كتب/ضياء الحق أبولحوم
لمن تكتب!
وحرفُك صار مكلومًا وصوتُ الناي لا يشجُبْ
لمن تكتب!
دعاة الجهلِ في وطني لهم أرواحنا والحُبْ
وصوت الظلمِ في وطني له الأبواقُ إذ يخطبْ
لمن تكتب!
أتمدح فيه أستاذًا يعاتب طالبًا يبكي بلا أمٍ وقد يرسُبْ
لمن تكتب!
تقدس ذلك الممسوخ في التلفازْ، وتكتب أنه وطني وأصله من بني يعربُ
لمن تكتب!
يد الطغيانِ تحكمني
وحكم الظلمِ في وطني
جراحٌ أهلكت بدني
أنا العربيُ لا أكتبْ
تعبت أنا وأوراقي
وصوتُ الحقِّ ترياقي
ولي شعبٌ يساندني يداوي جرح أعماقي
ولي قلمٌ يراودني يخطُّ بحار آماقي
فنكتب أنهم ظلموا، وكم للظلم قد رسموا، وهم بالرسم قد نصبوا مشانقنا،
فقد نكتبْ بأن الحر لايخشى سيوف الظلم إذ تصلبْ
وغير الله لا نخشى ومنهم نحن لن نهربْ
لمن تكتُب!
لحكامٍ بلا شرفٍ ولا عِزّة
لأقزامٍ تباركُ قصفها غَزّة
لمن تكتب!
لشعبٍ مذعنٍ خانع
للصٍ باطشٍ جائع
لشيخٍ جاهلٍ ضائع
أضاعوا مجد أمتنا
وغنّوا في تشتتنا
فتبًا ليسوا قدوتنا
لماذا الناسُ لا تشجبُ
أمن خوفٍ ؟
أمن ذلٍ؟
أمن قهرٍ ؟
أمن بؤسٍ؟
لماذا الصمت والتهويل
أليس القتل منهجهم
وهذا القصف ديدنهم
فتبًا كيف نعبدهم
نطيع الحاكم السكير
ونخشى نافخيَ الكير
دعاة القتل والتدمير
فثوروا يابني يعربْ
لمن نكتبْ؟
أنكتب للذي أضحى يقسم مجد أمتنا
ويسعى في تشتتنا
يعادي بين إخوتنا
هنا الأخلاقُ تثنينا
لهذا نحن لن نكتبْ
أتشكر فيه كذابًا
وتمدح فيه نصابًا
وتلبس قبحه حسنًا وتسكت عن حقارتهِ ليبدو فيه جذابًا
لأجل المال تصطنعون من الأوثان أربابًا
لأجل متاعكم وطني من الآمال قد خابَ
فتبت كل أحرفكم أنا للظلم لا أحسبْ
أنا برقٌ بريق الحق في قلمي
أنا رعدٌ وصوتُ الرعدِ من ألمي
أنا للحق أقلامٌ تخطُ ضياءهُ والحب