سألني بعد أن اطمأننت إليه: كيف كانت الزيارة؟
أجبته: ممتازة!
فعلّق: أمر مؤسف أنكم متأثرون كثيراً بالإمبريالية السوفياتية. أنصحكم بقطع العلاقة معهم والاعتماد علينا.
نظرت إليه مندهشاً وقلت له:
ومن أنتم؟!
لم يتأخر في الإجابة قائلاً: نحن، والجبهة الشعبية لتحرير عُمان، قريباً سنُسقط النظام في العراق، وهم سيُسقطون النظام في عُمان، وسنقدم لكم كل ما تطلبون.
قلت له: هذا كلام مجانين(!)
كلام مجانين
ويقول مستطرقا :" فعلاً كان كلام مجانين. كنت أخشى أن يصل هذا الكلام إلى البعض عندنا ممّن لم يكن ينقصهم شيء لتصديق مثل هذا الكلام والتأثر به. وكان يكفينا أننا استعدينا العالم كله بمشاريع مثل هذه غير قابلة أبداً للتحقّق. لم يتأخر الوقت ليثبت الزمن خيبة هذه الأحلام المغامرة، فلقد تعرضت الجبهة الشعبية لتحرير عُمان لأشد الضربات إيلاماً في نهاية السبعينيات، ووصل بها الأمر إلى خسران كل الأراضي التي كانت قد استولت عليها في وقت سابق في إقليم ظفار، وإلى عودة غالبية قياداتها الرئيسة إلى السلطنة، حيث سلّمهم السلطان قابوس مسؤوليات مهمة في حكم البلاد.
بتطبيع العلاقة مع سلطنة عُمان
واردف الرئيس ناصر وقال :" وجاء عام 1982م وقمنا فيه بتطبيع العلاقة مع سلطنة عُمان، آخر دولة في المنطقة التي لم نقم معها علاقات دبلوماسية حتى ذلك الوقت.
استدعيت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير عُمان المقيم في عدن وقلت له: نحن جادون في تطبيع علاقاتنا مع سلطنة عُمان، وإذا كنتم ترغبون في تسوية أوضاعكم مع السلطة في مسقط، فنحن على استعداد لإدراج مشكلتكم بنداً في المباحثات لإيجاد حلّ سياسي للمشكلة بالحوار.
كان كل رده الذي أذهلني أنه أخرج من جيبه «شريط كاسيت» وقال لي: أممكن أن نستمع إليه!
قلت له: على ماذا يحتوي؟!
قال: آخر أغنية. هل استمعت إليها؟
بالفعل، وضع الشريط في جهاز التسجيل وأداره على أغنية يمنية لاقت شهرة آنذاك، وكان اسمها على ما أذكر «صبوحة خطبها نصيب»، في إشارة إلى أننا نحاول بيع الثورة للجيران ولو أن شاعرها فريد بركات لم يقصد هذا المعنى تحديداً.
كان هذا مثالاً فقط لنوع «الثوار» الذين نسوا القضايا التي يجب أن يهتموا بها. ومثال آخر على هؤلاء، وكان من حركة تحرر وطنية أخرى، كان من أكثر الناس انتقاداً لسياستنا الاقتصادية الجديدة بعد عام 1980. وكان يقول في كل مكان يذهب إليه إننا حوَّلنا اليمن الديمقراطية إلى مجتمع استهلاكي على النمط الخليجي، وسمحنا للناس بامتلاك تلفزيونات، وأجهزة فيديو، وتكييف وثلاجات، في الوقت الذي تراجعنا فيه عن دعم حركات التحرر الوطني!!
المكيف الوحيد في البلاد
وتابع الرئيس ناصر حديثه قائلا :" شاءت المُصادفة أن أدخل بيته. إذ دعاني إلى تناول الغداء أنا و«صالح مصلح قاسم» وزير الدفاع و«محمد سليمان ناصر» وزير الزراعة. للوهلة الأولى كنت أعتقد أنني سأدخل منزل ثائر متقشف، وأننا لن نجد مكاناً نجلس فيه. لكن المفاجأة أذهلتني بعد دخول منزله في أحد أحياء مدينة عدن. فقد لفح هواء المكيف البارد وجهي ما إن دخلت الصالة المؤثثة بأثاث فاخر، واعتقدت أنه الوحيد الذي يملكه، لكنه قادنا إلى غرفة أخرى كانت الصالون الحقيقي، وكانت هي الأخرى مكيفة الهواء. واكتشف وزير الزراعة وجود مكيف هواء في غرفة ثالثة عندما فتحها خطأً بينما كان في نيته الذهاب إلى الحمّام!
الحقيقة التي يعرفها الجميع أننا في تلك الأيام كنا قد حظرنا على مواطنينا استخدام مكيفات الهواء، في محاولة لترشيد الاستهلاك، لأن البلد كان يمرّ بنقص حادّ في الطاقة الكهربائية، بينما كان هذا الرجل الذي يكثر من النقد لسياستنا الاقتصادية يستعمل المكيفات في كل غرف منزله طوال ساعات اليوم.
انزعجت عندما عرفت نوعية الحياة التي يعيشها هو وأمثاله الذين يرفعون شعارات متطرفة في الاجتماعات العامة، بينما ينطبق عليهم المثل: «يناصرون الفقراء نهاراً ويعاشرون الأغنياء ليلاً».
(للحديث بقية )