تقرير/ امة الله عبدالله..
لفتني الإنتباه عندما كنت اعمل في إحدى المنظمات بمنطقة دبع الداخل في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، إلى فتاة تدعى " رحمة"، وتبلغ من العمر ٢٣عاما وهي مثال للبنت الطموحة والمثابرة.
تروي رحمة قصتها في الحياة وكيف تعيش مع عائلتها وتكافح من اجل توفي لقمة العيش في بيئة تهمش من دور المرأة، وتقول "لدي ٣ أخوات من ذوي الاعاقة البصرية، وأخت لديها تضخم بالقلب ووالدي مريض بالسكر، ووالدتي مريضة، ولا يوجد أحد يعول الأسرة بسبب المرض والاعاقات"
> الحلم الاول
كانت "رحمة" تحلم بأن تكون قادرة على تحقيق طموحاتها وأن تكون مستقلة ماليًا، لذلك قررت أن تخرج من منزلها وتبدأ العمل في السوق، من أجل أن تستطيع توفير احتياجات عائلتها المادية
ولكن كان هذا القرار يحمل معه الكثير من التحديات. "فرحمة" كان على عاتقها رعاية ودعم أخواتها المصابات بأمراض الاعاقة، بالإضافة إلى النظرة السلبية من قبل المجتمع
> بداية تغيير حياتها
لم تستسلم ولم تيأس، وقررت مواجهة التحديات والصمود، وتعلمت صناعة الجبن البلدي والسمن، وأصبحت تعمل في الأجبان والسمن والحليب، وواصلت تعليمها في دورات المعجنات والحلويات من أجل أن تكتسب خبرات ومهارات جديدة لكي تطور مجال عملها، وكان "لرحمة" دور كبير في تغيير نظرة المجتمع تجاه المرأة، فقد أثبتت بأن المرأة قادرة على التفوق والنجاح في أي مجال تختاره، بغض النظر عن ظروف حياتها.
ولكن رغم كل هذه الصعوبات، استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في حياتها حيث عملت بجد واجتهدت وبفضل إصرارها وإرادتها القوية، تمكنت من تحقيق طموحاتها .
قصة رحمة تعكس روح التحدي والإصرار التي يمكن أن يحملها الإنسان داخل قلبه. فلا يوجد شيء مستحيل عندما يكون لديك إرادة قوية وثقة في قدراتك.
> تقارير دولية
وفقا لمنظمة العفو الدولية فإن هناك 4.5 مليون ونصف معاق، اي ما يعادل 15% من سكان اليمن حسب التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية.
وتلفت المنظمة إلى وجود ما يزيد عن 300 منظمة تقدم خدمات للاشخاص ذوي الاعاقة قبل الحرب. ومن بعد الحرب تقلصت إلى 26 منظمة وذات قدرات وبرامج محدودة بسبب نقص التمويل وامكانيات مزوالة العمل. بالإضافة إلى ان صندوق المعاقين توقف عن صرف المقررات المالية للاشخاص ذوي الاعاقة في مناطق الحكومة المعترف بها بين 2015 و 2017، واستأنف صرفها من 2017 لكن بطريقة غير منتظمة بسبب نقص التمويل.
اغلب سكان اليمن من صغار السن، لكن الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم فوق 65 عاما فأكثر يمثلون 37% من الاشخاص ذوي الاعاقة في البلاد، ويواجه كبار السن من ذوي الاعاقة صعوبات مضاعفة في نيل حقوقهم، وتؤدي المشاعر السلبية والتصورات النمطية بشأن الاشخاص ذوي الاعاقة في اليمن الى تعرضهم للتمييز المتعدد الجوانب في التمتع بحقهم في المساواة مع غيرهم من اعضاء المجتمع حسب المنظمة.
الاشخاص ذوي الاعاقة من المهمشين من بين ممن يتعرضون لأشكال متعددة ومضاعفة من التمييز بسبب تضافر عوامل عدم المساواة، وبسبب الاعراف الثقافية تواجه النساء والفتيات ذوات الاعاقات صعوبات مضاعفة ومركبة في اوضاع النزوح وفقا للمنظمة.
رغم كل الجهود المبذولة من الجهات المعنية كصندوق رعاية وتأهيل المعاقين والجمعيات وغيرها في التخفيف من معاناتهم، إلا ان استمرار الحرب وعدم الدخول بعملية سلام شاملة، سيبقي الاشخاص من ذوي الاعاقة الشريحة الاكثر تضررا من الحرب.