إلى الحمير والكلاب
إلى الأسود والذئاب
إلى السادة الأفاضل
في السهول والجبال
والأنهار والجداول
في البحار والأدغال
والهضاب والصحاري
باسمي وبالنيابة
أقدم اعتذراي
لكل أهل الغابة
فنحن من وصفناكم
بأسوأ الأوصاف
ونحن من نعتناكم
بأبشع الألقاب
ونحن من تعاملنا
معكم باستخفاف
فلتقلبلوا اعتذارنا
يا أوفياء الغاب
لأن الغبي بيننا
وصفناه بالحمار
والخائن المراوغ
بالثعلب المكار
ومن كان لص محترف
قلنا عليه ذئب
أما اللئيم الجاحد
فكلب ابن كلب
ودموع ظالمنا
دموع التماسيح
وذو اللسان السام
أفعى لها فحيح
وإن نطق شؤومنا
قلنا في استغراب
لا لن يكون خيرنا
في منطق الغراب
حتى النمور والأسود
والبغال والقرود
والضباع والفهود
والأرانب الولود
والطيوروالزواحف
والأرانب والسلاحف
جميعكم جميعكم
لم تسلموا من شرنا
ولا من اتهامكم
بسوئنا وقبحنا
بل أننا من سخفنا
نحن بني الإنسان
كل من أثار سخطنا
قلنا عليه حيواااااااان
وإن ضعف شجاعنا
سبع بلا مهابة
واذا تفشى ظلمنا
قلنا شريعة غابة
في حين أن ذئبكم
لايفترس أخاه
والكلب من أخلاقكم
وفي لمن رباه
وسبعكم نزيه
لا يأكل الجيف
وسبعنا سفيه
حياته سرف
ومن قتل في عرفكم
يقتل لكي يعيش
والقتل صار بيننا
بلطجة وطيش
فإن ملئت بطونكم
فالعيش للجميع
وإن ملئت بطوننا
نثور في الربيع
فالشر ساد بيننا
وخيرنا قليل
وتهيئت حياتنا
لتقبل الدخيل
فالجشع والشراهة
والغباء والبلاهة
والفجور والسفاهة
ومحاربة النزاهة
والشذوذ والسفور
والتباهي والغرور
والعيش دونما شعور
قد أصبحت صفاتنا
وجزء من ذواتنا
وأصبحت حياتكم
تأنف من حياتنا
فنحن من وصفناكم
بأسوأ الأوصاف
ونحن من نعتناكم
بأبشع الألقاب
ونحن من تعاملنا
معكم باستخفاف
فلتقلبلوا اعتذارنا
يا أوفياء الغاب.