كتب/ مُحَمَّدْ نَجِيبْ اَلظَّرَاسِي(اَلضِّرْس)
وَيْلاً
لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
مِنْ فَاتِنَةٍ
مِنْ سَاحِرَةٍ
مِنْ أُسْرَةٍ
مِنْ فِي اَلْقَلْبِ سُكْنَاهَا يُسْتَحَبُّ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
تَبْدُو لَكَ خَافِتَةً
لَكِنَّهَا صَدَقَنِي
لَيْسَتْ كَذَلِكَ
لَيْسَتْ كَمَا تَبْدُو
لِأَنَّ فِي عَيْنَيْهَا
هُنَالِكَ أَلْفُ أَلْفِ لَهَبِ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
إِنَّهَا اَلْوَطَنُ
وَمَا أَجْمَلَ اَلْوَطَنِ
حِينَ يَبْقَى حُرًّا
حِينَ يَبْقَى دِيمُقْرَاطِيًّا
نَزِيهًا
ولَايغِتَصَبْ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
حِينَ تَسْمَعُ صَوْتَهَا
تُرَفْرِفَ اَلْقُلُوبُ
وَتَنَصُّتِ اَلْأَذَانِ فِي قُشْبْ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
إِنَّهَا عُنْوَانُ اَلْفَصَاحَةِ
إِعْجَازَ اَللُّغَةِ
فَهِيَ تَفُوقُ بِبَلَاغَةِ اِبْتِسَامَتِهَا
كُلَّ سَخَافَاتِ اَلْخُطَبِ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ
يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
أَنَّهَا اَلْجَاذِبِيَّةُ
أَنَّهَا قَلْبُ اَلْمَجَرَّةِ
إِنَّهَا بِبَسَاطَةِ
كُلَّ ضَجِيجِ اَلْكَوْنِ
وَمَا يَحْتَوِيهُ مِنْ صَخَبِ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
لَاتَسْتَفَزَهَا حَذَارِي
فَنَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ اَحَدَاقَهَا
كَفِيلَةً
بِأَنْ تُشْعِلَ فِي اَلْجَوْفِ حَطَبِ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ
يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ
أَنَّهَا حَضَارَاتُ اَلدُّنْيَا اَلْقَدِيمَةِ
وَكُلَّ نِسَاءِ اَلدُّنْيَا
لَهَا فِي اَلْحَسَنْ تَنْتَسِبُ
وَيْلاً لَكَ يَا وَلَدِي
مِنْ اِمْرَأَةٍ يَسْكُنُهَا اَلْغَضَبُ