مُحَمَّدْ نَجِيبْ اَلظَّرَاسِي ( اَلضِّرْس )
هَذِهِ اَلْمَوْجَةِ
بِرَغْمِ مَا فِيهَا مِنْ أَلْوَانٍ
لَاكْنَهَا صَدَقَنِي
لَاتْغِسِلْ قَلْبِي مِنْ اَلْأَحْزَانِ
إِنَّهَا تَجْعَلُنِي اِبْتَلَّ قَلِيلاً
ثُمَّ أَعُودُ كَيْ أَتَمَدَّدَ مُضْطَجَعًا
عَلَى تِلْكَ اَلشَّطَّآنِ
أَرْسُمُ عَلَى رِمَالِهَا سَفِينَةً
وَأَكُون أَنَا اَلرُّبَّانُ
وَأُسَافِرُ أَجُوب اَلدُّنْيَا
اِبْحَثْ لِي عَنْ مَرْجَانْ
سَأُصْبِحُ سَيِّدَ اَلْبِحَارِ كُلِّهَا
مَنْ يَدْرِي ! ؟
رُبَّمَا قُرْصَانٌ
وَأَغْزُو اَلسُّفُنَ اَلتِّجَارِيَّةَ
وَتَدْفَعُ لِي اَلْفِدْيَةُ
مِنْ اَلذَّهَبِ أَطْنَانٍ
أَوْ كَقَائِدٍ مُضَفَّرٍ
حَشْدِ لِمَعْرَكَتِهِ جُيُوشَ اَلدُّنْيَا
وَلَكِنَّهُ مِنْ اَلْحَرْبِ عَادَ خِذْلَانِ
بَعْدُ أَنْ تَخَلَّى عَنْهُ جُنُودُ اَلْمُشَاةِ
وَقَتْلٍ مِنْ قُوَّاتِهِ خَيْرُهُ اَلْفُرْسَانُ
أَنَا مَزِيجُ مِنْ تَجَارِبَ فَاشِلَةٍ
تَجْعَلُنِي شَارْذَا وَهَذَيَان
لَمْ تُقْنِعْنِي نَظَرِيَّاتُهُمْ عَنْ كُرَوِيَّةٍ اَلْأَرْضِ
أَوْ أَنَّهَا مَازَالَتْ تسْتَمِرَّ بِالدَّوَرَانِ
أَنَا سِرٌّ خَفِيٌّ
لَايعَرَفْ رَوْعَةَ اَلْكِتْمَانِ
أَنَا بَسِيطٌ جِدًّا
لَكِنَّ طُمُوحِي فَيَضَانَ
بِرَغْمِ فَشَلِي فِي حَيَاتِيٍّ
لَكِنِّي أُؤْمِن
بِأَنَّ اَلْفَشَلَ يَصْنَعُ وِجْدَان
يَجْعَلُ اَلرُّوحَ تَسْمُو وَتَتَعَالَى
فِي جَوْفٌ اَلْبُنْيَانِ
إِنَّهَا اَلْحَيَاةُ وَهَذَا قَدَرُنَا فِيهَا
أَحْيَانًا يُمْكِنُنَا ذَلِكَ
وَفِي اَلْغَالِبِ لَايْكُونْ فِي اَلْإِمْكَانِ
لِذَا اِحْزِمِي حَقَائِبُكَ مَعِي لِلسَّفَرِ
وَدُعِينَا سَوِيًّا نَبْحَثُ عَنْ عُنْوَانِ
عَنْ وَطَنِ خَالِدْ يَجْمَعُنَا
وِلَايْكُونْ أَبَدًا فِيهِ هِجْرَانٌ
أَنَا هُوَ أَنَا
وَلَنْ أَكُونَ غَيَّرَ أَنَا إِذَا أَرْدَتْ
وَمَاذَا أَرَدْتُ أَنَا غَيْرُ اَلنِّسْيَانِ