كتبها / شير هفال
إلى الصهاينة الجدد
الذين ردوا المدينةَ لِعهدِ يثرب
خلعوا عمائمهم وأهدوا قرآنهم
لِيَهُودِ خيبر..
كُلُنا_نَقُول
حتى وإن صارت
الخيانةُ وجهةُ نظر..
حتى وإن العروبةُ أشركت
قَطَّعَتْ أوصالها وتَصهيَنت
قد بدا من تمايزوا
عراةٌ في آيةِ التجريد..
وسيبقى
شهداءُ غزةَ يولدون أقمارا
يغادرون إلى طريقِ النخيل
المفعمِ بالأناشيد..
يدركون أنَّ لهم يُضيءُ الليمون أجنحتَهُ الخضراء..
وأنَّ أحصِنةَ الريحِ لهُمْ
ينتشرون في فِضةِ الأمكِنة..
يغادرون.. وتودِعهم
قُدسهُم بورودٍ حمراء..
يمضون في أثيرهم إلى
ملكوتِهم المسحور..
إلى جنةٍ مزهوةٍ بالنور..
يتركون لنا على نقشِ شواهدهم
آيةً.. وقطرةُ دمٍ.. وبعضُ
حبات شجاعة.. و كرامة
كي لا نندهش من ريحِ جراحهم
النازفة مِسكٌ وبخور..
يغادروننا أقمارا ملونة
نراها تطوف إلى السماء
إلى لذةِ الخلودِ والبقاء..
تسكبُ على دموعِنا
كوثرا و ثمارا.. وتقول هيا
لنتذوقَ طعمَ الأبدية..
شهداؤنا ♡
لكم تجدل الخيل شعرها
لتتفترشوا الصهيلَ وتعبروا
كَ الأسودِ على جثث الكلابِ
فوق الغيمِ إلى السماءِ
التي اقتربت أن تُمطِر من شقوقِ
ثوبها أسماءَكم المُخلدة
في الأساطيرِ و الملاحم..
في عيونِ ياسمينةٍ نبتت قرب
الحطام.. تُبَشِر بِربيعٍ قادم
قد لاح بالدفء.. قد آنَ رحيلُ الغزاة
ستعود أسماؤكم وتصرخُ في الشوارع
وتحتضِنكم المُدن.. ستولدون
أجنةً أقمارا.. من بين الركام
من حضنِ قُدسٍ.. ستعرشونَ
على غُصنِ داليةٍ وتعودون
حكايةً من أولِ البرقِ إلى أرضِ
الرخام ترتدون السندس الأنيق
في جنةٍ يعرِفُها أجدادنا
من أولِ السلالات..
هنيئا الفجر بلونه الفضي
في دروبٍ عرفها فتيةٌ آمنوا
وأيقنوا فغزلوا أرواحهم
قرابين وفراشات..
غادروا كي يبقى
لنا المكان.
لن نقبل أن نبقى وحيدين
نمضي بخطى الذكرى بين الدخان
لن نقبل.