آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
أدب وثقافة

ذكرى (نثر)

الأحد - 15 أكتوبر 2023 - 11:01 ص بتوقيت عدن
ذكرى (نثر)
كلمات / حسين السليماني الحنشي

ذكرى تغتال فؤادي
بيوم ميلاد
ثورتي

أبي، وجدي،
والكثيرون،
قد عبروا من هنا.
يحملون
البندقية،
و الفأس ،
والمعول،
وتزّين خواصرهم،
خناجر الأجداد ...
تركوا أبناءهم 
بيوتهم،
زوجاتهم،
من أجل مستقبل،
من باع الوطن!

وأخرين ينتظرون العبور ،
مع بزوغ الفجر الساطع. 
يبنون الجسور.
سيتخرجون،
من باطن
الارض
خاماتها،
حتى يزيدون
رصيد الثائر،
الذي أتى 
بلباس جيفارا...
الثائر الفقير !!!

كيف لنا ؟؟
أن نظل نعشق الصمت
وسيولنا تحمل الغث.
سيظل عشقنا حرام،
ويولد الابن عاق!
عشقنا المفسدين ،
إلى عنان السماء !

وملامح الخوف،
بعثرت الماضي،
والحاضر،
وشوهة المستقبل.

مازلت أذكر مكاتب العمل،
التي تعرج إليها أفواج البشر.
في زمن النقاوة،
خالية من النفاق.
صافية القلوب...

اليوم تجاعيد وجهي،
برزت للعيان.
أثرت فيها مكاتب ،
للايجار ، 
في زمن البلادة.
في زمن الرشوة.
في زمن الفساد بلاحدود!

صنعتها حثلاث ،
أرهقت الروح والجسد .

لم أكن أنا وغيري يحتمل؛
ضجيج عربات الحراسة.
فوق وضع المعيشة
مانريد خصام الزعيم،
لكن نريد ملء الكف دقيق!!

كيف لي أن أستمع لصوت الصدا؟
وأن أظل بين الحيطان منتظر....
بل سأجني ثمرات ارضي 
وأزرع بكل حارة فرحة..
وسأجني سنابل ،
واستبدل غيرها شتلات ...

سأذهب حيث أشاء..
وأنزع حقوقي...
فأنا من كوتني نيران الحروب،
التي أشعلها القائد الجبان.
الهارب من ميدان التحرير.

هناك مدفعك
أرمي به الغازي،
الآتي من بعيد.

بل جعلت فوهة،
البندقية والمدفع
نحوي، 
وشظايها كشامة بكل بيت .

فيا من أشبعني،
من دخان الإطارات ،
في الشوارع.
فلم تبقى،
من الحروف حرفا إلا به مرضا..

بغرفة الانعاش شعبي،
وأنتم بالفنادق،
والمطارات،
والمنتزهات أسياد...